يحلمون بربيع ثماره شهد وعسل.. وشمسه تشرق بلا مغيب.. وسجونه خاوية من التعذيب.. وأيامه كلها ألوان زاهية.. وتتوالى الأحلام ومعها ترقص الكلمات مبشرة بفجر جديد ومصير إلى العلياء مرسوم على حافة الوطن بريشة من أمل.. يعلوه سحاب ينهمر منه مطر كاللآلىء التى تزين الشطآن ... إحساسهم نبض الحرية.. والأمل وتر يعزفون عليه أجمل الأمنيات للقادم الجديد.. وبواخر أمانيهم تبحر لترسو على ولادة فجر مشرق يحقق لهم كل ما تصبو إليه أنفسهم. لكنهم للأسف لم يجنوا إلا خريفا أوراقه صفراء يابسة تتساقط مع هبوب الريح.. وثماراً جافةً لا طعم لها ولا لون .. فهل هذا هو الربيع الذى كانوا به يحلمون؟؟هل هذه هى الثورة التى ضحى من أجلها الكل وتمناها الجميع وبذلوا من أجلها الغالى والرخيص؟؟ هل تحققت أحلامكم أيتها الشعوب العريقة؟؟ أرى أنكم لم تجنوا إلا خريفاً ينزف دماءً وشهداءَ وأشلاءَ تتناثر هنا وهناك.. نساءً تترمل وأطفالاً تقتل وشباباً تنطفئ أعمارهم ولا ذنب لهم سوى أنهم أحبوا وطنهم وتمنوا له الخير والنماء.. نلتفت هنا وهناك فنرى قطارات تدمر ومبانى وآثارا تنهب وتحرق.. وأشقياء يحتلون الطرقات ويروعون الآمنين.. وسرقات هنا وهناك.. من أجل ماذا كل هذا الدمار وكل هذا النزيف؟؟.. أمن أجل كرسى سيحاسبنا عليه الخالق حساباً عسيراً ؟؟ دمن منا لا يعرف من يقفون وراء هذا الدمار وهذه الفوضى.. إنها قوة غاشمة تسعى بكل جبروت لخراب الأوطان وتفتيت الحلم العربى وبث الفرقة بين المسلمين ليتنازعوا ويفشلون وتذهب ريحهم.. وهم يخططون من بعيد ويراقبون ويحققون النجاح تلو النجاح لأن بعض النفوس الضعيفة من بنى جلدتنا لهم منقادون ولأوامرهم طائعون ومنفذون. هذه القوى وحليفاتها هم من يخططون لدمارنا وإلهائنا عن بيت القصيد وصرف أنظارنا عن قضيتنا العربية والإسلامية الأولى ألا وهى تحرير فلسطين... وهم لا يكتفون بذلك بل نجدهم يستخدمون أساليبهم الخاصة والملتوية لنهب خيرات وطننا العربى وإغراقه فى ديون أزلية تخنقنا وتجعلنا أمامهم صغاراً طائعين لا نستطيع رفع رءوسنا أو نقول كلمة مستحيل..أنظر ماذا فعلوا بنا..جعلونا فى زمن غير الزمن.. زرعوا الخوف وقلة الضمير فى نفوس البشر.. حرمونا من لقمة العيش الهنية.. شردوا شعوبنا وحرموها من الأمن والأمان ومن معنى كلمة السلام.. فلا ترى سوى قنابل تنفجر فى الطرقات.. وبيوت تحترق.. وأمهات تفقد أبناءً فى عز الشباب.. هل هذا هو الحلم العربى؟؟ أربيع ملئ بالأزهار.. أم أشواك تجرحنا ولحظات تقيدنا وموت لأناس أعزاء هم أهلنا.. ودمار لبلدان كانت آمنة مطمئنة تعيش فى سلام وأمان؟! كفاكم يا سادة يا كرام فالذين يموتون هم أهلكم وإخوانكم فهل تفرحون بموتهم وتحملون ذنبهم فى أعناقكم إلى يوم الدين؟؟ ... بالله كفوا عن هذا الجنون.. وأفيقوا لحالكم ولبلدكم الذى ينهار وأنتم حتما معه ستنهارون.. اتحدوا ففرج الله قريب وتعاونوا فيما بينكم للقضاء على الدخلاء الذين يعيثون فساداً بينكم.. حلوا مشاكلكم بأيديكم لا بأيدى الغرباء.. فنحن قوم ديننا الإسلام ولغتنا لغة القرآن والعدل ميزاننا والقبلة اتجاهنا والصلاة فى محراب الوطن هو عشقنا.. فما أجمل صحوة الضمير.