اختار بعض طلاب المدارس وأطفال الشوارع الذين يدخلون فى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن المركزى بشارع كورنيش النيل، بعد أن امتدت من ميدان سيمون والمناطق المحيطة به بالتحرير، أن تكون الهدنة حسب طبيعة المكان الذى يتواجدون فيه، بترك الاشتباكات وتوجهوا إلى مراسى البواخر والشاطىء، وقاموا بخلع ملابسهم وقفزوا فى مياه النيل للاستمتاع بالسباحة، بعيدا عن دخان القنابل المسيلة للدموع، بينما استمر الباقون فى عمليات الكر والفر. العاملون بالباخرة المتوقفة على المرسى، شاهدوا هجوم الأطفال فتركوا الشاطىء وأبحروا بسرعة إلى منتصف النهر هربا من وصول المولوتوف والقنابل المسيلة للدموع إليهم، وتخوفا من التسلل والاختباء فى المركب إذا طاردهم الأمن. وبعد انتهاء الهدنة عبر عدد منهم عن أسباب دخولهم فى المواجهات فى الوقت الذى يتواجد فيه المتظاهرون بميدان التجرير ويعتصمون هناك، ولماذا السباحة؟، يقول علاء عرفة الذى يدرس بالصف الثانى الإعدادى بإحدى مدارس منطقة الملك الصالح، ولا يعرف لماذا يدخل فى اشتباكات مفسرا ذلك، بأنه فى مغامرة مثيرة وممتعة تشبه ألعاب الكمبيوتر، لافتا إلى أنه عندما شعر بالتعب والإرهاق أغرته مياه النيل، وقرر أن يسبح ويريح أعصابه قليلا قائلا بالنص "أنا إيه إللى جابنى أصلا سيبك "مشربيتش من نيلها"، جه الوقت أهو أشرب و أظبط حالى وأرجع تانى. ويشير مصطفى رجب من منطقة شبرا مصر، إلى أنه جاء مع أصدقائه لتضييع وقته حتى يأتى موعد انتهاء الحصص بالمدرسة، مضيفا أنه كان لابد من التخلص من أثار التراب ورائحة القنابل المسيلة للدموع بأن يهدأ بالغوص فى المياه، ثم يعاود إلى المنزل أو يستكمل. بينما يرى كريم عبد الحميد من منطقة المعصرة بحلوان، أن "الشرطة "تريد تطبيق الشريعة بتعليمات من الإخوان، والشعب يرفض ذلك، بحانب أن الرئيس لا يريد الاعتراف بحقوق الشهداء، لافتا إلى أنه يريد أن يواصل المسيرة بالشعور بالانتعاش فى النيل والعودة مرة أخرى للمواجهات.