الفساد والإهمال وجهان لعملة واحدة

عزائى لأسر الشهداء المكلومين بفقدان فلذات أكبادهم فى حادث أسيوط الأليم، الذى راح ضحيته أكثر من خمسين طفلا وعشرات المصابين، وإنا لله وإنا إليه راجعون. هذا الحادث يدل على استمرار مسلسل الإهمال والفساد فى مرافق الدولة وعلى رأسها السكك الحديدية التى كانت محل فخر العالم فى السابق.. ولذلك أطالب الرئيس والحكومة بإجراء تحقيقات عاجلة لمعرفة المسؤولين عن هذا الحادث الأليم ومعاقبتهم بعقوباتٍ عادلةٍ رادعة. كما أطالب الحكومة بتقديم خريطة عمل واضحة لإصلاح البنية التحتية الفاسدة التى ورثناها من النظام السابق، حتى لا نفقد كل يوم أرواحًا بريئة. وأشد على يد الرئيس مرسى ليضرب بقوة كل عناصر الدولة العميقة والفاسدين. وأدعو جميع القوى السياسية والوطنية للوقوف جنبًا إلى جنب فى هذه الحادثة والخروج منها بدروس للمستقبل، وأن نعلى مصلحة الوطن وأرواح المواطنين فوق المصالح الحزبية، والمزايدة الرخيصة.
إن منظومات الفساد موجودة فى كل مكان فى مصر والسيطرة عليها جميعًا من الصعوبة بمكان، إلا إذا كان هناك إصرار من الجميع على نزع جذور الفساد من كل مؤسسات الدولة، وتعاون كل من لديه معلومات عن الفساد والمفسدين مع الحكومة لوقف هذا النزيف الذى يكلف الدولة المصرية الكثير من مواردها وإمكانياتها فى المجالات المختلفة. إن الأمر جد خطير يحتاج من كل الوزارات المعنية والمسؤولين فى كل المواقع وضع الخطط والتنفيذ الدقيق والعمل المتواصل لكى نصل إلى نتائج ملموسة على الأرض، فيجب أن تقوم كل وزارة وكذلك كل محافظة، وكل مركز بتحديد المشكلات والأولويات فيها وتصنيفها إلى ما هو عاجل شديد الأهمية ثم الأقل أهمية. ثم يتم التعامل مع هذه المشكلات وحلها، حتى يشعر بها المواطن، فليس من العقل أن ننتظر المصيبة والكارثة أن تقع ثم نبدأ فى البحث عن حلول لها.
السكك الحديدية ومزلقانات السكك الحديدية مشكلة خطيرة على مستوى مصر كلها ويجب التعامل معها كالآتى:
1 - حصر عدد المزلقانات على مستوى الجمهورية.
2 - لابد من حل سريع فى خلال 3 - 4 شهور وهو البحث عن آلية إلكترونية لفتح وغلق هذه المزلقانات عند مرور القطارات مهما تكلفت على مستوى الجمهورية، ويجب أن توضع عند كل مزلقان كاميرا لرصد أى مخالفة ويمكن زيادة أسعار تذاكر القطارات 25 قرشا لتطوير السكك الحديدية.
3 - النظام اليدوى لغلق وفتح هذه المزلقانات نظام متخلف وغبى وعقيم، ويتسبب فى الكثير من الكوارث.
4 - الحل الآجل وهو عمل كبارى فوق السكك الحديدية أو أنفاق أسفلها لمرور السيارات والمشاة بعيدًا عن مسارات القطارات على مستوى الجمهورية ويعطى لها مدى زمنى من عام إلى عامين للانتهاء منها.
5- التعاون المستمر بين العديد من الوزارات مثل: النقل والداخلية والتخطيط والمالية وهيئة الطرق والكبارى، مع طرح مسابقات على مستوى الدولة لكل من لديه رؤية وطريقة ابتكارية لحل كل هذه المشاكل الذى يتعرض له هذا المرفق المهم.
أتمنى من المسؤولين أن يكونوا على مستوى من المسؤولية يتناسب مع طبيعة الحدث، وليعلن الجميع أنه لابد من أفكار وحلول ابتكارية لحل المشاكل التى نعانى منها، وكفانا السير بالطرق التقليدية العقيمة، وعلى من لا يستطيع تحمل المسؤولية، فليترك منصبه فورًا لمن يستطيع تحمل العبء والمسؤولية.