ما حدث فى اجتماع البرلمان الانتقالى العربى منذ أيام لاختيار رئيسه، كان حلقة من مسلسل الصراعات العربية العربية، والتى انتهت بخسارة الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة الشئون العربية فى مجلس الشعب. فى الوصول لرئاسة البرلمان العربى، وانسحابه بعد التأكد من خسارته والتكتل ضده عربياً. بدأت القصة عندما قرر جاسم الصقر، رئيس البرلمان العربى السابق، الاستقالة من منصبه والتى تبدأ اعتبارا من 26 أبريل الجارى. وكان الدكتور مصطفى الفقى رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشعب، أقوى المرشحين لتولى المنصب باعتباره نائب رئيس البرلمان العربى، إلى جانب أنه يمثل مصر، إلا ان أعضاء البرلمان العربى تكتلوا ضده ، لدرجة أن أكثر من 80 % من الأعضاء نسقوا معا لمنعه من الفوز بهذا المنصب. الفقى من جانبه كان قد استعد مبكرا، فأجرى ترتيبات وسارع إلى تربيطات أجراها بمجرد علمه بنية الصقر فى الاستقالة، حيث التقى سراً فى اجتماع مغلق مع موسى والصقر للاستعانة بنفوذهما للفوز بالمنصب، كما عقد اجتماعاً آخر عشية اجتماع البرلمان العربى مع الصقر مرة ثانية، وكل أعضاء مكتب البرلمان، وذلك فى محاولة لتأكيد فوزه فى الانتخابات. حاول الفقى أن يؤجل إجراء انتخاب الرئيس الجديد لمدة ثلاثة أسابيع، لتحقيق مزيد من التربيطات لصالحه، إلا أن باقى الأعضاء فهموا مقصده, وأصروا على إجراء الانتخابات فى نفس اللحظة. مصر الرسمية، من جانبها لم تبد مكترثة بالمنصب الذى لا يسيل لعاب أحد سياسياً، وعندما تأكد للفقى أنه لن ينجح فى مقاومة الرغبة العربية لإقصائه، اضطر لإعلان انسحابه. ويبدو أن الرئيس الليبى معمر القذافى، حقق ما كان يبتغيه عندما تولت الدكتورة هدى بن عامر الليبية الجنسية رئاسة البرلمان العربى بالتزكية، وأعلن ذلك صراحة فى قمة الدوحة، حيث دعا إلى إيجاد منصب جديد لتمثيل السياسة الخارجية للعرب، مثل منصب خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسات فى الاتحاد الأوروبى، وطالب بترشيح شخص آخر ليحل محل عمرو موسى، وأن يتم التناوب على منصب الأمين العام للجامعة بين الدول العربية. الحرب على مصر تجاوزت منصب رئيس البرلمان إلى كافة رؤساء اللجان الأربع التابعة له، فقد فاز برئاسة لجنة الشئون الخارجية والسياسية والأمن القومى محمد أبوهديد «الأردن»، وعبدالعزيز الحسن «سوريا» مقرراً، لجنة الشئون الاقتصادية والمالية عبدالعزيز آبل «البحرين» رئيساً، وياسر جعفر إبراهيم «السودان» مقرراً.. ولجنة الشئون التشريعية والقانونية «الطيب المصباحى» «المغرب» رئيساً، ورياض أمين إسماعيل «سوريا» مقرراً.. ولجنة الشئون الاجتماعية «سلوى المصيرى» الأردن رئيساً، وفادية الديب «سوريا» مقرراً.