سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تفرض غموضًا حول غاراتها على سوريا.. مصادر تؤكد استهداف قافلة لصواريخ "سام 17" المطورة.. وأنباء عن إبلاغ تل أبيب لواشنطن بالضربة مسبقًا.. ورئيس الموساد السابق يستبعد رداً عسكرياً من جانب دمشق
فى الوقت الذى تفرض فيه تل أبيب حالة من الغموض والتعتيم حول الغارات الحربية على أهداف سورية بالقرب من الحدود اللبنانية، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، أن الطيران الحربى الإسرائيلى هاجم هدفا داخل الأراضى السورية بالقرب من الحدود مع لبنان. ووفق مسئولين عسكريين إسرائيليين فإن الهدف كان يحمل أسلحة "تغير قواعد اللعبة" فى المنطقة، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أخرى أنه تم استهداف شحنات صواريخ أرض – جو روسية متطورة من طراز "سام 17" كانت فى طريقها إلى حزب الله من سوريا. وأوضحت المصادر، وفقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن تلك الصواريخ متطورة جدا، ذاتيه الدفع وتمتلك القدرة على إصابة الطائرات على ارتفاعات منخفضة، ومن مسافات بعيدة، وتعتمد على نظام رادارى حديث للغاية، وأن وقوعها فى أيدى حزب الله كان سيؤدى إلى نزع سيطرة سلاح الجو الإسرائيلى على الأجواء اللبنانية. وقالت مصادر أخرى، اليوم الخميس، "إن الطيران الإسرائيلى دمر قافلة بعد عبورها للتو الحدود من سوريا إلى لبنان"، دون الإفصاح عن الموقع الدقيق للغارة أو عن محتوى القافلة، فيما رفضت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلى الإدلاء بتعليق. يأتى هذا فى الوقت الذى رفض فيه وزير المالية الإسرائيلى يوفال شتاينتس، صباح اليوم، خلال حديثه للإذاعة العامة الإسرائيلية التعليق على التقارير الإعلامية بشأن شن مقاتلات إسرائيلية غارة على أهداف بالأراضى السورية. فيما قال اللواء احتياط عمرام ميتسناع، العضو فى حزب "الحركة" الإسرائيلى، إنه يُستحسن بإسرائيل الإقدام على إجراءات وقائية قبل انفلات الأمور فى قضايا أمنية حساسة. وقالت الإذاعة العبرية إنه ما زالت الأنباء تتضارب حول الهدف من الغارة الإسرائيلية المفترضة، حيث قالت بعضها إن الهدف كان لقافلة تنقل الصواريخ الحديثة الروسية الصنع من سوريا إلى حزب الله قرب الحدود اللبنانية، فيما تحدثت أنباء أخرى عن أن المقاتلات قصفت مركزاً لتطوير الأسلحة غير التقليدية فى الريف. فيما أعلنت روسيا أن الغارة الإسرائيلية تستحق الاستنكار فى حالة ثبوت صحة وقوعها، حيث لم يسبقها أى استفزاز، فى الوقت الذى أدان فيه حزب الله الغارة. وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن صحيفة "النيو يورك تايمز" الأمريكية، فى عددها الصادر اليوم الخميس، أن إسرائيل أبلغت الولاياتالمتحدة نيتها شن غارات جوية على أهداف عسكرية سورية. وأوضحت الصحيفة، نقلا عن مصادر أمريكية، أن إسرائيل أبلغت الولاياتالمتحدة بالهجوم المخطط له فى سوريا، مضيفة أن إسرائيل قصفت أهدافا فى عمق الأراضى السورية فى محيط مدينة دمشق. وقالت المصادر الأمريكية للصحيفة إن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الهدف كان أسلحة متطورة مضادة للطائرات كانت من المفترض أن تسلم لحزب الله. من جانبها، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصادر أمريكية وإسرائيلية قولها إن الشاحنات التى تم قصفها كانت تحمل معدات إلكترونية تستخدم للتوجيه الملاحى لطائرات بدون طيار. بينما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن مصادر أمريكية، قولها إن إسرائيل قصفت شاحنات تحمل صواريخ مضادة للطائرات كان يجرى نقلها لحزب الله، وأضافت أن قصف القافلة وقع بالقرب من المنشأة العسكرية التى قالت دمشق إنه تم قصفها. وفى المقابل، استبعد رئيس الموساد الأسبق دانى ياتوم أن ترد السلطات السورية، أو حزب الله اللبنانى، بأى رد عسكرى، وذلك بعد تأكيد دمشق على ضرب الطائرات الإسرائيلية موقعًا فى الأراضى السورية. وأضاف المسئول الأمنى الإسرائيلى الأسبق: "فى تقديرى لن يكون هناك رد فعل كهذا لأنه لا توجد مصلحة لحزب الله وسوريا بالرد، حيث أن الرئيس السورى بشار الأسد عالق بشكل عميق فى مشاكله، وحزب الله يبذل كل جهد من أجل مساعدته فى موازاة جهوده من أجل الحصول على أسلحة، وهكذا فإنهم لن يسعوا إلى توسيع دائرة القتال". فيما كشفت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى تزايد طلب الإسرائيليين فى مدينة تل أبيب على الأقنعة الواقية، خلال الفترة الأخيرة، خوفا من رد عسكرى سورى على أى غارة إسرائيلية على مواقع الأسلحة الكيماوية السورية. يذكر أن هناك نشاطا إسرائيليا "غير اعتيادى" على مستوى عال فوق المجال الجوى اللبناني، بدأ مساء الثلاثاء واستمر حتى مساء أمس. وكان الجيش اللبنانى أكد، فى بيان سابق له، أن التحليق المكثف للطيران الحربى الإسرائيلى فى المجال الجوى اللبناني، وأن الطائرات الإسرائيلية خرقته 16 مرة بين الساعة 9:30 صباحا يوم الثلاثاء، وحتى الساعة الثانية من فجر الأربعاء.