بالطابق الأخير بمسكن أحد فاعلى الخير، ووسط مجموعة غرف خشبية لا تتجاوز بضعة أمتار، بقرية كفر حكيم التابعة لمركز كرداسة محافظة الجيزة، يمارس عدد من الإخصائيين الاجتماعيين والأطباء النفسيين عملهم بمركز حلم طفل، لرعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، ويعد هذا المركز هو الوحى فى تلك المنطقة لرعاية الأطفال من هذا النوع، وبدأت فكرة المركز المشهر 4301 لسنة 2012، كما يقول مديره «كامل همام» بعد الثورة مباشرة، بعدما لاحظ ارتفاع عدد الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى القرية وضيق حال الأسر هناك، وتكبدهم كثيرا من المال فى نقل أطفالهم لمستشفيات ومعاهد القاهرة لتلقى العلاج، لذا توسط كامل لدى أحد فاعلى الخير الذى تبرع بدوره بهذا الجزء من منزله لصالح المركز. يضيف همام: عدد الأطفال المترددين على المركز أكثر من 200 حالة، ولا نستطيع تقديم خدمة جيدة سوى إلى أربعين حالة فقط نتيجة قلة الدعم المالى، وبدأنا فى نشر فكرة المركز فى القرى المجاورة حتى لا نقتصر على أطفال القرية فقط، ومن أهم المشاكل التى تواجهنا قلة المستوى الثقافى بالنسبة لأهل القرية وجهلهم باحتياجات الحالة والرعاية الصحية والتغذية التى يحتاجون لها، لذا بدأ المركز فى عمل جلسات إرشاد أسرى لتوعيتهم باحتياجات الحالة، على الرغم من أننا فى المركز نعانى من ضعف الدعم المالى وقلة الأجهزة والإمكانيات، خاصة أن كل غرفة بحاجة إلى جهاز كمبيوتر لاستخدام الأساليب التعليمية الحديثة مع الأطفال، المشكلة التى تقابلنا هى توفير أجهزة خاصة بقسم العلاج الطبيعى، إضافة إلى توفير رواتب الإخصائيين الاجتماعيين الذين نأتى بهم من مناطق مختلفة وبعيدة. وحتى الآن نقوم بسداد الرواتب لهم من خلال التبرعات فقط. ويتابع همام عن معاناة أهالى القرية فى التعامل مع أطفالهم: كثير من الأطفال المعاقين يموتون من شدة الفقر وعدم قدرة ذويهم على شراء العلاج اللازم لهم، إلى جانب الأزواج الذين يتركون زوجاتهم ويفرون للخليج لمجرد أنها أنجبت له طفلا معاقا، ويتركها فى معاناتها مع الطفل وحدها، أعرف إحدى الأمهات ليس لديها سوى «بيجامتين» فقط لطفليها التوأم وتقوم بتبديلهما، كلما جاءت بهما للمركز حتى لا يشعر الناس أنه ليس لديهما ملابس، وأخرى تكتفى بتخصيص الدولاب الخشبى لأطفالها ليناموا فيه بدلا من نومهم على «البلاط»، أو تضع الحصى ومرقة الدجاج فى أحد الأوانى على النار حتى يكف أطفالها عن البكاء من شدة الجوع. يقدم المركز كما تقول هند بيومى مسؤولة التأهيل النفسى للأطفال، خدمات عديدة من خلال أقسامه الثلاثة، وهى قسم تنمية المهارات الذى يعمل على تأهيل الأطفال للتعامل مع البيئة وفهم مفرداتها من خلال تنمية الجوانب الأساسية، وهى: الجانب الإدراكى، الجانب اللغوى، الجانب الحركى، جانب رعاية الذات جانب التواصل الاجتماعى، والجانب الأكاديمى، وذلك من خلال تصميم برامج فردية وجماعية تشمل تلك الجوانب السابق ذكرها، وقسم التخاطب ووظيفته تأهيل الأطفال لغويا وعلاج اضطرابات الكلام والنطق، بالإضافة إلى تنمية مهارات الكلام وذلك من خلال التقييم اللغوى لكل طفل وأيضا القسم النفسى الذى يهدف القسم إلى القيام بدوره فى عملية التقييم النفسى للأطفال وتعديل وإدارة سلوكياتهم، بالإضافة إلى دعم وإرشاد أسرهم ليتم دمجهم فى مجتمعاتهم وتأهيل هذه المجتمعات للتعامل الفعال معهم. وتبدأ رحلة الطفل المعاق داخل المركز، بداية من الاستقبال ودراسة الحالة، ثم التشخيص والتقييم النفسى، تعديل وإدارة السلوك، الإرشاد الأسرى، التأهيل المرتكز على المجتمع، وتأهيل ودعم نفسى من جانب فريق العمل، ويأتى بعد ذلك قسم العلاج الطبيعى وهو فى حجرة مستقلة بمبنى مجاور، ومازال بحاجة لمزيد من الأجهزة والآلات التى من شأنها أن تساعد فى تأهيل الأطفال حركيا، يقول الدكتور محمود الراوى رئيس قسم العلاج الطبيعى: إن القسم يقوم بتأهيل الأطفال ذوى الاحتيجات الخاصة «غالبيتهم حالات شلل دماغى، إضافة إلى بعض حالات البله المغولى»، ويقوم الطبيب بعمل جلسة للطفل 3 مرات أسبوعيا بمعدل ساعة لكل جلسة سواء تخاطبا أو علاجا طبيعيا أو تنمية مهارات وغيرهم.