التقى أمس الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى، وأسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر بالعلامة الدكتور محمد طاهر القادرى، مؤسس جامعة منهاج القرآن العالمية، والرئيس الشرفى لفرع الرابطة بباكستان، حيث تباحث الطرفان سبل تطوير فرع الرابطة بباكستان، ووضع تصور مستقبلى للفرع حتى يسهل على القائمين به تأدية رسالة وأهداف الرابطة وفروعها من نشر تسامح الدين الحنيف واعتدال منهج الأزهر الشريف حول العالم. عقد اللقاء بمقر الرابطة بحضور نخبة من الإعلاميين، حيث ألقى د. محمد طاهر القادرى، خلال اللقاء الضوء على عظمة تواجد كيان يجمع خريجى الأزهر فى كل أنحاء العالم مثل الرابطة، مؤكدا أن أهداف الرابطة هى خدمة الأزهر ورسالته العالمية إذا تنتهج ذات الدرب الذى يسير عليه وهو ترسيخ فكر الاعتدال والوسطية التى بمقدورها محو فكر الإرهاب والتشدد والتطرف، وهى تلك الآفات التى ابتلى بها العالم اليوم. وأوضح القادرى أن فرع الرابطة فى باكستان برئاسة نجله الشيخ حسن القادرى لا يدخر جهداً فى تحقيق أهداف الرابطة الرامية إلى نشر فكر الوسطية وتحقيق الوحدة بين صفوف أفراد الأمة الإسلامية،حيث بدأ الفرع أعماله وحقق بعض الإنجازات الهامة فى مقره بجامعة المنهاج بتعاون السفارة المصرية لدى العاصمة إسلام آباد وأبناء الأزهر الشريف. وأضاف أن الفرع قد قام بنشاطاته فى العاصمة إسلام آباد، وهو المقر الرئيسى بباكستان الذى أهدته جامعة المنهاج بنايته لكى يتمكن من تحقيق أهدافه بتعاون أبناء الأزهر الشريف المنتمين إلى مختلف المعاهد والجامعات والأساتذة الأزهريين المبعوثين إلى الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد، مشيرا إلى أنه تمت عدة مشاريع للفرع شارك فيها عدد كبير من الجامعات والمعاهد والمدارس والمؤسسات العلمية والفكرية، كما يقوم أساتذة الجامعة الإسلامية العالمية بالإشراف على النشاطات التى يقوم بها الفرع، لافتا إلى وجود مكتب إقليمى آخر للفرع بمنطقة لاهور. ورداً على سؤال طُرح خلال اللقاء عن كيفية قطع الصلة المغلوطة بين الإسلام والإرهاب وكيفية التخلص منها، قال العلامة القادرى، إن المشكلة تكمن فى أن الإسلام أصبح فى عيون الغرب هو دين العنف والشهوات والديكتاتورية والتعصب والجهاد، وهى تلك الصورة التى تعكسها وسائل الإعلام الغربية، ومع الأسف فالعالم الإسلامى يساعد على نشرها من خلال السلوك غير اللائق، الذى استغله البعض فى تشويه صورة الدين الإسلامى، وأيضًا تقصير المسلمين فى استخدام وسائل الإعلام الحديثة فى تصحيح صورة الإسلام عند الغرب والعمل على إبراز العادات والتقاليد والثقافات العربية، حتى أصبحت الحاجة ماسة الآن لإنشاء كيان إعلامى عربى قوى يعمل على رصد كل ما يبث فى القنوات الغربية من أخبار وأفلام تسىء للإسلام لتصحيح ما يصدر عنها من تشويه وافتراء وتهم، وتلك أيضاً مهمة منظمات العالم الإسلامى، التى أصبحت لا تجدى خطواتها على أرض الواقع فلابد أن تخلق لها فكرا جديدا بناء وقيادة تتسم بالحرية والتأثير الإيجابى والعمل على التفرقة بين الخلاف والاختلاف، فالمذاهب وتعددها هى رحمة للأمة فهى بمثابة الخادم للدين تأتى بأنواعها حسب التغيرات السياسية والاجتماعية الطارئة، والدين هو المخدوم وليس حقًا للخادم أن يعلو على مخدومه فهو الأصل. وشدد القادرى على أهمية الرجوع لمنهجية الأزهر فهو الدواء الشافى لكل داء فى هذا العصر، فالتمسك به يعنى التمسك بالعدل والاعتدال والإحسان، وهى المعانى التى يدعو إليها دين الإسلام الحنيف، فليس هناك مكان فى الإسلام للأعمال العنيفة لأن الوسطية هى منهجية الأزهر وشرف الأمة المحمدية. من ناحية أخرى أعرب أسامة ياسين عن سعادته البالغة لأن تتشرف الرابطة بزيارة العلامة القادرى، الذى يعتبر أحد العلماء الكبار الذين يستطيعون أن يقدموا دورا كبيرا وواسعا باسم الرابطة فى خدمة الإسلام والمسلمين.