كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى ل"اليوم السابع"، أن وزارة الداخلية تعكف على وضع خطط التأمين والانتشار الخاصة باستعدادات يوم 25 يناير المقبل، لمواجهة التظاهرات والاحتجاجات، التى ستخرج من مختلف محافظات الجمهورية، بدعوات من نشطاء وسياسيين وأحزاب خلال الفترة الماضية. وأوضحت المصادر أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تنظم مجموعات عمل وسيناريوهات مستقبلية، حال احتدام التظاهرات وتطورها لمرحلة لا يمكن السيطرة عليها، كما حدث من قبل فى عام 2011 وسقط على إثرها نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، مؤكدين أن الدكتور محمد مرس رئيس الجمهورية، سوف يجتمع مع وزير الداخلية الجديد اللواء محمد إبراهيم منفردا خلال الفترة المقبلة، من أجل اطلاعه على خطة تأمين المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والهيئات والوزارات والبنوك العامة والخاصة، وشرح الآليات التى يمكن من خلالها السيطرة على تظاهرات يناير. وأكدت المصادر، أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، يجتمع بشكل مستمر مع ضباط الأمن الوطنى ومصلحة الأمن العام من أجل وضع تصور للأحداث ومستوى تطورها ومتابعتها أولا بأول، والآليات التى سيتم اتباعها مع المتظاهرين فى ميادين المحافظات المختلفة، وخرائط المسيرات التى من المقرر أن تجوب القاهرة والمحافظات، من أجل إسقاط نظام الرئيس محمد مرسى وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين على السلطة فى مصر. وأشارت المصادر إلى أن الخطة التى تضعها وزارة الداخلية تتضمن تسليحا جديدا لضباط وجنود الأمن المركزى على مستوى الجمهورية، وكذلك الزى الذى تم تطويره مؤخرا ليتناسب مع طبيعة المهام التى سيقوم بها الأمن المركزى حال تدخله لفض الاشتباكات والتظاهرات، وإخلاء الميادين والتجمعات، وكذلك أيضا نوعية المركبات المستخدمة فى تحركات الأمن المركزى بكافة تشكيلاته وعناصره، حيث تم تزويد الوزارة خلال الفترة الماضية بمركبات على مستوى عال من الكفاءة والجودة الفنية. وبيّنت المصادر أن وزير الداخلية أعطى توجيهاته بضرورة إخطار كافة مديريات الأمن وأجهزة المباحث فى مختلف المحافظات، خاصة الساخنة منها مثل القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية، بضرورة التعامل بمنتهى الحزم والقوة مع أى تظاهرات أو أعمال عنف تستهدف إحراق أقسام الشرطة والاعتداء عليها كما حدث قبل عامين، موضحين أن أى محاولات لاقتحام أقسام الشرطة أو مديريات الأمن سوف تكون نتيجتها إطلاق الرصاص وكافة الوسائل الدفاعية التى كفلها القانون للدفاع عن النفس، وحماية المنشآت العامة والخاصة، التى تعتبر أحد أهم الأدوار التى تقوم بها وزارة الداخلية، وأجهزتها المختلفة. وقالت المصادر، إن اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أخطر مصلحة السجون بضرورة تكثيف الدوريات الأمنية على السجون خلال الأيام القادمة، قبيل أحداث 25 يناير المقبلة، وبالتحديد السجون التى يوجد بها رموز النظام السابق، وبقايا الحزب الوطنى المنحل، الذين تمت محاكمتهم بعد الثورة، مؤكدين أن وزارة الداخلية تدرس الاستعانة بوزارة الدفاع لتأمين سجن طرة، الذى يوجد به عدد كبير من رموز النظام السابق، ومحاصرته بالدبابات والمدرعات والآليات الثقيلة التى تستخدمها القوات المسلحة، تحسبا لأى محاولات لتهريب نزلائه، بعد اقتحام السجن. وأضافت المصادر أن الرئيس محمد مرسى يتابع الموقف الأمنى والاستعدادات الخاصة بتأمين تظاهرات 25 يناير بشكل يومى، من أجل الوقوف على مدى جاهزية القوات واستعدادها لمواجهة أى أعمال عنف قد تؤثر على شرعية النظام القائم، أو تقوم بأعمال تخريبية من شأنها إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى البلاد وزيادة تعقيد الأزمة الاقتصادية، التى باتت أحد أكبر المشكلات التى تواجهه نظام الرئيس مرسى. من ناحية أخرى كشف مصدر عسكرى ل"اليوم السابع " أن القوات المسلحة لن تشارك بأى حال فى تأمين تظاهرات 25 يناير المقبلة، وستترك المسئولية كاملة لوزارة الداخلية المعنية بتلك المهمة، ولن يؤمن الجيش سوى عدد من السفارات والمنشآت المهمة، مثل مبنى وزارة الداخلية، ومحيط السفارة الأمريكية، والسفارة السعودية، وذلك من خلال قوات تابعة للمنطقة المركزية العسكرية، ولن يتواجد الجيش بأى أماكن بها تجمعات أو تظاهرات خلال أحداث 25 يناير المقبل، وفق توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة، وسوف تتركز بعض دوريات الشرطة العسكرية على مداخل ومخارج مدينة القاهرة الكبرى وبعض المحافظات الحدودية لمتابعة الموقف الأمنى، والاطمئنان على تأمين محطات الكهرباء الرئيسية، وقناة السويس والسد العالى والمطارات، والقصور الرئاسية من خلال قوات الحرس الجمهورى، والمنشآت ذات الطبيعة الإستراتيجية المهمة. وأوضح المصدر أن التشكيلات الأساسية للجيوش الميدانية والمناطق العسكرية فى مختلف الاتجاهات الإستراتيجية ستظل فى ثكناتها خلال أحداث 25 يناير، وفق توجيهات هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء أركان حرب محسن الشاذلى، التى تخضع للإشراف المباشر من الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام وزير الدفاع والإنتاج الحربى والفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة.