عاجل.. آخر تطورات أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    أسعار الخضروات اليوم الاربعاء 17-9-2025 في قنا    الشرطة الإسرائيلية تفض اعتصاما أمام مقر إقامة نتنياهو    مباحثات سعودية إيرانية في الرياض حول المستجدات الإقليمية    الخارجية الكندية: الهجوم البري الإسرائيلي الجديد على مدينة غزة مروع    فرنسا تدين توسيع العملية الإسرائيلية بغزة وتدعو إلى وضع حد للحملة التدميرية    الشرط الجزائي يوقف مفاوضات الأهلي مع فيشر    السيطرة على حريق شب في مطعم بالبحيرة    حالة الطقس اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 17-9-2025 في محافظة قنا    مبابي يقود ريال مدريد للفوز على مارسيليا في دوري أبطال أوروبا (فيديو)    بهدف ذاتي.. توتنام يفتتح مشواره في دوري الأبطال بالفوز على فياريال    "فأل حسن".. ماذا قدم الزمالك بحضور الصافرة التحكيمية لأمين عمر؟    نتائج مباريات أمس الثلاثاء والقنوات الناقلة    الخارجية السورية تكشف تفاصيل الاجتماع الثلاثي واعتماد خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء    زيلينسكي: مستعد للقاء ترامب وبوتين بشكل ثلاثي أو ثنائي دون أي شروط    حرق من الدرجة الثانية.. إصابة شاب بصعق كهربائي في أبو صوير بالإسماعيلية    بالصور- مشاجرة وكلام جارح بين شباب وفتيات برنامج قسمة ونصيب    "يانجو بلاي" تكشف موعد عرض فيلم "السيستم".. صورة    «دروس نبوية في عصر التحديات».. ندوة لمجلة الأزهر بدار الكتب    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025.. الأسد: كلمة منك قد تغير كل شيء    موعد إعلان نتيجة تنسيق جامعة الأزهر 2025 رسميا بعد انتهاء التسجيل (رابط الاستعلام)    بعد تضخم ثروته بالبنوك، قرار جديد ضد "مستريح البيض والمزارع"    مصرع وإصابة 3 شبان بحادث تصادم في محافظة البحيرة    أبرزها الإسماعيلي والزمالك، حكام مباريات الخميس بالجولة السابعة من الدوري المصري    تدريبات فنية خاصة بمران الزمالك في إطار الاستعداد لمباراة الإسماعيلي    اليوم، الفيدرالي الأمريكي يحسم مصير أسعار الفائدة في سادس اجتماعات 2025    مروان خوري وآدم ومحمد فضل شاكر في حفل واحد بجدة، غدا    نائب رئيس جامعة الأزهر يعلن موعد نتيجة التنسيق (فيديو)    أعراض مسمار الكعب وأسباب الإصابة به    4 أيام عطلة في سبتمبر.. موعد الإجازة الرسمية المقبلة للقطاع العام والخاص (تفاصيل)    أسعار الدواجن والفراخ البيضاء وكرتونة البيض بالأسواق الأربعاء 17 سبتمبر 2025    عيار 21 الآن بعد آخر ارتفاع في سعر الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    مواليد 4 تواريخ «عندهم قدرة على التنبؤ».. يتمتعون بالبصيرة ويقرأون الأحداث مسبقًا    ما زال الحبل السري متصلا بها.. أنثى حوت أوركا تحاول إنعاش طفلها الميت (فيديو)    رئيس أركان جيش الاحتلال ل نتنياهو: القوات تعمّق الآن «إنجازًا» سيقرب نهاية الحرب    ضبط ومصادرة 2 طن طحينة بمصنع بدون ترخيص بالمنيرة    الحماية المدنية تخمد حريق منزل في سرابيوم بالإسماعيلية    يوفنتوس ينتزع تعادلًا دراماتيكيًا من دورتموند في ليلة الأهداف الثمانية بدوري الأبطال    ننشر خريطة موعد بدء الدراسة للتعليم الابتدائي بمدارس الفيوم تدريجيًا.. صور    داليا عبد الرحيم تكتب: ثلاث ساعات في حضرة رئيس الوزراء    يوفنتوس يتعادل 4-4 مع دورتموند في أجمل مباريات دوري أبطال أوروبا    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025    مي عز الدين تهنئ محمد إمام بعيد ميلاده: «خفة دم الكون»    قبول الآخر.. معركة الإنسان التي لم ينتصر فيها بعد!    