أكد الدكتور عبد الراضى محمد عبد المحسن أستاذ الشريعة الإسلامية ومدير مركز البحوث الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، أن بناء أى مجتمع يحتاج أولا إلى الأخلاق، والأخلاق هى التى تبنى الأمة، وليست الحضاراة، ولا تستطيع أى حضارة أن تبنى الأمة، فكم من أمم سقطت وكان لديها حضارات، لأنها افتقدت للقيم والأخلاق النبيلة. وتابع د.عبد المحسن، أننا نستطيع أن نبنى هذه الأخلاق حتى بمنظور النفعية وحدها، والنفعية بمعنى أن الطالب والأسرة وإدارة المدرسة، ستتحقق لها المنفعة فقط، إذا التزمت بتعاليم الأخلاق. وأضاف د. عبد المحسن، قائلا: "إن المعلم يريد أن يؤدى رسالته ويكسب مالا حالا، فيتحقق له ذلك، وينجح فى التدريس، وفى كسب المال إذا التزم بالأخلاق، والطالب تتحقق له أيضا النفعية بأن يتعلم ويكون عضوا نافعا ومؤثرا فى المجتمع، ويتحقق له ذلك إن قامت الأسرة بتربية هذا الابن وتغذيته بروح الأخلاق، وإن قام هو بتأدية واجبه، قبل أن يتعامل مع المعلم ومع مفردات المجتمع، وكذلك الأسرة والمجتمع تتحقق أيضا لهما الإفادة، كأننا بصدد تكوين مجتمع جديد على نمط أخلاقى، وكذلك إدارة المدرسة، إن التزمت بالتعاليم التى تراعى العدالة وحسن التربية والتعامل، فينعكس هذا من المدرسين فى تعاملهم معها، والطلاب كذلك، فلن تخشى إفسادا فى الممتلكات والمبانى والأجهزة، ولن تخشى تعاملا خشنا من الطلاب، بل تجد عكس ذلك، فتلقى نظاما وتلقى نظافة وتلقى احتراما وتقديرا، فالأخلاق هى العنصر الوحيد الذى يفيد الجميع، فهو مثل الغيث ينتفع به أينما حل. واستطرد د.عبد المحسن، ولذلك علينا بالتحلى بوسائل التربية الأخلاقية التى منها القدوة: وتتجلى بضرورة اقتيادنا بالأنبياء والنماذج الرفيعة العالية، ولهذا عندما سئلت السيدة عائشة عن أخلاق النبى، قالت كان خلقه القرآن، وكأنه قرآن يمشى على الأرض". الصحبة: أى مصاحبة الأخيار فهؤلاء الأخيار هم الكنز البشرى الذى يحقق الثراء للإنسان بدون أن يتكلف الإنسان شيئا فى حمايته أو إيجاده وهو صاحب الهدى والدليل والمرشد إلى الضمير الحى. مراعاة الضمير: التى لا تأتى إلا بكل خير، فأنت إن راعيت ضميرك فى معاملة الآخرين، فسيعاملونك بمثل ما تعاملهم به، فستكون أول المنتفعين به. الوسائل المانعة: المتمثلة فى العقوبات سواء كانت عقوبات مقررة شرعا أو عرفا أو قانونا او عقوبات منظورة نتيجة التقصير.وصدق الله العظيم حين قال "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط، فتعقد ملوما محصورا.