أولئك الذين يعيشون فى المدن لم يظهروا أداء جيدا فى الاختبارات التى تتطلب تركيزا مستمرا أظهرت دراسة أن حياة المدن تعرقل من قدرة الناس على التركيز، حيث أجرى باحثون لدى جامعة لندن دراسة شملت قبيلة نائية فى أفريقيا حافظ أهلها على البقاء فى الريف فى حين انتقل آخرون للعيش فى مناطق حضرية. وتوصلت الدراسة إلى أن الجماعات الحضرية تواجه صعوبة فى تركيز الانتباه. وقالت كارينا لينيل، إحدى الباحثات المشاركات فى إعداد الدراسة، إن الفروقات بين القدرة على التركيز جاءت فوق ما توقعته الدراسة. وأجرت لينيل، وهى باحثة بقسم العلوم النفسية بالجامعة، اختبارات معرفية عديد شملت قبيلة هيمبا فى ناميبيا فى جنوب غرب أفريقيا، كما تضمنت المزيد من المقارنات مع الشباب فى لندن. وتوصلت الدراسة إلى أن الرجال والنساء فى قبيلة هيمبا، ممن ظلوا فى المنطقة الريفية ومراعى الماشية يستجيبون على نحو أفضل للتركيز مقارنة بأفراد ينتمون لنفس القبيلة تخلوا عن العيش فى محيط القبيلة وانتقلوا إلى الإقامة فى البلدات والمدن. قالت لينيل، إن النتائج التى توصلت إليها الدراسة كانت "مشابهة" للنتائج التى توصل إليها طلبة الدراسات العليا حال إجراء نفس الاختبارات فى لندن. وأشار الباحثون إلى أن الناس فى المجتمعات الحضرية يتمتعون بمحفزات تنبيه أكثر حيث يتحلون بإفراط من حيث استخدام البصر والأصوات. وأضافت لينيل، أن القدرة على التركيز تتحسن مع زيادة حواس الفرد، لكن كلما زاد الإفراط فيها، ظهرت أثارا عكسيا وانخفضت قدرة التركيز على مهمة واحدة. وبناء على ذلك فان أولئك الذين يعيشون فى المدن لم يظهروا أداء جيدا فى الاختبارات التى تتطلب تركيزا مستمرا والقدرة على عدم صرف الانتباه. فى حين اظهر أولئك الذين يعيشون فى الريف قدرة أفضل خلال اختبارات التركيز هذه، وتلك المهام التى تعتمد على استخدام الكمبيوتر، وهى مهام افترض فيها احتمالية عدم التآلف مع التكنولوجيا.