على باب الوزير    أوقاف الفيوم تنظّم ندوات حول منهج النبي صلى الله عليه وسلم في إعانة الضعفاء.. صور    تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة شاب طافية بنهر النيل في الوراق    قافلة طبية مجانية بقرية الروضة بالفيوم تكشف على 300 طفل وتُجري37 عملية    حتى لا تعتمد على الأدوية.. أطعمة فعالة لعلاج التهاب المرارة    يؤثر على النمو والسر في النظام الغذائي.. أسباب ارتفاع ضغط الدم عن الأطفال    ليست كلها سيئة.. تفاعلات تحدث للجسم عند شرب الشاي بعد تناول الطعام    مهرجان الجونة يكشف عن برنامج مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الثامنة    أمين الفتوى يوضح حكم استخدام الروبوت في غسل الموتى وشروط من يقوم بالتغسيل    فيديو - أمين الفتوى يوضح حالات سجود السهو ومتى تجب إعادة الصلاة    أمين الفتوى يوضح الجدل القائم حول حكم طهارة الكلاب    اليوم.. انتهاء العمل بمكتب تنسيق القبول بجامعة الأزهر وغلق تسجيل الرغبات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موقعة الجمل.. الدم الذى اطاح بمبارك.. أنقسم المصريون حول خطاب عاطفى للمخلوع.. وأطاحت الجمال بالنظام.. والهجمات أسفرت عن 38 شهيداً و500 مصاب والقاتل «مجهول» بعد تبرئة المتهمين

اليوم يمر عامان على «موقعة الجمل» التى كانت أحد أسباب الحسم فى الثورة، عندما تعرض الميدان لهجوم مفاجئ بالجمال والخيول على ظهرها مسلحون بأسلحة بيضاء وسيوف، وسقط قتلى وجرحى.
كان اعتصام المتظاهرين داخل ميدان التحرير منذ 28 حتى الأول من فبراير 2011، عندما ألقى مبارك خطابه العاطفى، الذى قسم المواطنين حول الميدان، وبدا الخطاب وكأنه إجهاض للثورة والتظاهرات ضد مبارك عقب تعاطف قطاع من المصريين مع كلماته، التى قال فيها أنه عاش فى مصر ويموت فيها.. وجاءت موقعة الجمل لتكون نقطة الفصل فى «ثورة 25 يناير»، حطمت حائط التعاطف بينه وبين المصريين، حيث أعلن عدد من قيادات الحزب الوطنى الخروج فى مظاهرات مؤيدة، ووسطها تم تدبير مظاهرة مضادة لإخراج المعتصمين من ميدان التحرير للقضاء على الثورة.
استيقظ المصريون صباح يوم 2 فبراير منقسمين حول مبارك حتى فوجئوا بعدد كبير من المؤيدين لمبارك بالتوجه بحشود ضخمة لميدان التحرير لإرغام المتظاهرين على تركه بالقوة، وبدأت المواجهات من الجانبين، حيث عادت الأذهان لأيام الجاهلية فظهرت حشود من البلطجية يهاجمون ميدان التحرير بالحجارة والعصى والسكاكين وقنابل المولوتوف، وامتطى عدد كبير منهم «الجمال» و«البغال» و«الخيول» وهجموا على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصى، واستمرت معارك الكر والفر بين الجانبين حتى نهاية اليوم، وكان مجهولون يلقون «مولوتوف» وقطع من الأسمنت على المعتصمين فى ميدان التحرير من أسطح البنايات المجاورة، وفى اليوم الثانى تجددت الاشتباكات مرة أخرى بين البلطجية والمتظاهرين العزل، مما أدى إلى سقوط 38 قتيلاً و500 جريح.. كشفت التقارير الأولية للجنة تقصى الحقائق أن النائب عبدالناصر الجابرى عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم، ومساعده يوسف خطاب عضو مجلس الشورى عن الدائرة ذاتها حرضا على قتل المتظاهرين يوم موقعة الجمل لإخراجهم من ميدان التحرير بالقوة، واتهم أيضاً الأمين العام السابق للحزب الوطنى صفوت الشريف بالتحريض، ودخل مع السابقين عدد كبير من رموز نظام مبارك، وهم كل من عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة السابقة، وحسين مجاور رئيس اتحاد العمال، ورجل الأعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطنى الديمقراطى إبراهيم كامل، وكذا المستشار مرتضى منصور الذى أكد وقتها أن اتهام كهذا يعتبر مكيدة له وذلك لكونه نوى ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة القادمة.
