يخلط البعض خلطاً واضحاً ما بين إعجابه بحزب الله وما قام به حزب الله من محاولة تخريبية فى مصر. ولا أعتقد أن هناك من يستنكر على أحد أن يُعجب بحزب الله، ولكن يجب وخاصةً إن كنت مصريا، بعد ما اعترف به حزب الله من أنه كان يُساعد على نقل السلاح بالدعم اللوجستى من الآراضى المصرية إلى غزة "ما قبل حربها"، أقول، يجب أن تقف ضد تلك الفعلة من قبل حزب الله، لأنها انتهاكاً واضحاً، لنصوص القانون الدولى وسيادة دولة مستقلة، حيث أن خلية حزب الله جاءت تحت جُنح الظلام كاللصوص، ولم تُعلم الدولة المصرية بفعلتها، ولو أن نصر الله يتباهى بتلك الفعلة، فلا أعرف لماذا تحرك سراً، فالذى يتباهى بفعلة، لا يتحرك فى الظلام، إلا لو أنه يدرك تماماً، إما أنه لص أو جاسوس أو منتهك حدود وقيود. وقد حاول حسن نصر الله كثيراً، أن يُحاكى الزعيم الراحل عبد الناصر، ولكن فى زمن مختلف، وبدلاً من استخدام القومية العربية، يقوم بتسويق القومية الفارسية. كما أن نصر الله فى فعلته تلك، برر ما لا يُمكن تبريره، بانتهاك دولة وسيادة، مُقدماً ذريعة وراء أخرى لإسرائيل، بأن تفعل ما تريد، فان استهجن هو ما تفعله إسرائيل، ستشير هى إلى تبريره استباحة مصر، لأنه برر فعلة ضد القانون الدولى الذى يتشدق به!!! وكأنه قدم على طبق من صفيح، لإسرائيل، كل التبريرات التى يمكن أن تطالب بها الدولة العبرية مستقبلاً، دون مقابل! والغريب، أنه يتباهى بأنه يقدم الدعم اللوجيستى والسلاح لحماس فى غزة، بينما أرضه بمزارع شبعا، محتلة. فهل هذا نوع من النضال القائم على "فين ودنك يا جحا"؟ لقد برز فى الإعلام، أن حزب الله قد أطلق منذ العام 2000، أكثر من 10 آلاف صاروخ على إسرائيل، لم نسمع بها، وكأنها صواريخ إعلامية، معلنة عن وجوده فقط، دون أن يًُحرك ساكنا إسرائيلياً، من مزارع شبعا، فنعم المقاومة!! والآن ينتهك الآراضى المصرية "قبل بدء" الحرب على غزة، (اكتشاف الخلية يوم 19 نوفمبر) وهو يعرف أنها قادمة، وهو دليل أنها لم تكن بالمفاجأة لحماس، بحيث يُجيش غزة، ناقلاً، بدفع واضح من إيران، الحرب من الجنوب اللبنانى إلى قطاع غزة، وفى تصادم واضح مع مصر!! وهو ما يدل أيضاً، على عدم الرغبة فى المقاومة، ولكن فى الصدام مع الدولة العربية الأكبر، بنوازع من إيران وللمتاجرة فقط بالقضية الفلسطينية ولضرب التماسك العربى النسبى بمعاونة سوريا!! لقد ندم فيما قبل على حرب تدمرت فيها البنية التحتية اللبنانية لشهوة لديه فى خطف بعض الجنود الإسرائيليين. وبعد أن أعلن نفسه منتصراً، ولا أعرف كيف يكون دمار بيروت واستشهاد آلاف اللبنانيين بها ورحيل المليون منها، انتصاراً - أقول بعد إعلانه الانتصار على إسرائيل فى صيف 2006، انقلب سلاحه الذى يُدعى بسلاح "المقاومة" على الداخل اللبناني! ولا أعرف كيف يستمر الناس فى تسميته "بسلاح المقاومة" إذا انقلب السلاح على ذلك الداخل اللبنانى "شبه" المستقر؟؟! أية مقاومة فى تلك الخسة، مهما كان رأى البعض فى قوى داخلية لبنانية من قبل أى شخص، لأن القانون الدولى لا يعرف حالات فردية، ولكن له قواعد وأصول!! وها هم الحُلفاء، يبيعون حزب الله، الواحد تلو الآخر، فالإخوان، أكبر الحلفاء فى مصر، يرفعون شعار "مصر أولاً"، دفاعاً عن أنفسهم، بعد أن ثبُتت علاقتهم بحزب الله. وكتائب شهداء الأقصى تقطع علاقتها بحزب الله. وبشار الأسد، الرئيس السورى، يعتذر عن التعامل السورى مع لبنان، على مر الدهر. وربما سمعنا قريبا عن أنباء أكبر من تلك، قادمة من طهران. كما أن هناك أنباء من مصر عن تحويل حسن نصر الله للمحكمة الجنائية الدولية، وهو تحرك محمود فى ظل انتهاكه الواضح للأراضى المصرية، وفقا لقواعد القانون الدولى ووفقا لاعترافه على رؤوس الأشهاد! لا أرى وصفاً، لنصر الله ورجاله ال49 الذين انتهكوا الأراضى المصرية، غير صفة "على بابا وال49 حرامي"، لأنهم قاموا بذلك سراً مثل اللصوص، ولو أن عبد الناصر كان متواجداً اليوم، لقام بنفس ما يقوم به مبارك اليوم، ناهيك عن السادات، لأن الأمن القومي، يعتمد على السياسة المتغيرة، ولأن الموقف مختلف عما قبل، ولأن حزب الله رجعى، مُدعم من قبل دولة دينية شيعية، هى إيران، تنتهك المسلمين السنة والعرب الأهواز وغيرهم، يومياً، ولأن الحفاظ على أمن مصر، هو قسم أداه رئيس الجمهورية أمام الأمة! فلا يُمكن لعربى أو مصرى أو أى إنسان مهما كانت هويته الدينية، الوقوف بجانب هذا الطاغوت، وهذا الرجل، نصر الله، يجب أن يوقف عند حده، عندما يتعلق الأمر بأمن الأمة المصرية، لأنه وكما قال وزير خارجية مصر، اللى يمس أمن مصر "نقطعله رجله"!