الرئيس السيسي يوجه بالعمل لتحسين السلالات المحلية لزيادة إنتاجيتها من اللحوم والألبان    نتيجة الامتحان الإلكتروني لمسابقة معلم مساعد دراسات اجتماعية.. الرابط الرسمي    رئيس الطائفة الإنجيلية: الموقف المصري من نهر النيل يعكس حكمة القيادة السياسية وإدراكها لطبيعة القضية الوجودية    وزير الشؤون القانونية يهنئ رئيس هيئة النيابة الإدارية    الكرملين: روسيا ما زالت مستعدة للتفاوض مع أوكرانيا رغم تصريحات ترامب    تقارير.. شتيجن يقترب من الانتقال إلى جالطة سراي    كريم الدبيس: "كولر" مراوغ وقطعت عقود بلجيكا للانتقال للأهلي    كريم الدبيس لأون سبورت اف أم مع محمد عراقي: كولر مراوغ..هاني كان عارف ان زيزو جاي وقطعت عقود بلجيكا للانتقال للأهلي    لليوم الثالث.. انتظام أعمال تصحيح الشهادة الثانوية الأزهرية بالقليوبية    مها عبد الناصر تطالب بالكشف عن أسباب وفاة 4 أطفال أشقاء في المنيا    المفتي الأسبق: يوضح عورة المرأة أمام زوج أختها    116 ندوة علمية في حب الجار.. الأوقاف تضيء منابر المساجد بحقوق الجوار في الإسلام    كشف مبكر ومتابعة حالات مرضية.. انطلاق حملة «100 يوم صحة» في أسيوط    حالة وفاة و12 مصابا.. ننشر أسماء مصابي حادث الطريق الإقليمي    تضم 5 آلاف كتاب من مختلف المجالات، افتتاح مكتبة متحف المركبات الملكية ببولاق    مدرب بتروجيت: الأهلي تعامل معنا باحترافية.. والظروف لا تسمح لرحيل حمدان للزمالك    الإيجار القديم بين الواقع والمأمول.. نقلا عن "برلماني"    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025 فى مصر    تفاصيل استحواذ ميتا على شركة Play AI الناشئة المتخصصة فى مجال الصوت    مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء    تكنولوجيا الأغذية ينظم برامج تدريبية للنهوض بقطاع التصنيع الغذائي    برج السرطان.. حظك اليوم الثلاثاء 15 يوليو: احذر    أمير كرارة وأبطال فيلم الشاطر يحتفلون بالعرض الخاص فى 6 أكتوبر.. اليوم    فيلم ع الزيرو يحصد المركز الأول فى الأعلى مشاهدة على منصة watch it    نائب رئيس جامعة بنها تواصل تفقد اختبارات القدرات    كل ما تريد معرفته عن كأس العالم للأندية 2029    عماد حمدي: تطوير سيناء للمنجنيز يساهم في توطين الصناعة ودعم الصادرات    محافظ الفيوم يشهد إنطلاق فعاليات المبادرة الرئاسية "100 يوم صحة"    تحصين 25603 ضد مرض الحمى القلاعية والوادي المتصدع في الدقهلية    وزارة العمل: 3 فرص عمل في لبنان بمجالات الزراعة    القومي لحقوق الإنسان يعقد ورشة عمل حول العمال وبيئة العمل الآمنة    «مصيرك في إيد الأهلي».. شوبير يوجه رسالة إلى أحمد عبدالقادر    جيش الاحتلال: اعتراض مسيرة أطلقت من اليمن دون تفعيل صفارات الإنذار    تحولات النص المسرحي المعاصر وتجارب الكتاب الجدد على مائدة المهرجان القومي للمسرح    قوات الاحتلال تعتقل أكثر من 32 فلسطينيا من الضفة الغربية    الرئيس الإيراني: الحرب وحّدت الإيرانيين داخل البلاد وخارجها.. ونتمسك بخيار الدبلوماسية    حكومة كردستان العراق: تعرض حقل نفطي في دهوك لهجوم بطائرة مسيّرة    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الثلاثاء    الصحة: بدء تدريب العاملين المدنيين بوزارة الداخلية على استخدام أجهزة إزالة الرجفان القلبي (AED)    أمين الفتوى: المصريون توارثوا حكمة "اطلع شيء لله وقت الشدة".. والصدقة قد تكون بالمشاعر لا المال    تسجيل 17 مليون عبوة منتهية الصلاحية ضمن مبادرة «سحب الأدوية» (تفاصيل)    أخبار البورصة اليوم الإثنين 14-7-2025    القومي لحقوق الإنسان ينظم ورشة عمل حول مقترح قانون الأحوال الشخصية الجديد    الدفاع الروسية: إسقاط 55 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    بإقبال كبير.. قصور الثقافة تطلق برنامج "مصر جميلة" لدعم الموهوبين بشمال سيناء    مدحت العدل يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحه حول حجاب حفيدة أم كلثوم    محمد حمدي: هذه أسباب عدم نجاحي مع الزمالك    مشاركة الرئيس السيسي في قمة الاتحاد الأفريقي بمالابو تؤكد دعم مصر لأمن واستقرار القارة    تعرّف على عقوبة إصدار شهادة تصديق إلكتروني دون ترخيص وفقًا للقانون    أستاذ فقه بالأزهر: أعظم صدقة عند الله هو ما تنفقه على أهلك    محامي المُعتدى