واتهمت وزارة الصحة باستخدام سيارات الإسعاف فى نقل الحجارة إلى البلطجية وأيضا شارك عدد من العاملين بوزارة الإعلام وموظفى وزارة الإنتاج الحربى وموظفى الإدارة المحلية، وكذلك سيارات نقل صحف تابعة لصحف رسمية، وموظفو الاتحاد العام للعمال ووزارة القوى العاملة وكذلك أفراد شرطة بملابس مدنية. تقرير اللجنة القومية لتقصى الحقائق الذى صدر فى 19 أبريل 2011 بشأن «موقعة الجمل» قال إن أعدادا كبيرة من مؤيدى النظام السابق تجمعوا منذ الصباح الباكر فى ميدان مصطفى محمود بشارع جامعة الدول العربية، وذلك بناء على توجيهات من بعض قادة الحزب الوطنى، وتوافدوا من بعض أحياء القاهرة، وذلك للتوجه لميدان التحرير للتمركز فى الشوارع الجانبية له لمنع دخول متظاهرين للميدان، ومحاصرة من فى داخله، واندس بعض مؤيدى النظام من الشرطة السرية بين المتظاهرين داخل الميدان، واعتلت طائفة أسطح المنازل المطلة على الميدان.
اتهم التقرير الشرطة بإطلاق النار والخرطوش على المتظاهرين، وأطلق القناصة النار من أعلى الأبنية المطلة على الميدان، وأن مجموعة من البلطجية يركبون الجياد والجمال ومعهم العصى وقطع الحديد معظمهم من منطقة نزلة السمان، واجتمعوا فى ميدان مصطفى محمود واتجهوا إلى ميدان التحرير واخترقوا الحواجز الحديدية التى وضعها الجيش لتأمين المتظاهرين، وانهالوا ضربا فى جموع المتظاهرين، فأحدثوا بهم إصابات أدت بعضها إلى الوفاة.. ولم يجد المتظاهرون سوى الدفاع عن أنفسهم بتكسير أرصفة الميدان وتبادل قذف الحجارة مع المعتدين، وتمكن المتظاهرون من التحفظ على بعض راكبى الجمال ومن المندسين تبين من الاطلاع على هوياتهم الشخصية أنهم من رجال الشرطة بالزى المدنى ومن المنتمين للحزب الوطنى، وتم تسليمهم للقوات المسلحة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم. كسب المتظاهرون عقب أحداث «موقعة الجمل» تعاطف الكثير من المصريين ونزل الكثيرون لتأييد المطالب، وكذلك المشاركة فى الاعتصام وكرد فعل سريع على هذه الأحداث أدان كل من الأمم المتحدة وزعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا الحادث، وقال أيمن نور إنه سيلاحق النظام المصرى دولياً لارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
وطالب المحتشدون بميدان التحرير بمحاكمة عاجلة لرئيس الوزراء المستقيل الفريق أحمد شفيق معتبراً إياه ضلعاً كبيراً من النظام السابق ويتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية فى سقوط العديد من الضحايا خلال أحداث الأربعاء الدامى المعروف بموقعة الجمل.
70 جلسة.. انتهت ببراءة المتهمين
استمعت المحكمة لشهادة الروينى وخيرى رمضان وعكاشة.. ووفاة الجابرى داخل محبسه
وصفوت الشريف وصف القضية بأنها قضية «قالوا له».. وتوفيق عكاشة شاهد ماشافش حاجة
الأحد 11 سبتمبر 2011 كانت أولى جلسات محاكمة 25 متهما فى قضية «موقعة الجمل» أمام محكمة جنايات القاهرة لاتهامهم بالتحريض على قتل والشروع فى قتل 38 قتيلا و500 مصاب، هم المجنى عليهم فى الموقعة، والمتهمون ضابطا شرطة و25 يتقدمهم صفوت الشريف الأمين العام السابق للحزب الوطنى المنحل، والدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب المنحل بالإضافة إلى وزيرة القوى العاملة السابقة عائشة عبدالهادى ورئيس اتحاد عمال مصر السابق حسين مجاور وإبراهيم كامل عضو الأمانة العامة للحزب الوطنى السابق والمستشار مرتضى منصور ونجله أحمد، 4 اتهامات وجهتها لهم اللجنة القضائية التى أشرفت على التحقيقات، كما ضمت لائحة الاتهام كلا من ماجد الشربينى أمين التنظيم السابق بالحزب الوطنى، ومحمد الغمراوى وزير الإنتاج الحربى الأسبق وأمين عام الحزب السابق بالقاهرة، ورجل الأعمال محمد أبوالعينين عضو مجلس الشعب السابق وعبدالناصر الجابرى عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الهرم والعمرانية، ويوسف خطاب عضو مجلس الشورى السابق عن دائرة قسم الجيزة وشريف والى الأمين العام السابق الحزب الوطنى بالجيزة، ووليد ضياء الدين أمين التنظيم بالجيزة، وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الدرب الأحمر أحمد شيحة، والعضو السابق عن دائرة الخليفة حسن التونسى وعضوى المجلس السابقين عن دائرة عابدين رجب هلال حميدة وطلعت القواس، وعضو المجلس السابق عن دائرة الزاوية الحمراء والشرابية إيهاب العمدة وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة الساحل على رضوان وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة باب الشعرية سعيد عبدالخالق، والعضو عن دائرة شبرا محمد عودة والمحامى وليد صلاح.
