مع حالة الهياج الأعمى والتصريحات الإعلامية المحمومة التى سممت الجو المصرى تحديدا والعربى بصفة عامة من إعلام نظام فقد اتزانه، ويريد أن يصور لنا إيران كعدو لمصر وتحديدا فى هذه المرحلة، وبعد أحداث غزة وفقدان مصداقية الإعلام الميت سريرياً وكل هذه الترهات لن تعيد نبض الولاء له. أما بخصوص حزب الله، وإن كان أرسل رجالا لمصر حتى لو كان بنية عدائية من أوجد له المبرر أليست هى السياسة الحمقاء لبعض النفعيين فى الحكومة المصرية، ويصعب على أن اتهم كل الحكومة بالخيانة لأنها وبكل المقاييس هى حكومة مصرية، لكن من الواضح أن هذه الحكومة استقوى فيها جناح يعمل لحساب أجندة خارجية تتفق تماما فى أهدافها، ولعل أبرز هدف هو عزل مصر عن محيطها العربى وتقوية التيار الانعزالى. نعم لا لتدخل حزب الله فى مصر، ولكن بشرط أن تقوم مصر بالتزاماتها القومية والشرعية، وكل ما من شأنه أن يحفظ كرامة المصرى، وإلا إلى أين وصلنا نحن اليوم؟.. حدثت حالة انقسام شعبى إلى فريقين، فريق يرى أنه لكى يتفق مع الحكومة لابد له أن يعادى حماس ويعادى سوريا وكل ما هو عربى، وفريق ينحاز لقوميته على حساب المواطنة. وفى الحقيقة لا نريد هذا ولا ذاك، وإنما نريد أن نتفق مع الحكومة مع الحفاظ على عمقنا القومى، من الصعب جدا أن يطلب من الشعب أن يتخلى عن قوميته من أجل أى فئة كانت.. فالوطنية ليست هتافا فى مباراة لكرة القدم؛ الوطنية هى بذل الروح من أجل هذا الوطن.