فاشلون فى كل شىء، حتى فى تدينهم، قلوبهم غليظة، حتى لو فاضت دموعهم، عقولهم فى إجازة، والدليل لمهم بإشارة، يتحدثون معك عن الخلفاء والصالحين، لكنهم لا يطبقون شيئا من سيرتهم. يتحدثون عن الخليفة العادل عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، لكنهم لا يأخذون من نهجه شيئا، يتجاهلون ما فعله الخليفة العادل، حين قال: «أصابت امرأة وأخطأ عمر»، وقوله: «أخاف عليكم منافقا يتعوذ بالإيمان ويعمل لغيره». يرمون من يخالفهم بالكفر لأنهم لا يعرفون ما جاء فى الحديث الصحيح عن البخارى ومسلم: «عن أسامة بن زيد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة فصبحنا القوم فهزمناهم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه، قال، لا إله إلا الله، فكف الأنصارى عنه وطعنته برمحى حتى قتلته، فلما قدمنا إلى المدينة بلغ النبى صلى الله عليه وسلم ما فعلته، فقال: يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟ قلت: يا رسول الله كان متعوذا، قال: هل شققت عن قلبه، فمازال يكررها حتى تمنيت أنى لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. يتحدثون عن الثورة وكأنهم مفجروها، ويخرجون وجوههم الكالحة، فيتحدث أحدهم عن إعدادهم للبيان الأول للثورة، وكأن الشعب المصرى بلا ذاكرة، الذاكرة التى فيها اجتماعاتهم مع اللواء عمر سليمان نائب مبارك وقت اشتعال ثورة 25 يناير، الذاكرة التى فيها عقد الصفقات مع نظام مبارك من أجل الفوز بمقاعد فى مجلس الشعب. يتحدثون عن التاريخ بوصفهم أهل صناعته دون غيرهم، ويتبارون فى تزييف حقائقه، ولعل كذبتهم عن محاولة اغتيالهم جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954، والتى زعموا أنها تمثيلية، هى دليل فاضح على ذلك، والحاضر يؤكد الماضى، من خلال الشوم والعصى والبنادق التى ظهرت أمام قصر رئيسهم أمام متظاهرين عزل، واعتداؤهم على فتيات ونساء دون نخوة، ودهس على تعاليم سيد البشرية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، التى حرم فيها قتل النساء والعجائز والأطفال وقلع الأشجار فى حرب المسلمين ضد الكفار. يتحدثون عن الشعب المصرى بوصفه خاتما فى أصبعهم، ويتجاهلون أن هذا الشعب العظيم انطلق من قمقمه ولن يستطيع أحد أن يضحك عليه. فاشلون.. فاشلون.. فاشلون