وعلى مدار 70 جلسة فى القضية داخل محكمة القاهرة الجديدة شهدت المحاكمة توقفا دام لمدة 5 أشهر بعدما تقدم المتهم العاشر مرتضى منصور بطلب لرد هيئة المحكمة، بسبب المشادات المتكررة مع رئيس المحكمة، وفى الجلسة العاشرة لم يحضر مرتضى منصور وقائع المحاكمة، وتقدم محاميه بطلب رد رئيس الدائرة وتحديد جلسة لنظره فى 19 ديسمبر 2011، واستمعت المحكمة فى الجلسات لأقوال 7 شخصيات عامة ومسؤولين وإعلاميين بناء على طلب دفاع المتهمين، والمدعين بالحق المدنى، وهم اللواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية العسكرية، ومحمد البلتاجى، القيادى بجماعة الإخوان، والإعلاميون خيرى رمضان وسيد على وتوفيق عكاشة وصفوت حجازى، والمهندس ممدوح حمزة، قال اللواء الروينى إنه لم يشاهد أى قتلى أو مصابين فى الميدان يومى الواقعة، وأكثرها دهشة كانت لتوفيق عكاشة الذى أطلق عليه «شاهد ماشفش حاجة»، ترافع فى القضية 37 محاميا، منهم 7 مدعون بالحق المدنى وطالبوا بالتعويض، و30 دافعوا عن المتهمين ال25، وأبرزهم رجائى عطية، والدكتور حسنين عبيد، وجميل سعيد، وطارق سرور، نجل فتحى سرور، والدكتور محمد حمودة.
ذكرت النيابة فى مرافعتها أن المتهمين استعملوا كل إمكانات الدولة للحشد لعودة النظام السابق، وحتى العمال استعملوهم لتنفيذ خطتهم الشيطانية، ووصفت النيابة الموقعة بأنها خطة لمعركة حربية، واستعملوا الخيول والجمال لهذا الغرض.
ووصلت أوراق القضية ل«3000» ورقة شملت أوراق تحقيقات القضية وأدلة الثبوت ضد المتهمين والمذكرات التى قدمها الدفاع من الطرفين، باشر التحقيق فى القضية 3 قضاة تحقيق هم المستشارون محمود السبروت وسامى زين الدين وحامد راشد، ونظرها أربعة قضاة حتى صدر الحكم بتشكيل المحكمة النهائى برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله، وعضوية المستشارين أنور رضوان، وأحمد دهشان، بعدها عقدت برئاسة نفس القاضى وتنحى المستشار أحمد مسعد المليجى، وفى الجلسة الخامسة من المحاكمة أثبتت المحكمة وفاة المتهم السادس «عبد الناصر الجابرى» وقدم محاميه شهادة وفاته، داخل مستشفى السجن، بعد تدهور حالته الصحية.
