يا اللى بتسال عايزين إيه.. ده مدرس ب200 جنيه.. يندفع الصوت بقوة من فمه المنهك، ليعلن عن غضب وظلم أربعة أعوام كان لقبه فيها مثل زملائه - المدرسين الموسميين- "معلم أجيال" فى الوقت الذى لا يجد فيه حتى ما يطعم به بناته الثلاثة. ماجد صبرى "المدرس الموسمى" كان أحد الذين شاركوا فى مظاهرة لتحسين أوضاعهم المعيشية التى هى من وجهه نظرة الأغرب لأى معلمين على مستوى العالم "يعنى ممكن مثلا نخش موسوعة جينيس كأقل راتب لمعلم، أو كأغرب اسم مثلاً بدل الفاكهة الموسمية والملابس الموسمية" ليجوبوا شوارع وسط المدينة يعلنوا عن مشكلة 5 آلاف مواطن لم يسمع عنهم معظمنا. "يا سيدى الفاضل المدرس الموسمى ده ذى المدرس بالضبط بس الحكومة أضافت كلمة موسمى من حوالى 15 عاماً عشان تجيب مدرسين تشغلهم ببلاش ومن غير أى حقوق" هكذا يعرف المعلم بمعهد فتيات الشيخ زايد النموذجى الأزهرى عملهم الذى يوجد به حوالى 5 آلاف شخص فى المعاهد النموذجية الأزهرية حول مصر ويضيف "إحنا مثلاً مش ذى معلمين الحصة اللى بيجوا وقت الحصة وخلاص إتعين منهم 9 آلاف خلال العشرين يوم الماضيين إحنا ناس ثابتين فى مدارسنا من سنين وبنحضر طول اليوم ذى زمايلنا لكن ببلاش تقريبا ذى ما أنتو شايفين". ثلاثة أطفال مع عمل براتب 250 جنيهاً على وجه الدقة لمدة أربعة أعوام هى عمر جمال. ك "مدرس موسمى" بالتأكيد هى غير منطقية لنجده الآن على قيد الحياة فلو تم تقسيم المبلغ عليه وزوجته وأولاده بالتأكيد لن يكفى حتى إطعام أسبوع، ولكن جمال كان يملك تفسيراً لهذا ويقول "ببساطة أنا مش عايش إنسان" ويضيف: "يعنى بنخلص شغلنا من 8 صباحا وحتى 3 عصرا لنبدأ دوامة الحياة بحثاً عن أى عمل نجمع منه أموالا تكفى ولو حتى إطعام أولادنا". عشرات الوعود حصل عليها المدرسون الموسميين بالتعيين لم يتحقق منها شىء حتى الآن ولكن الأمر بالنسبة لهم وصل مداه حين بدءوا السؤال عن أرصدتهم التأمينية التى يتم استقطاعها من راتبهم مع باقى المستقطعات التى تصل به من 400 جنيه إلى 250 مثل الضرائب وغيرها ويقول جمال: "فوجئنا أننا ملناش أى أرصدة وأن رصيدنا صفر ولحد دلوقتى كل ما نتابع الموضوع يتقال لينا إنه هيتحل بدون أى حلول". "نفسنا نحس أننا بشر وما نفكرش غير فى تعليم الأجيال اللى بتطلع على أيدينا" يقول المدرس الموسمى وهو يضع طلبه الوحيد هو وزملاؤه أمام شيخ الأزهر والدكتور هشام قنديل ويقول: "بس أحنا عايزين نشوف جدول وخطة تقول لينا أحنا هنتعين أمته وأننا هنتساوى بباقى زمايلنا".