عليه بواقعة شهاب سائق التوك توك: الطفل اعترف بالواقعة وهدفنا الردع وتقويم سلوكه    الحكم محمد الحنفي يعلن اعتزاله    أكلت بغيظ وبكيت.. خالد سليم: تعرضت للتنمر من أصدقائي بعد زيادة وزني    «مستقبل وطن» يُسلم وحدة غسيل كلوي لمستشفى أبو الريش بحضور قيادات جامعة القاهرة    «تقدم بعرض رسمي».. بيراميدز يطارد صفقة من العيار الثقيل (خاص)    السيطرة على حريق في مخلفات غزل ونسيج بالغربية    أكثر أنواع السرطان شيوعًا.. تعرف على أبرز علامات سرطان القولون    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 15-7-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلام السياسى على نهج أقباط المهجر
نشر في اليوم السابع يوم 28 - 12 - 2012

لديك الآن فريقان، الأول يقول لك إن نبى الله صلى الله عليه وسلم هو المبعوث رحمة للعالمين، وهو الصادق الأمين، وهو الذى أرسله ربه بالدين الحق ليظهره على الدين كله، وهو الذى بُعث لإتمام مكارم الأخلاق. أما الفريق الآخر فيقول لك إن النبى كان سابا شتاما لعانا، وإنه كان لا يتورع عن إلقاء الشتائم على من يخالفه، سواء كان مؤمنا أم كافرا، وسواء كان رجلا أم أنثى. وقبل أن تستبد بك الدهشة وينال منك التعجب، لك أن تعرف أن الفريق الأول هو ذلك الفريق الموصوف بالكفر، والمنعوت بالليبرالى العلمانى اليسارى الاشتراكى الفوضوى الهادم للدين والمعادى للشريعة، أما الفريق الثانى فهو من يوصف بعلماء الأمة وشيوخها الأفاضل، وهو ما يوصف بالمدافع عن الشريعة، والمقيم لشرع الله، ولك أن تعرف أيضا أن هناك قطاعا عريضا من الشعب المصرى يصدق تماما أن الفريق الأول «كافر» والفريق الثانى «عالم».
لا يتسع المقام هنا لذكر الأحاديث ولا آيات القرآن التى وصفت أخلاق النبى، ووضعت منهج المسلمين الأخلاقى الكريم، فنبى الله فى غنى عن دفاعى عنه، وهو الذى قال عن نفسه «أدبنى ربى فأحسن تأديبى»، وهو القائل أيضاً «ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذىء»، وهو الذى قال عنه ربه «وإنك لعلى خلق عظيم»، فكيف يكون نبى الإيمان شتاما لعانا سبابا، وهو الذى نفى عن المؤمن هذه الصفات، وكيف يكون من أدبه ربه على هذا الوصف المتدنى؟، وكيف يكون «الخلق العظيم» منحدرا إلى هذا المنزلق الذى يصفونه؟، «كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا».
سابقا قلت إن الخطورة الحقيقية لما يسمى بالإسلام السياسى هى أنه يتخذ من الإسلام درعا يتلقى عنه سهام النقد، وإننا سنصحو يوما لنجد ثوب الإسلام ملطخا على يد هؤلاء، ما يعد إيذانا ببداية «ثورة انتحار القيم»، والتمرد الشامل الذى لن يستثنى مقدسا، ولن يرتدع برادع، وكان هذا هو المسار الطبيعى لهذا المسلك المعيب، فهم لم يتخذوا من الإسلام منهجا وسبيلا، لكنهم يتخذون من أهوائهم آلهة، وكل ما يفعلونه هو أنهم يبررون أهواءهم بالإسلام ليس أكثر، لذلك كان طبيعيا -على سبيل المثال - أن يرفضوا قرض البنك الدولى «بالإسلام» ويقبلونه «بالإسلام»، وأن يحرموا الانتخابات «بالإسلام» ويستحلوها «بالإسلام»، فصار أقدس مقدساتنا فى يدهم ألعوبة، وصارت عقيدتنا وشريعتنا فى يدهم سلعة رخيصة.
اللافت هنا أن وصف نبى الرحمة فى القرآن والسنة بكل هذه الصفات الأخلاقية الحميدة لم يكن لأنه كان على خلق عظيم مع أصفيائه وأصدقائه وتابعيه، بل كان على هذا الوصف مع أعدائه ومناكفيه، فما عظمة الأخلاق فى أن تحسن إلى المحسن؟، أو فى أن تكرم من يكرمك؟، إنما تجلت عظمة أخلاق النبى فى الإحسان إلى المسىء، وفى إكرام من يعتدى، هكذا تعلمنا، وهكذا آمنا، وهكذا عرفنا رسول الله وأحببناه، فصار أعز علينا من أنفسنا، أما ادعاء فريق السبابين الشتامين بأن النبى كان يسب، فهو أمر أقرب إلى متطرفى أقباط المهجر الذين أنتجوا الفيلم المسىء، وأرجو ألا تندهش من هذا الأمر، فكلا الفريقين يدعى على نبى الله كذبا، وكلا الفريقين يدعى أنه لم يأت بشىء من عنده، إنما جاء بما هو مذكور فى كتب التراث، وكلا الفريقين اتخذ من تشويه النبى سبيلا لأغراضه السياسية فى معرض النخاسة والنجاسة الذى نعيش فيه، وهو الأمر الذى يجزم بأنه لا سبيل لقطع الطريق على تلك الفقاعات المريضة إلا بتنقية تراثنا الإسلامى من شوائبه، ونزع هالة القدسية من فوق تلك المصادر التى يغترف منها أعداؤنا وجهلاؤنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.