وفى 10 أكتوبر 2012 أصدرت المحكمة حكمها فى القضية ببراءة جميع المتهمين
الموقعة لاتزال لغزا ينتظر الحل
مطالب بإخراج تسجيلات المخابرات والأمن ووزارة الداخلية.. وشهادات محمود وجدى
اتهامات الإخوان لشفيق.. واتهامات الفريق للجماعة.. ونخنوخ وغيره مازال التحقيق معهم مستمرا
عامان على «موقعة الجمل».. ومازال المجال مفتوحا، وكثير من الأسئلة مطروحة حول الموقعة التى سقط فيها شهداء وجرحى، وكانت علامة فاصلة فى الثورة. تمت محاكمة متهمين على رأسهم فتحى سرور رئيس مجلس الشعب السابق وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، وعدد من قيادات الحزب الوطنى، تم اتهام أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، وورد اسم صبرى نخنوخ، واستمعت هيئة المحكمة التى تنظر القضية لأقوال كل من صفوت حجازى والدكتور محمد البلتاجى، وأسامة ياسين الأمين العام المساعد للحزب كشهود على الموقعة، وجهوا اتهامات، ورد المتهمون عليهم باتهامات تم التحقيق فيها ولم تظهر بعد كل الحقائق. وبالرغم من أن جماعة الإخوان أكدت أن أعضاءها كانوا من بين عوامل مواجهة الهجمات، فإن بعض الاتهامات طالتهم. حيث تقدم خالد الدسوقى المحامى والمدعى بالحق المدنى فى قضية «موقعة الجمل» ببلاغ يتهم جماعة الإخوان المسلمين بتدبيرهم للموقعة والذى ذكر أنه يمتلك «سيديهات» تؤكد تورط المشكو فى حقهم، كما اتهم البلاغ الذى حمل رقم 1688 لسنة 2012 الإخوان باقتحام السجون وتدميرها وتهريب المساجين وحرق الأقسام وقتل رجال الشرطة، وقال إن لدى أجهزة الأمن معلومات حولها وذكر أسماء تمتلك معلومات، منها جهاز المخابرات، واللواء عمر سليمان واللواءان محمود وجدى وزير الداخلية الأسبق مراد موافى مدير المخابرات العامة والفريق أحمد شفيق بصفتهم الوظيفية، وأن جماعة الإخوان تورطت فى تسهيل دخول جماعات إرهابية لمصر وجماعات مسلحة تابعة لكتائب عز الدين القسام وحماس.
كما زعم الفريق أحمد شفيق فى معرض خلافاته مع الجماعة أن لأعضائها يدا فى موقعة الجمل، وقال فى حوار تليفزيونى إنه لديه العديد من التسجيلات والفيديوهات التى تؤكد وقوف أعضاء بالجماعة أعلى العمارات ومعهم أسلحة، وأن أحد اللواءات أكد وقوفهم فى أماكن محددة للهجوم على المتظاهرين، وقال: علينا السؤال عمن كانوا يسعون إلى السلطة، وعمدوا إلى قتل الثوار لزيادة الاحتقان والإسراع فى إسقاط النظام السابق».
لكن كلام الفريق شفيق طرح أسئلة عن السبب وراء تأخره أو تقاعسه عن تقديم ما لديه لجهات التحقيق، ورأى هؤلاء أن شفيق يردد اتهامات سياسية بسبب خلافاته مع الجماعة.
شفيق نفسه وجهت له اتهامات واستمع المستشار أحمد عبدالعزيز قتلان قاضى التحقيق المنتدب من وزارة العدل لأقوال المحامى عاصم قنديل مقدم البلاغ ضد الفريق أحمد بصفته رئيس الوزراء أثناء موقعة الجمل واتهامه بإخفاء معلومات عن قتل المتظاهرين بموقعة الجمل، والتى أدلى بها فى وسائل الإعلام المختلفة.
وذكر فى بلاغه الذى حمل رقم 1884 لسنة 2012 بلاغات النائب العام أن شفيق صرَّح عبر وسائل الإعلام بأن لديه معلومات عن قتل المتظاهرين فى الثورة، وتم استدعاؤه فى قضية موقعة الجمل، إلا أنه لم يحضر أمام القضاء، كما أنه أخفى المعلومات، وتهرب من الإدلاء بشهادته فى تلك القضية، كان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد أحال البلاغ لوزارة العدل لانتداب قاض للتحقيق لنظر القضية.
ولم ينج «صبرى نخنوخ» من الاتهامات بالاشتراك فى «موقعة الجمل»، حيث وجهت نيابة استئناف الإسكندرية بإشراف المستشار هانى سالم محامى عام نيابات غرب، تهمة قتل المتظاهرين فى أحداث موقعة الجمل إلى المتهم المقبوض عليه «صبرى نخنوخ»، وأنكر التهم الموجهة إليه، واستند على عدم وجوده وقت الحادث لأنه كان مريضا ومحتجزا داخل مستشفى الشروق ثم خرج من المستشفى وسافر إلى الخارج لأداء بعض الأعمال الخاصة به.
