إدراكاً للتداعيات الخطيرة للخلافات العربية وتأثيراتها السلبية على مصالح الأمة العربية وقضاياها المصيرية. وانطلاقا من دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التى أطلقت عملية المصالحة العربية فى قمة الكويت الاقتصادية والاجتماعية، وأهمية بذل المزيد من الجهود لتنقية الأجواء وبناء الجسور بما يسمح بتجاوز هذه الخلافات بعمل جماعى تشارك فيه جميع الدول العربية. وحيث إن امتنا العربية تتطلع إلى أن تشكل قمة الدوحة نقطة تحول إيجابى لتعزيز مسيرة المصالحة وإيصال الجهود المبذولة فى هذا الشأن إلى غايتها المنشودة. نحن قادة الدول العربية نؤكد عزمنا وتصميمنا على المضى قدما فى هذه المسيرة واضعين نصب أعيننا تطلعات وآمال شعوبنا العربية ومصالحنا القومية والاتفاق على جملة من المبادىء والأسس التى يستند إليها التحرك العربى نحو المصالحة وذلك على النحو التالى: أولاً: الالتزام بميثاق جامعة الدول العربية وتنفيذ القرارات الصادرة عنها باعتبارها مرجعية العمل العربى المشترك والهادفة إلى تطويره وتفعيل آلياته فى كافة المجالات. ثانيا: التوجه الجاد والمخلص نحو تنفيذ ما سبق أن تعهدنا به فى وثيقة "العهد والوفاق والتضامن" باعتبارها الأرضية الأساسية لتنقية الأجواء ودعم العلاقات العربية البينية وتحقيق التضامن العربى والحفاظ على المصالح القومية العليا. ثالثا: أهمية انتهاج أسلوب الحوار والتشاور فى حل الخلافات العربية والابتعاد عن إثارة الفتن ولغة التهجم والتوتر والتصعيد على كافة الساحات ونبذ القطيعة والخصام. رابعا: العمل على بلورة رؤية استراتيجية موحدة للتعامل مع التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية وغيرها من التحديات التى تهدد الأمن القومى العربى. خامسا: التأكيد على محورية القضية الفلسطينية وأهمية الالتزام بالاستراتيجية العربية المتفق عليها لتحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. سادسا: أهمية الاتفاق على نهج موحد للتمكن من مواجهة تحدى صراع الحضارات والأزمة الفكرية والثقافية الناجمة عن ذلك وتأثيرهاعلى علاقات الغرب مع الدول العربية ونظرته إلى الأسس الثقافية التى تشكل الوجدان العربى والتى كان من نتائجها تنامى شعور الشك ومظاهر التوتر بين الغرب والإسلام عموما وبينه وبين العالم العربى على وجه الخصوص. من ناحية أخرى عقدت اللجنة السباعية العربية، المكلفة ببلورة الموقف العربى بما يخص آخر التطورات المتعلقة بالملف الفلسطينى والتطورات فى إسرائيل اجتماعا لها فى العاصمة القطرية الدوحة. وتتكون اللجنة السباعية من فلسطين، ومصر وسوريا والأردن ولبنان وقطر والجزائر وجامعة الدول العربية. واتفقت اللجنة خلال الاجتماع على صياغة بيان يقدم للقمة العربية الحادية والعشرين يتعلق بالموقف العربى من تطورات عملية السلام وما يجرى فى إسرائيل فى ضوء هيمنة اليمين واليمين المتطرف على الحكومة هناك، وفى ظل استمرار التصعيد الإسرائيلى على الأرض المتمثل بالاستيطان وتهويد القدس، وهدم المنازل، وإقامة جدار الضم والتوسع العنصرى. أشار البيان إلى أن الدول العربية طرحت مبادرتها للسلام، وأنه لا يوجد تجاوب من الجانب الإسرائيلى، بل على العكس صعدت دولة الاحتلال من عدوانها على الأرض. طالب البيان اللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولى ودول الاتحاد الأوروبى للضغط على إسرائيل لكى تكون شريكا حقيقيا فى عملية السلام، وقال: لا يجوز أن يبقى العرب ينتظرون تماما عاما بعد عام دون أن يتحقق تقدم فى المفاوضات، بسبب السياسات الإسرائيلية. وطالب مشروع البيان الذى بلورته اللجنة وسيقدم للقادة فى القمة غدا أيضا بفك الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة، لتسهيل حياة المواطنين الفلسطينيين، والبدء بعملية إعادة إعمار القطاع تبعا لما تقرر فى مؤتمر شرم الشيخ للمانحين فى الثالث من الشهر الجارى. ودعا مشروع البيان الفصائل الفلسطينية للإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة توافق وطنى، تستطيع إعادة اللحمة الفلسطينية، والتحضير للانتخابات فى الأراضى الفلسطينية. وشدد مشروع البيان على ضرورة التحرك نحو القضاء الدولى لتقديم مجرمى الحرب الإسرائيليين للعدالة على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطينى.