الجيش الباكستانى يرفض عقد محادثات مشروطة مع المتشددين

رفضت قيادة الجيش الباكستانى عقد محادثات مشروطة مع المتشددين، وربطت إمكانية التفاوض معهم بالاستسلام وإعلان ولائهم غير المشروط للدولة.
وذكرت صحيفة نيشن المحلية اليوم، السبت، أن قيادة الجيش الباكستانى راجعت التحديات الأمنية التى تواجهها البلاد وأكدت دعمها للمؤسسات الوطنية لضمان الاستقرار السياسى ووضع قادة الجيش الخطة الأمنية لإشراك القوات المسلحة فى الانتخابات العامة، والتحقق من هويات الناخبين فى مدينة كراتشى بناء على طلب مفوضية الانتخابات الباكستانية ضمانا لعدم حدوث أى تزوير فى الانتخابات فضلا عن تأمين الناخبين.
وتطرق قادة الفيالق فى اجتماعهم أمس، الجمعة، إلى مراجعة التطورات الإقليمية، خاصة الوضع فى أفغانستان والجهود الدولية الرامية إلى إنجاح عملية المصالحة الوطنية هناك، إلى جانب مراجعة الوضع الأمنى فى منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان ودور باكستان فى الحرب على الإرهاب.
ورأس قائد الجيش الجنرال أشفق برويز كيانى اجتماع قادة الفيالق الذى عقد فى مقر القيادة العامة للجيش فى راولبندى. وقال بيان مقتضب للقوات المسلحة، إن "الاجتماع أجرى استعراضا شاملا للمسائل المهنية الروتينية والبيئة الأمنية فى البلاد".
جاء عقد هذا الاجتماع المقرر بعد يوم من مقتل القائد المتشدد الموالى للحكومة الملا نظير فى هجوم شنته طائرة أمريكية بدون طيار، ومن المحتمل أن تكون تلك المسألة قد نوقشت فى اجتماع الأمس.
فى الوقت نفسه، أكد رئيس الوزراء رجاء برويز أشرف أن الاستقرار السياسى مرتبط بشكل حاسم بالأمن القومى وحث المؤسسات الأمنية الوطنية على رفع مستوى جمع المعلومات الاستخبارية والتنسيق الفعال بين المؤسسات المدنية والعسكرية لمواجهة الإرهاب بصورة شاملة.
ودعا أشرف فى كلمة ألقاها أمس فى حفل بجامعة الدفاع الوطنى فى إسلام آباد إلى مراجعة العقيدة العسكرية الباكستانية وإعادة صياغتها لتحقيق هذا الهدف.
وقال رئيس الوزراء، إن التهديدات التى يتعرض لها أمن باكستان القومى تنبع أساسا من عناصر تستهدف رموز الدولة ومؤسساتها فى محاولة لفرض أجندتها.
ووصف أشرف هذا العدو بأنه "بلا اسم وبلا ملامح"، وأكد تقديم الحكومة لكل ما يمكن من دعم وموارد للتصدى لتلك العناصر.
واعترف أشرف أيضا بالتضحيات المقدمة من قبل قوات الأمن، ووكالات إنفاذ القانون والمواطنين فى الحرب على الإرهاب، مشدداً على أن أى عملية عسكرية لا يمكن أن تنجح وحدها، وأن الإرادة السياسية والدعم الشعبى لهما أهمية حاسمة لإنجاحها.