عبد الله شاب مصرى كان يعيش مع أسرته فى دولة الكويت وعندما أنهى دراسته للمرحلة الثانوية، أرسله والده إلى مصر البلد الأم لاستكمال مرحلة التعليم الجامعى، وما أن بدأت الدراسة أسبوعها الأول حتى تم إلقاء القبض عليه واعتقاله. وكان ذلك فى عام 2008، بالتقصى والتحرى للاستعلام عن التهمة المنسوبة إلى عبد الله، تبين أن والده والذى يعمل طبيبا بيطريا فى دولة الكويت، مطلوب أمنيا"، ينتمى إلى الجماعة السلفية فى مصر. وقد تم اعتقال عبد الله للضغط على والده حتى يعود إلى مصر ويسلم نفسه للجهات الأمنية. صبرت الأسرة على ذلك الظلم لمدة ثلاث سنوات حتى تم الإفراج عن الابن فى يوم 12_2_ 2011 .أى فى اليوم الثانى لنجاح ثورة 25 يناير. عبد الله الآن فى السنة الرابعة بكلية التربية، أى سيصبح أستاذا بعد شهور قليلة. أما الأستاذ عطا مدرس اللغة العربية فقد تمت إعارته إلى سلطنة عمان لمدة أربع سنوات أخذ أولاده وظل طوال مدة الإعارة وعند عودته بعد انتهائها تم اعتقاله فى مطار القاهرة. وقد كانت تهمته هى انتماءه إلى جماعة محظورة _تنظيم القاعدة فى عمان. تظلم من أمر الاعتقال أمام المحكمة المختصة، وقد حصل على حكم البراءة من التهم المسندة إليه. تم اعتقاله مرة أخرى على باب المحكمة لدواع أمنية. نور الدين شاب فى منتصف العقد الثالث من العمر حضر إلى الكويت وظل يعمل جاهدا لمدة ثلاث سنوات متتالية دون كلل أو ملل. جمع جلال ما يستطيع ليحقق حلم حياته الزواج بمن يحب ويسعد أمه الأرملة ذات الرداء الأسود والقلب الحزين. نور الدين أحد شباب قريتى لم يمهله القدر تحقيق آماله، إذ غرق فى عبارة السلام 98 مع ما يزيد عن ألف مواطن مصرى، لم يفرح نور ومات غريقا حتى جثمانه لم يخرج من الماء وظلت أمه حزينة تنتظر رجوعه حتى الآن!! الشعب المصرى بجميع مستوياته ومختلف طبقاته يقفون بالطابور من أجل الحصول على أسطوانة غاز أو على رغيف عيش _خبز_. بينما وهب النظام السابق الغاز الطبيعى لإسرائيل بثمن بخس أقرب منه إلى المجانى. الأمر الذى جعل بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يقف فى إحدى المقابلات الصحفية وعلى الملأ ينعى حظه بعد نجاح ثورة 25 يناير وسقوط النظام الحاكم فى مصر قائلا "لقد فقدت إسرائيل كنزا استراتيجيا". هذه بعض النماذج القليلة من حالات كثيرة لا تعد ولا تحصى أجبرت الشعب المصرى على القيام بالثورة والخروج على النظام وإسقاطه فى ثمانية عشر يوما. قال تعالى فى سورة المائدة فى الآية 32(من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك فى الأرض لمسرفون) صدق الله العظيم.