مثلما يفتخر أهل الأقصر بأن مدينتهم خالدة منذ آلاف السنين، أيضا يعتزون بأوليائهم وأضرحتهم، لذلك يمكن تفهم نقل ضريح "سيدى المقشقش" الواقع فى طريق الكباش بين معبدى الأقصر والكرنك، أثار أزمة فى بلدة حتشبسوت بين المجلس الأعلى لمدينة الأقصر، وعشاق ومريدى "المقشقش"، خاصة وأن تاريخ الضريح يعود إلى ما قبل الاحتلال البريطانى لمصر. محمود محمد أحمد (52 عاما) أحد المتصوفة الموجودين بالمسجد قال لنا "يؤثر فى نفسى هدم مسجد المقشقش، فأنا نشأت فى هذا المسجد، ولى وجهة نظر أتمنى أن تسمعها الحكومة، فإذا كان الهدف هدم المسجد لتفريغ طريق الكباش، فمن المفروض أن الدكتور سمير فرج يبدأ الهدم من معبد الكرنك نزولا جنوبا إلى معبد الأقصر، وليس بالعكس مثلما يفعل الآن، بعدها يأخذ أمتارا بسيطة من المسجد وليس كل المسجد للوصول وإظهار طريق الكباش مثلما يريد". بسؤال المتخصصين عن بدائل نقل الضريح وهدمه؛ قال الدكتور يس زيدان أستاذ ترميم الآثار بجامعة القاهرة، "طريق الكباش فكرة عالمية ورائعة ولكن المساجد فى الأقصر على مدار تاريخها تعرضت للإزالة، ولكن توقف إزالتها فى نفس الوقت كمسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى، نظرا لقربه من معبد الأقصر، كان معرضا للإزالة، إلا أن المسجد وما يمثله من جمالية عالية، وخاصة مئذنته التى تمثل شكل مبخرة لم يتم إزالته". المفاجأة الكبيرة كانت فى إجابة الدكتور شمس الدين الحجاجى أستاذ الأدب العربى، وهو أحد أبناء الأقصر، سألناه عن سيدى المقشقش، فأجاب أن الضريح نقل من مكانه فى خمسينيات القرن الماضى، وأنه علينا قراءة روايته الشهيرة "نور الدين" لنعرف مكان سيدى المقشقش.