هل التاريخ يعيد نفسه بهذه الدقة وبنفس التفاصيل الدقيقة؟ أم أننا لم نتعلم من دروس الماضى جيدا، ولم نع التاريخ بل نحن أصلا لم نقرأه. عندما تشاهد الرئيس مرسى يتحدث فى خطابه بعد الأحداث الدامية التى وقعت فى جميع محافظات مصر، بلغة أقرب إلى الاستفزاز منها إلى المصارحة والاحتواء لا تتعجب ولا تشك فى قدراتك الذهنية فأنت لا تشاهد مبارك فى خطابه الأول بعد أحداث يوم الخامس والعشرين من يناير عام 2011.. لا.. أنت تشاهد رئيس منتخب انتخابات ديمقراطية نزيهة تستطيع أن تقول إنها الانتخابات الأكثر شفافية فى تاريخ مصر من أيام الفراعنة وحتى الآن. أنت تشاهد الرئيس المنتخب بعد عامين من الثورة وبعد ستة أشهر فقط من بداية توليه الحكم. الرئيس الذى أطلق على نفسه وقت الانتخابات لقب مرشح الثورة! لا تتعجب عندما تجد هذا الرئيس يتحدث بنفس لغة مبارك، ويستخدم نفس أسلوبه فى تجاهل مطالب الثوار الذين خرجوا يطالبون بإسقاطه بعد ستة أشهر فقط من حكمه! فما هذا الفشل؟ وما هذا الكرسى الذى يجعل الإنسان لا يبالى بدماء شعبه وهو الذى كان يثور ويغضب عندما تحدث كارثة ولكنه بريق الكرسى الذى يجعل الإنسان يتخلى عن مبادئه. تحدث الرئيس مرسى ويا ليته لم يتحدث ! تحدث كثيرا عن مؤامرات للتخريب وأنه سيضرب بيد من حديد ولن يصمت.. إلى آخره من هذا الحديث الذى أظن أننا جميعا حفظناه ولكنه لم يذكر شيئا عن الملايين التى خرجت للشوارع ولديها مطالب معينة كأنه لم يسمعهم ولم يرهم. لم يتحدث أبدا عن خطته لتلبية مطالب الشعب.. الشعب الذى انتخبه وأيده ووثق به قبل أن يتحول الرئيس مرسى لرئيس لجماعه الإخوان فقط، وليس للشعب المصرى بأكمه. تحدث الرئيس مرسى كثيرا لكنه لم يلتفت ولم ينتبخ إلى أن ثورة أخرى قادمة وهذه الثورة لن ترحم كل من يتآمر على هذا الشعب. سيدرك الرئيس مرسى متأخرا أن البقاء لمصر وليس للجماعة وستدرك الجماعة متأخرا أيضا أن ولاء هذا الشعب لوطنه وأرضه أولا وليس لأى شىء آخر.