علقت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية على الأحداث التى تشهدها مدينة بورسعيد، وقالت إن السكان المتمردين فى المحافظة، يتبنون إستراتيجية جديدة للاحتجاج على الحكومة. فبعد أن اشتبك أهالى بورسعيد فى معارك بالأسلحة مع الشرطة فى الشوارع قبل عدة أسابيع، يقوم الطلاب والسكان والعمال وأصحاب المحلات وموظفو الحكومة الآن بحملة عصيان مدنى سلمى. ورأت الصحيفة أن هذا التغيير يمثل تحولا ملحوظا من الاحتجاجات الأخيرة التى شهدتها مصر والتى استخدم فيها كلا من الشرطة والمتظاهرين الأساليب العنيفة فى معارك الشوارع التى استمرت لفترات طويلة. وكان الكثيرون قد توقعوا أن الانتفاضة ضد الرئيس محمد مرسى وإدارته ستصبح عنيفة بشكل متزايد مع لجوء المحتجين إلى التهريب وضعف الحكومة التى تعتمد على اليد الثقيلة للحملات الأمنية. ونقلت الصحيفة عن محمود نجيب، الناشط بحركة 6 إبريل قوله عن مهاجمة الشرطة لعبة خاسرة خاصة مع الخسائر فى الأرواح، وقد اعتادت الدولة على هذا، لذلك فإن العصيان المدنى هو أداة أفضل بكثير، وخسائره الاقتصادية هائلة. وأوضحت الصحيفة أنه من المطالب الرئيسية فى بورسعيد إجراء تحقيق مستقل فى أحداث العنف الأخيرة. فالأهالى يريدون اعتذارا من مرسى على وصف القتلى، وأغلبيتهم سقطوا برصاص الشرطة، بالبلطجية المسلحين، والبعض يطالب باستقالة وزير الداخلية. وتمضى الصحيفة قائلة إن أهالى بورسعيد يصفون حركتهم بأنها بلا قيادة وأصلية، وقد رفضوا الدعم من حركات سياسية مختلفة فى البلاد مع قيام العاملين بالإضراب تلقائيا، والشبكة الوحيدة التى تربط الجماعات المحتجة المتعددة من المصانع إلى الموانئ والبنوك هى عائلات هؤلاء الذين قتلوا فى بورسعيد فى الشهر الماضى. ونقلت الصحيفة عن حسن فريد، وهو محامى قادم من محافظة الشرقية للتضامن مع بورسعيد قوله إن المدينة صغيرة لذلك يشعر سكانها بآلاف الآخرين بشكل أكبر، وهم موحدون. وعن محاولة مرسى لإخماد غضب أهالى بورسعيد بوعود تخصيص مزيد من الأموال لتطوير المدينة، قال الأهالى إن الأمر لا يتعلق بالأموال بل بالكرامة.