عبارة أطلقها شباب الثورة ورددتها معهم فى كل المسيرات السلمية التى شاركت فيها، كانوا يقولونها بصدق وكنت أرددها مثلهم لكننى لم أقصدها. محمد الجندى أحدث شهداء التعذيب وعضو التيار الشعبى الذى اختطف وعذب من وسط المظاهرات السلمية فى يوم 26 يناير 2013، وأسأل كل الذين يهاجمون العنف أمام الاتحادية وفى سيمون بوليفار ومحمد محمود ماذا لو اختطف ابنك وعذب، وأخيرا استلمت جثته فى مشرحه زينهم؟ ماذا لو أصاب رأس أخيك خرطوش أفقده الوعى والنطق؟ ماذا لو جرد أبيك وعمك من ملابسه فى شوارع الاتحادية على بعد خطوات من قصر الرئاسة، ورصدت كل كاميرات التليفزيون هذا المشهد المخزى؟ قل لى ما هو إحساسك؟.. هل ستظل برباطه جأشك وابتسامتك المرة وتغلق باب بيتك وتدعو على من فعل بيك ذلك ونكل بأهلك، وإذا فكرت أن تخرج كل طاقات الحنق بداخلك فى شتائم وسباب للنظام من خلال مظاهرات سليمة ربما يكون مصيرك مثل مصير محمد وعمرو وعشرات بل مئات الشباب اللى زى الفل. أرجوكم قبل أن تسألوا عن العنف ولماذا تحولت ثورة يناير إلى ثورة عنيفة وتخلت عن سليميتها، اسألوا الرئاسة والداخلية ورئيس الوزراء والحكومة ولا تنسوا أمن الدولة الذى تحول إلى الأمن الوطنى، لماذا تقتلون المتظاهرين؟ لماذا تعتقلون المتظاهرين وتعذبونهم؟ لماذا تقهرون الشعب المصرى وتسحلوه أمام العالم وتهدورا كرامته؟ لم أعرف الشهيد محمد الجندى لا من قريب ولا من بعيد لكننى شاهدت أمه فى التليفزيون كغيرى من المشاهدين أم فخورة بأبنها تحكى عنه مالذ وطاب، ربما لم يكن تأثرى بحديث الأم مثلما تأثرت بما قاله الأطباء المشرفون عن حالته. قالها لى الطبيب بالحرف وهو يبكى هناك مسئول تعذيب قام بأداء مهمة التعذيب على أكمل وجه، لدرجة أننى أدعوه أن يسافر إلى إحدى الدول ليحترف هناك، فالغرب سوف تذهله قدراته فى كيفية التعذيب والقتل بدون أن يترك أثرا.. محمد ضلوعه تم تكسيرها كاملة بدون خدش. ارتشاح المخ الذى أصابه لا يعرفون سببه، ولا توجد آثار ضرب بآلة حادة أو غيره مجرد كدمات فى الوجه.. وجرح سطحى فى الرأس لا يعبر عما لاقاه من تعذيب، فمن قام بتعذيبه استطاع أن يفك مخ محمد يصيبه بتورم فى المخ بطريقه لا أحد يعرفها.. نحتاج إلى طبيب شرعى يشرح لنا أسلوب القتل الحديث حتى يعرف العالم كيف ينكل بالشباب المصرى.. ويعرف الرئيس الذى تواطأ على قتل شعبه ونفذت الداخلية أوامره، ماذا يحدث فى شبابنا السلمى؟ لا تسألوا عن العنف فأنتم الذى بدأتموه فى الاتحادية وفى التحرير وفى معسكرات الاعتقال فى الجبل الأحمر.. طهروا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ردود أفعال الغضب المصرى فى كل محافظات مصر. ليحمى الله الوطن منكم.. وبأقول يا نجيب حقهم يا نموت زيهم.