صرح فاروق حسنى وزير الثقافة بأن البعثة الأثرية المصرية العاملة بوادى الملوك بالبر الغربى بالأقصر تحت رئاسة د. زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار، كشفت عن العديد من الاكتشافات الأثرية والتى من الممكن أن تغير المفهوم التاريخى لعصر الدولة الحديثة (الأسرات 18-20). وأضاف أن هذه البعثة والتى بدأت أعمالها منذ عام 2007، ركزت جهودها فى ثلاث مناطق بوادى الملوك وهى: المنطقة الواقعة بين مقبرتى الملك مرنبتاح والملك رمسيس الثانى والمنطقة الواقعة إلى الجنوب من مقبرة الملك توت عنخ آمون ومنطقة الوادى الغربى المعروفة باسم وادى القرود، حيث تقع مقبرتا الملك أمنحتب الثالث والملك أى. وأوضح د.حواس أن البعثة المصرية عثرت فى المنطقة الواقعة بين مقبرتى الملك مرنبتاح ورمسيس الثانى على قناة لصرف المياه والتى من المرجح أنها ساعدت على منع مياه السيول من الوصول إلى المقابر الملكية بالوادى، وعند نهاية القناة عثرت البعثة على بقايا حائط حجرى لمنع وصول مياه السيول والأمطار التى تهطل من حين لآخر. ويعتقد د.حواس أن هذه المنطقة الواقعة أسفل القناة ما هى إلا منطقة نمو شجرة مقدسة تتجمع عندها "دموع الآلهة"، وعثرت البعثة أيضا على حوض من الحجر والذى من المرجح أن يكون استخدم لتخزين الأكل والمياه، حيث إن هذا المكان استخدم كاستراحة للعمال الذين قاموا بحفر المقابر. أما المنطقة الثانية والواقعة جنوب مقبرة الملك توت عنخ آمون (1355-1346 ق.م)، فقد اكتشفت البعثة فيها بقايا أبنية صغيرة من الحجر والتى من المرجح أن تكون مخازن استخدمها المصرى القديم لتخزين الطعام أو القرابين أو مواد التحنيط، هذا بالإضافة إلى كهف منحوت فى الصخر ومجموعة من الأكواخ والتى استخدامها العمال للراحة. وقد حدد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون موقع هذه الأكواخ، ولكنه لم يقم باكتشافها. وأضاف د.حواس أن أعمال الحفائر امتدت إلى منطقة شمال شرق مقبرة الملك سيتى الأول (1314-1304 ق.م) حيث عثرت البعثة على علامات قطع فى الصخرة الموجودة تحت الاستراحة الحديثة بوادى الملوك، مما قد يؤدى إلى الكشف عن مقبرة جديدة بالمنطقة . وقد عثرت البعثة أيضا على المئات من الجرافيتى (أحجار صغيرة توجد عليها كتابات مصرية قديمة) الذى لم يكتشف من قبل. وقد وجد على أحد هذه الجرافيتى نص يوضح أن الوزير "وسرحات" Userhat بنى مقبرة والده الوزير "آمون ناخت "Amon” “nakht فى المنطقة المعروفة باسم "ست ماعت" Set-Ma‘at أو مكان الحق، كما أن هناك نصا آخر ذكر عليه اسم "ورت" ًWeret وهو يمثل الجزء الأول من اسم ملكة غير معروفة تحمل لقب زوجة الإله. ويعتبر هذا اللقب أهم الألقاب الدينية والتى منحت للمرأة مع بداية عصر الأسرة الثامنة عشرة، هذا بالإضافة إلى أوستراكا رسم عليها صورة لملكة تقدم القرابين، وخرطوش كل من الملكين سيتى الأول ورمسيس الثانى(1304-1237 ق.م) وقطع صغيرة ملونة من الفخار ترجع لعصر الدولة الحديثة. أما المنطقة الثالثة فمازالت أعمال الحفر فيها قائمة للبحث عن مقبرة الملكة "تى" زوجة الملك أمنحتب الثالث (1410-1372 ق.م) والذى تقع مقبرته فى هذه المنطقة. ويقول د.حواس إنه بما أن الملكة "تى" زوجة الملك أمنحتب الثالث فمن المؤكد أنها دفنت بجواره، وإذا كانت أخت للملك "أى" فمن المؤكد أن مقبرتها فى هذه المنطقة، حيث إنها دفنت بجوار زوجها وأخيها.