إن مصر الشعب والوطن فى خطر كبير.. هذه حقيقة يجب أن يعيها ويدركها الجميع، وقد يكلفنا ذلك ثمناً باهظاً إذا لم نجمع الصفوف ونوحد الإرادة فى أسرع وقت ممكن مرة أخرى. وهذا يظهر جلياً على مدار الأسابيع الماضية من أحداث دامية أدمت قلوبنا وأذرفت دموعنا من الخلل الذى يعانى منه الوطن، خللاً رهيباً فى قدرات وإمكانات البشر، مصر لم تعد أرض الكفاءات والتميز والقدرات وهذا بالفعل الشىء الذى طالما نادينا به مراراً وتكراراً منذ العهد السابق من تجريف للكفاءات. ومن يتابع الأحداث الآن سوف يشاهد على الساحة هياكل بشرية غير قادرة على تلبية متطلبات المواطن البسيط، بل أصبحت عاجزة عن حمل المسئولية وإدارة شئون الوطن. نحن أمام سلطة قد أصابها الغرور والكبر والتعالى وهى لا تكمل عامها الأول فى مواقعها، وأيضاً أمام معارضة عريضة وكاسحة، ولهذا لم يكن بجديد أن نصل إلى ما نحن فيه الآن. والسؤال الذى يطرح نفسه الآن، كيف الخروج من هذه الأزمة، سرعة معالجة قضية المصالحة الوطنية التى وصلت إلى منتهاها فى الشارع المصرى اليوم، بل أصبح الصراع بين ابناء الأسرة الواحدة فى كل بيت، وكان على الرئيس أن يهدف لذلك منذ توليه المنصب. دراسة القرارت، نحن فى حالة من الارتباك لعدم وجود دراسة واعية قبل الخوض فى القرار ومردوده على الشارع، ابتداء من الإعلان الدستورى وانتهاء بفرض حظر التجوال.. العمل الجاد على إيجاد أرضية مشتركة يتفق عليها الجميع لتكون نواه للحوار وتنطلق منها كافة القوى السياسية. القصاص العادل للشهداء وعدم غض الطرف عنهم والوقوف على مرتكبى جرائم القتل والتخريب ومحاسبة كل من تسبب فى ذلك مهما كان منصبه. الاستماع لصوت الشارع "القوى الثورية" وتلبية مطالبهم. يجب على الرئيس مرسى أن يتحمل المسئولية الكاملة فى مواجهة الانقسامات فى الشارع المصرى، وعليه أن يرتب أوراقه ويتفرغ لهذا الملف مستعيناً بكل خبرات هذا الوطن.