كل هذا ومازالت موقعة الجمل إحدى العلامات الغامضة التى تحتاج إلى تحقيق، بعيدا عن الاتهامات الجزافية، فهل كان النظام السابق هو من خطط لها، ومن أخفى الأدلة، وإذا كان رجال النظام السابق أبرياء فمن فعلها.
فى الذكرى الثانية لموقعة الجمل.. اكتئب أنت فى نزلة السمان
الأهالى يعانون من البطالة الشديدة بسبب غياب السياح.. والبازارات والمحلات تتسول الزبائن
كتب - حسن مجدى
عامان مرا على موقعة الجمل التى أدانت فيها مصر كلها نزلة السمان بسبب نزول بعضهم بالجمال والخيول إلى ميدان التحرير.. السياحة عبر بر المحروسة تنهار وهنا أيضا، لكن الانهيار فى النزلة مختلف، فنفس الشارع الذى كان من الصعب أن تجد به مكانا لقدمك قبل الثورة بسبب مئات السياح الرائحين والآتين، أصبح الآن خاويا تماما، تلهو فيه القطط والكلاب الضالة، لا يمر به أى زبون أو سائح مصرى أو أجنبى، لا يؤنس وحدته سوى صهيل الخيول الهزيلة وهى تبحث عن بعض الطعام وسط القمامة، حتى لا تلقى مصير أخواتها بالموت فى الصحراء بسبب الجوع.
بين وقت وآخر تمر إحدى السيارات بالصدفة، فيتهافت «الخرتية» نحوها، ليقنعوا ركابها بالنزول والحصول على رحلة رخيصة التكلفة فى المنطقة الأثرية، لكن غالبا ما تمضى السيارة دون اهتمام، فتسمع ضربات أكف الأهالى على بعضها البعض حسرة على الحال الصعبة.
البيوت الفقيرة والبازارات الخاوية والمستشفى المهدم، والسور الذى حاصرهم وسط المدينة، وأكوام القمامة التى ترتفع كل يوم لتنفر كل من يفكر فى النزول إلى المنطقة المهجورة، اكتئب، فأنت فى نزلة السمان.
شباب النزلة بعد عامين من الموقعة: لقد وقعنا فى الفخ
إحنا غلابة وكنا نازلين نحتفل فى مصطفى محمود عشان نرجع السياحة ونشيل زاهى حواس.. قالولنا اطلعوا ع التحرير.. ولو كنا ناويين على شر كنا نزلنا بالسلاح بتاعنا
بمجرد أن علم شباب النزلة أننا معهم ولسنا ضدهم، التف العشرات منهم يقصون حكاوى النزلة، يقولون: الخيل الذى كان يباع بعشرة آلاف جنيه ثمنه الآن أربعة فقط، وقس على ذلك كل الأسعار، فكل الأسعار ترتفع إلا ثمن مهنتنا انخفض أضعافا.
يضيف الشباب: المشاكل بين العائلات زادت بسبب ضيق الحال الذى لم يعتد عليه أهل المنطقة التى كانت مقصد العالم منذ وقت قريب، والمستشفى الإنجليزى للرفق بالحيوان هى الجهة الوحيدة التى التفتت لحالنا وساعدتنا فى توفير بعض الطعام للخيول الجائعة، وبعض الرعاية، ولكن هذا لا يكفى ربع المطلوب.
يقول الشباب إنهم ملوا من قص وتبرير حكاية موقعة الجمل لكل من يأتيهم ويوضحون: إحنا منعرفش غير الجبل والسياحة، وبعد الثورة أكل عيشنا وقف، وكل واحد عنده حصان ما بقاش عارف يأكله، عضو مجلس الشعب مصطفى الجابرى «الله يرحمه ويسامحه» قال لنا إننا هنعمل احتفال عشان نهدى الدنيا، وأنه هيشيل زاهى حواس اللى كاتم على نفسنا، ولما رحنا ميدان مصطفى محمود حركونا على ميدان التحرير وإحنا مكنش حد فينا شايل سلاح أو فى دماغه ضرب والناس، ولو راجعتوا الفيديوهات هتلاقوا إن كل واحد كان معاه الكرباج بتاع الحصان بس.. رغم إن معظم الناس هنا عندها سلاح، ولو كنا نازلين نعمل مشاكل كنا استخدمناها، بس إحنا وأهلنا غلابة وكنا نازلين نحتفل، ونقول عايزين هدوء والسياحة ترجع وناكل عيش وكنا بنرقص بالخيل، بس اتضحك علينا ودخل كام واحد مننا الميدان عشان نواجه الموت».
