نهضة مصر ميدان تمثال ثورة 19 يتحول لميدان تأييد الإخوان.. النهضة تربط بين التمثال ومشروع الرئيس لمصر.. والميدان ينضم لقائمة ميادين تأييد السلطة.. والمكان بعيد جغرافيا عن ميدان التحرير منعاً للاشتباكات

سببان افتراضيان قد يبرران اختيار جماعة الإخوان المسلمين لميدان نهضة مصر بالجيزة كموقع للمظاهرات المؤجلة الداعية لتأييد قرارات الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والإعلان الدستورى، الذى منح قراراته ومجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور، حصانة ضد أحكام القضاء.
السبب الأول يبدو من اسم الميدان نفسه " نهضة مصر"، وهو نفس العنوان الذى وضعته الجماعة كعنوان لمشروعها الانتخابى الذى تقدم به مرشحها الأول المهندس خيرت الشاطر، ثم الدكتور محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، ولكن الفارق بين نهضة مصر "الميدان" هو اسم التمثال الذى صممه المثال المصرى محمود مختار، كرمز للنهضة المصرية و إحساس المصريين بقوميتهم بعد ثورة 1919.
ويظهر التمثال كفلاحة مصرية تتطلع للأمام وهى تستند بذراعها على كتف تمثال "أبو الهول"، وهو ينفر قائما كتعبير رمزى لنهضة مصر، بعد الثورة وشارك فى بنائه المصريون بالاكتتاب العام وأزيح عنه الستار عام 1928، وهو نفس عام بداية نشأة جماعة الإخوان، ونقل من ميدان رمسيس، إلى موقعه الحالى بالجيزة عام 1955 بعد أشهر من قرار الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بحل الجماعة.
السبب الثانى هو أن نفس المكان لاستضاف المؤتمر الانتخابى الأخير للرئيس مرسى قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى لإنتخابات رئاسة الجمهورية، وأشار فيه رئيس الجمهورية إلى تمثال النهضة وربط بين اسمه وبين مشروع الجماعة، وتاريخ ثورة 1919، بأنها ثورة شعبية مثل ثورة 25 يناير.
سبب ثالث أعلنته الجماعة بان الميدان بعيد جغرافيا عن ميدان التحرير، مما يجنب الاشتباكات مع المتظاهرين احتجاجاً على الإعلان الدستورى، ولكنه قد يكون معبراً لمسيرات تخرج من ميدان الجيزة وتمر أمام جامعة القاهرة لتعبر كوبرى الجامعة فى طريقها إلى ميدان التحرير.
اختيار الجماعة للميدان وضعه ضمن قائمة الميادين التى استضافت مظاهرات تأييد للحاكم أو مؤتمرات إنتخابية لمرشحى الرئاسة أو الانتخابات البرلمانية، لينضم الميدان إلى ميادين مصطفى محمود وروكسى والعباسية والمنصة الأماكن المفضلة لمظاهرات مؤيدى الرئيس السابق حسنى مبارك، ولكن نهضة مصر أصبح موقعا لتأييد الإخوان المسلمين، وبقى ميدان التحرير موقعا للمظاهرات الإحتجاجية ضد سلطة مبارك فى 25 يناير، ثم الرئيس مرسى وجماعة الإخوان حالياً.
ميدان نهضة مصر شهد مظاهرات تأييد من قبل فى 11 مايو 2012، حين دعت حركات مدنية خرجت من ائتلاف سمى نفسه " الأغلبية الصامتة " لينظم مظاهرات تأييد للمجلس العسكرى ويدعوه للاستمرار فى الحفاظ على مصر قبل أيام من إجراء الإنتخابات الرئاسية.