قالت الوكالة الفرنسية ، إنه زار حوالى ثلاثين إماما مساء أمس الاثنين نصب محرقة اليهود فى منطقة درانسى قرب باريس، ليثبتوا أن الإسلام دين "محبة" و"تسامح"، فى خطوة رحب بها وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس معتبرا أنها "صورة قوية". وقال إمام درانسى حسن شلغومى الذى يقف وراء هذه المبادرة، "فى وقت يشهد تصاعد العنصرية والخوف من الإسلام، نقول لا يمكننا العيش معا". وكان استطلاع للرأى أجراه معهد ايبسوس ونشرت صحيفة لوموند نتائجه فى يناير الماضى، أشار إلى أن 74% من الفرنسيين يعتبر أن الديانة الإسلامية لا تتلاءم مع قيم المجتمع الفرنسى. وكشف التحقيق الذى يحمل عنوان "فرنسا 2013: الانشقاقات الجديدة" وشمل 1015 بالغا أن "ثمانية من كل عشرة فرنسيين يرون أن الدين الإسلامى يسعى الى فرض شريعته على الآخرين وأكثر من نصف الفرنسيين يعتقدون أن المسلمين متطرفون".ويعتقد 10% أن غالبية المسلمين متطرفون و44% أن "قسما من المسلمين متطرفون". وأضاف شلغومى الأربعينى الذى يتحدر من أصول تونسية "اليوم نبرهن على وجود إسلام فى فرنسا لا يخضع لتأثيرات أو تدخل أو تعصب".وأكد انه بذلك "نظهر أهمية الحياة الإنسانية فى الإسلام الذى يرفض الأصولية والعنصرية والوحشى". ووصل الأئمة من عدد من المدن الفرنسية بحافلات مساء الاثنين إلى موقع معسكر اعتقال اليهود السابق الذى تم ترحيل حوالى سبعين ألف شخص منه بين 1941 و1944. وبعدما وضعوا إكليلا من الورود على النصب، استقبلهم جاك فريدج مدير موقع نصب محرقة اليهود الذى دشن فى سبتمبر الماضي، داخل المكان لفترة قصيرة و"شكرهم" على زيارتهم هذه. وقال وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس "إنها صور قوية تنطق بشكل أفضل من الكلمات والخطب"، مؤكدا أن "العالم بحاجة الى سلام ووئام والى أشخاص يتحاورون ويصغون لبعضهم البعض". وقال فالس فى هذه المناسبة إن "إسلام فرنسا يجب أن يتنظم لتمثيل الغالبية الكبرى للمسلمين والسماح لأكثر الأصوات حداثة بالحديث"، مطالبا مجددا "بأئمة يتم تأهيلهم فى فرنسا". وأكد "لا نحتاج لعناصر الدول الأجنبية".