المستشفى العمومى.. الخدمة الوحيدة التى كانت موجودة تحولت إلى «بيت أشباح»
ثلاثة أعوام مرت حتى الآن على إغلاق مستشفى نزلة السمان العمومى، المكان تحول إلى ما يشبه بيوت الرعب، محطم ومنهوب كل ما به، أسلاك الكهرباء منتشرة فى ممراته الرفيعة والمليئة بالقمامة، حتى أبواب الغرف والمعامل تم خلعها بالكامل. أسفل حوائطه التى تأكلها الرطوبة يقف عاطف حمدى صاحب ثلاثين عاما قضاها بالكامل فى النزلة باستثناء ثلاثة أعوام خرج فيها إلى شرم الشيخ يتحسر على الحال مرددا: ديه كانت الخدمة الوحيدة اللى موجودة هنا، إحنا دايما بنتكسف من السياح وهما بيطلبوا يدخلوا حمام، أو لو حد فيهم اتعرض لأى حادث، وناهيك عن أهل النزلة اللى بيدوخوا لحد ما يوصلوا مستشفى الهرم.
عاطف مثل معظم أهل النزلة لا يرى سببا لإغلاق المستشفى وتدميره سوى محاولة قهر أبناء المكان، وتفريغه من أى خدمة حية يشعر بها المواطنون، ويقص أن الدولة وفرت بالفعل 12 مليون جنيه لتطوير هذا المستشفى لم يخرج منهم مليم واحد لها، وهى القصة التى أكدها أكثر من شخص بعده تم سؤالهم بشكل عشوائى.
الشاب الثلاثينى طرح بفطرته سؤالا حول ما الفرق بين المكان الذى تربى به وبين شرم الشيخ، ولماذا هناك لا تجد ورقة ملقاة على الأرض، بينما تبحث فى منطقتهم عن مكان لتمشى فيه من كثرة القمامة، المعادلة بالنسبة له كانت بسيطة «لو هناك بيعوموا على بحر آثار ذى اللى موجود هنا كان زمان حال أهل المكان هناك أسوأ».
عم سلومة: كنوز النزلة سر عذاب سكانها.. ولو اهتميتوا بينا هنأكل مصر الشهد
عم سلومة الدونى يوشك الآن على إنهاء عقده الرابع من الزمان، ولد فى هذه المنطقة العشوائية، أخبرة جدوده حينها أن الأهرامات ونزلة السمان يحوون التاريخ والآثار الأهم فى العالم، وأن أسرارها مازالت تحير العلماء، وهو طفل كان يذهب لينام أسفل سفح الهرم مع أطفال المنطقة بعد سهرات طويلة مع السياح، يرمق من هناك منطقته العشوائية فيصعب عليه تصديق ما يقال، تدور فى ذهنه مئات الشكوك بأنهم فى أهم أماكن العالم وسط كل هذه العشوائية، ومر عام تلو الآخر وأكد له كل من يأتى كلام جدوده وشاهد الانبهار فى أعين كل سياح العالم، ومع الأعوام اكتشف لماذا يجب أن يظلوا هكذا، ولماذا يجب أن تظل النزلة بين شارع الهرم الراقى وأهرامات الفراعنة العظيمة، منطقة عشوائية لا يجد أهلها مستشفى يدخلونه لو تعرضوا للمرض.
يقول الرجل الذى يتحدث 10 لغات بطلاقة دون أن يدخل أى مدرسة: اكتشفنا أن عظمة المنطقة هنا هى سر لعنتها، المسؤولون كانوا دايما حابين يسيبونا كده عشان يقدروا يسرقوا خير المكان من غير ما نتكلم، ينظر بحسرة إلى السور الذى بنى مؤخرا ليحيط الأهرامات، ويخرجهم إلى المدينة ويتابع: السور ده بناه مسؤولين عشان يسرقوا خير الأهرامات زى ما هما عايزين، على قد ما قطع عيش ناس كثير، على قد ما اتسبب فى سرقة آثار الأهرامات زى ما كل ضرر بيجى على أهل النزلة بيكون هدفه هو سرقة المنطقة.
