رائحة التاريخ تتسلل إلى أنفك وبريق الماضى يضئ أمام عينيك وأنت تتابع بشغف عملات مصر "أيام زمان" على أرصفة وسط البلد، بمجرد أن وضع "مجدى عطية"، بائع العملات القديمة، فرشته فى شارع 26 يوليو حتى تجمع حوله عدد كبير من المارين ليشاهدوا تاريخ وتراث مصر فى عملات مصرية قديمة، بينها: جنيه إدريس الفلاح، الذى يعود لعام 1926 والذى يصل سعره إلى 7 آلاف جنيه، وجنيه الجمل والجملين وعملات معدنية قديمة. مجدى وقف ليشرح لكل المعجبين ببضاعته حتى ولو كان للفرجة فقط تاريخ كل عمله وقصة صكها وكيف بدأت جملة "ضرب فى مصر"، التى كانت تدق على العملات المعدنية، ليخبرك مجدى بالحكاية من خلال ثقافته الواسعة فى مجال العملات. بيع العملات، بالنسبة لمجدى عطية، هواية بعد أن سمع عن مجال وتجارة بيع العملات القديمة أثناء جلوسه على إحدى المقاهى بميدان الأوبرا القديمة بالعتبة، حيث تعرف هناك على أحد تجار العملات القديمة ومن هنا بدأ يسمع قصص العملات وتاريخها حتى أحبها وقرر أن يشترى عملات ويبيعها. ويقول مجدى عطية، "مهنتى هى بيع الذكريات والتاريخ والتراث، حيث يفضل كثير من هواة العملات القديمة أن يشتروا منى هذه العملات أو نتبادلها فيما بيننا"، مضيفاً أنه يحب مهنته بشدة رغم أنها لا تدر له دخل كبير إلا أن حبه لها يجعله حريصاً على معرفة الجديد فيها. ويوضح أن زبون العملات القديمة والنادرة له طابع خاص جدا، وعلى دراسة بأنواع العملات وتواريخ إصدارها وندرتها وأسعارها، كما أن زبائن العملات لا تقتصر أعمارهم على فئة معينة، لكن هواية جمع العملات القديمة تجتذب كل الأعمار وأيضا ليست هناك جنسية معينة، فإلى جانب المصريين هناك العرب والأجانب الذين يعشقون هذه الهواية. ويشير مجدى إلى أن "العملات القديمة عموما لا تحددها أسعار ثابتة، ولكنها تخضع للعرض والطلب وندرة العملة أو كثرة المعروض منها وكذلك حسب حالته، فمثلاً جنيه الملك فاروق، يباع بخمسين جنيها، وجنيه السلطان فؤاد الذى يحمل صورة الجمل ويباع ب 500 جنيه، وجنيه السلطان حسين كامل والذى يباع ب600جنيه، والعشرة جنيهات الورق التى ترجع لعصر السلطان فؤاد ثمنها 500 جنيه، والشلن الورق للملك فاروق ب100 جنيه، والعشرة قروش ب100 جنيه، والخمسين قرشا التى تحمل صورة مجموعة من الجمال ب200 جنيه، والعشرة قروش التى تحمل اسم السلطنة المصرية أيام السلطان حسين كامل ثمنها 30 جنيها، أما المائة جنيه التى صدرت أيام السلطان عبد الحميد ثمنها 8 آلاف جنيه." ويحكى مجدى قصة "جنيه إدريس الفلاح"، قائلاً:"إنها شخصية حقيقية وكان يعمل جناينى عند السلطان فؤاد وتحدث معه السلطان، فتنبأ إدريس له بأنه سيصبح ملكا للبلاد، فوعده السلطان إذا تحققت نبوءته أن يجعله يلف كل دول العالم ويضع صورته على الجنيه، ولما تحققت النبوءة نفذ السلطان وعده، وأمر بصك هذه العملة النادرة ". ويؤكد أنه يبيع جنيه إدريس بحسب حالته، بسعر يتراوح ما بين 300 إلى 7 آلاف جنيه، مضيفاً أنه يبيع أيضا عملات تذكارية مثل: بريزة الملك فاروق، بريزة السلطان حسين كامل التى تباع ب12 جنيه، جنيه جمال عبد الناصر وجنيه السادات، جنيه أم كلثوم وجنيه عبد الحليم حافظ.