بين المئات من صور الأجانب الذين تركوا فنادقهم الفخمة ليكملوا إجازتهم فى منزل الرجل البشوش يقول عم سلومة: جدود جدودنا علمونا أن أهم حاجة هنا هى الأمانة، والمحافظة على المنطقة اللى رزقنا منها، وربونا إزاى نقابل الزبون ونضايفه ونكرمه، كنا نطلع نفسح الخواجة وإحنا بنروحه يقولنا عايز أكمل أجازتى عندكم، ويسيب أفخم فندق ويجى يقعد معانا، يتبسط آخر انبساط وهو مروح يكرمنا وكنا عايشين أجمل عيشة، وبنمسك أحسن فلوس بس المكان هنا أكبر من كده بكثير، إحنا هنا اتعلمنا السياحة على أصولها، ولو الحكومة اهتمت بالمكان وأهله وخلت خيرة لصالح البلد مش لصالح البشوات، ممكن المنطقة دية بس تأكل مصر كلها زى ما الخواجات بيقولوا لنا.
سيد المتعلم يقدم روشتة من 5 نقاط لتطوير المنطقة الأثرية.. ويعلق: مش هتتنفذ عشان هم عاوزينها خرابة
سيد سعيد، شاب عشرينى قرر مخالفة أوامر والده بالتفرغ للخيل والسياحة، وذهاب إلى الجامعة ليدرس الإرشاد السياحى فى جامعة 6 أكتوبر الخاصة بجانب استكمال مهنة الأسرة.
ذكرى موقعة الجمل كانت مختلفة لسيد بعض الشىء، حيث ألقت على كاهله مسؤولية جديدة إضافة إلى العمل والدراسة، يقول: أنا وكل اللى زيى من أهل النزلة كانت علينا مهمة تحسين صورة المنطقة بعد المعركة واللى فضلت النزلة بعدها فاضية 6 شهور كاملين والخيل بتموت، والمزارع بتفلس، اللى معاه 7 خيول زيى خلاهم 3 وباع الباقى بالتراب بدل ما يموت، كنا بنتكلم مع زمايلنا ونقنعهم ييجوا يتفسحوا، لحد ما قدرنا نرجع شوية الشغل للمكان.
سيد لا يختلف كثيرا عن كل أهل المنطقة فهم جميعا أصبحوا على دراية بأسباب معاناتهم وإصرار المسؤولين على تركهم فى هذه العشوائية، ولكنه يملك بعض الأفكار يقدمها، وهو يؤكد أن أيا منها لن ينفذ، ولكنه قال إنه سيطرحها ربما تقع على أذن أى شخص يريد أن يضع هذا المكان الذى بنته حضارة الفراعنة لتبهر العالم على مر العصور فى مكانه الطبيعى.
ويحدد سيد نقاطا شديدة الأهمية للنهوض بالمنطقة المحيطة بالأهرامات.
أولا: يجب أن تتم إزالة جميع القمامة الموجودة أمام أعظم آثار العالم، مع وضع صناديق للقمامة، وفرض عقوبة على أى شخص يلقى خارجها، والكلام ده مش هيحس بيه إلا اللى طلع مع الأجانب وشاف بيقولوا لنا إيه على الشكل ده، وبيبصوا على بلدنا إزاى، وهى بتعمل كده فى الهرم.
ثانيا: يجب تخصيص حديقة نظيفة لوقوف الخيل وتنظيم تأجيرها والعاملين فيها بكارنيهات لا تخضع للمحسوبية، أو الرشاوى مثلما يحدث الآن فى السماح للناس بالعمل، حتى لا يدخل السائح فيجد نفسه فى مكان عشوائى يتهافت عليه كل العاملين فى المهنة.
ثالثا: توفير خدمات عامة للسياح من أماكن جلوس، وحمامات، وغيرهما.
رابعا: تنظيم دورات تثقيفية حقيقية لأهل المنطقة فى السياحة لأن أهل المكان يملكون تراثا وأفكارا عظيمة فى التعامل مع السياح، لو أكملوها بالتعليم سيستطيعون جذب آلاف السياح للمكان.
خامسا: وهى التى ستنفذ كل ما سبق، وهى توفير لجنة من المشهود لهم بالكفاءة واليد النظيفة لتطوير المكان بالاشتراك مع الأهالى الذين سيساعدونهم بكل ما لديهم من قوة.
يقف سيد ليراقب أتوبيسات السياحة القليلة التى تدخل إلى الهرم ويقول: كل سائح من دول تذكرة دخوله بس 60 جنيها، وكل مكان يدخله جوه الهرم بقدهم، يعنى فى عز الانهيار اللى إحنا فيه ده، دخل يوم أو يومين بس من الهرم ينفذ كل اللى قولنا عليه وزيادة، ويرفع دخل المكان عشرات المرات، بس مين ينفذ؟.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.