-عادل منصور: بعد الثورة فضل أبنائى أن أقيم عندهم -الحاج رمضان حسين: أصدقائى فى دور المسنين "يحموننى" -رياض فهيم: وضعت 3 كوالين لباب الشقة وترباسين "ثورة 25 يناير" خلفت الكثير من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية، بل إن هناك أمراضا نفسية انتشرت من أهمها الخوف من الفوضى وانتشار البلطجة والانفلات الأمنى الذى بات المعلم الرئيسى لمختلف شوارع مصر، وتغلغل الخوف فى نفوس كثيرين، خاصة كبار السن الذى انتاب بعضهم حالة من القلق والرعب لكل من يطرق بابهم أو عندما يسمعون دبيب أقدام تقترب من مساكنهم، و"اليوم السابع" ترصد حال المسنين من الانفلات الأمنى بعد الثورة. يقول عادل منصور، أبلغ من العمر 66 عاما، وأعيش بمفردى فى المنزل بعد وفاة زوجتى وزواج أبنائى، وأقوم بإحضار متطلباتى بنفسى، إلا أن بعد قيام الثورة فضل أبنائى أن أقيم عند أحدهم حتى يطمئنوا على، كما أنهم لا يسمحون لى بالخروج إلا بصحبة أى منهم، خاصة بعدما حكيت لهم أن أحدا طرق على الباب فى منتصف الليل، وعندما سألته من الطارق رد على قائلا "مش دى شقة عبد الفتاح"، فكيف يتزاور الناس فى مثل هذه الأوقات ولا يعلمون تحديدا بمساكن بعضهم البعض. "أشعر أن دار المسنين هى المكان الأمان بالنسبة لى"، هذا هو كلام راوية عبد المنعم، حيث تقول كنت أجلس بمفردى فى المنزل بعد وفاة زوجى، إلا أنى قبل الثورة بشهور فضلت الإقامة بدار للمسنين حتى أجد من أكلمهم وأنشغل معهم بأمور الحياة، وألا أكون وحيدة والفراغ يقتلنى، وبالفعل كان هذا القرار مناسبا لظروفى، ووجدتنى أثناء أيام الثورة فى وسط عائلة كبيرة تضمنى نتبادل فيها الحوارات، ونشاهد ما يحدث عبر شاشات التلفاز ونعلق على ما يحدث، وبين فترة وأخرى أجد أحد إخواتى يطمئنون على شقتى وإنها مازالت بخير لم تمسها أيدى اللصوص الذين انتشروا بعد الثورة، وكفى أن سيارة زوجى الراحل قد سرقت من أمام المسكن وفى وضح النهار. "الناس والونس" أكثر ما يبحث عنه كبار السن، هكذا بدأ متحدثا الحاج رمضان حسين الذى يؤكد على أن دور المسنين من أفضل التجمعات التى يجد فيها الإنسان ذاته، ويكون عضوا فى جماعة مناسبة له فى السن، فقد عاشوا أحداث الوطن سويا ولهم أحاديث مشتركة عن العمل والأبناء، ووجدتنى أبحث عن دار للمسنين فى منطقتى أعيش فيها ما تبقى لى من أيام وسط أصدقاء وأحباء وأناس يؤمنون وجودى بينهم، خاصة بعدما صار الانفلات الأمنى هو الواقع الذى نعيشه يوميا منذ قامت ثورة يناير، وبعد حادثة سرقة تعرض لها جارى بالدور الأول حيث سرق أحد اللصوص مشغولات زوجته الذهبية والتليفونات المحمولة لأبنائه، بعدما اقتحم الشقة ودخلها من البلكونة وكان ذلك فى الساعة الثانية ظهرا. بينما يرى رياض فهيم أنه أصبح أكثر قلقا على أبنائه، حيث يستيقظ من النوم ليلا ليتأكد أن باب الشقة مغلقا بالترابيس والمفاتيح، حيث يقول "قمت بعد الثورة بوضع 3 كوالين لباب الشقة بدلا من واحد وترباسين، كما أنى لم أعد أفضل بقاء أحد من ابنائى بمفرده داخل الشقة إلا وكنت معه أو والدته حتى أكون مطمئنا، كما أننا نقوم بإغلاق باب العمارة طوال الليل والنهار، وكل جار يمتلك مفتاحا خاصا به، وكفى أنه تمت سرقة عجلة ابنى وهى فى مدخل العمارة. "الرب واحد، والعمر واحد" هذا بداية حديث الحاجة حسنية إبراهيم التى تجاوزت 70 عاما، حيث تقول "أنا عايشة وسط جيرانى وأبنائى يأتون بين الحين والآخر يقضون لى طلباتى ويجلسون معى، وهكذا حالى قبل الثورة وبعدها، وأيضا كان لصوص يسطون على الأفراد والمنازل بعد الثورة وبعدها، ما حدث فقط هو مزيد من الانفلات الأمنى وكثرة الحرامية وربنا الستار والحافظ". ويعلق الدكتور فاروق لطيف، أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة عين شمس، قائلا، إن الإنسان إنسان منذ أن يولد، أيا كانت مرحلته العمرية، فهو يتغير مع متغيرات الزمن ومع اكتسابه من خبرات، حيث إن مرحلة الطفولة يتعلم الإنسان كيف يفكر، وفى العشرينيات من العمر يفكر يتعلم كيف يستقل، وبعد ذلك يتعلم كيف يعيش بمفرده وبإرادته، ويظل ينهل من الحياة من خبرات ومع مرور السن يحتفظ بعواطفه ولكن يتحكم فيها بخبراته. ومع متغيرات الثورة فى المجتمع إذا كان الإنسان له توجهات أو طموحات أو أفكار خاصة بالمجتمع، يكون التفاعل كله حسب اتجاهه لا فرق بين شاب أو كهل طالما أن جهاز المخ سليم، وطالما أن ذهن الشخص واعٍ وجسمه سليم سيتفاعل مع ما يدور حوله من أحداث، إلا أن كبار السن قد يكونون أكثر خبرة وحكمة، وإن ما يعانون منه فقط بعض المشاكل الذاتية كأن يكون هناك نقص فى المقدرة العضوية، أو الفكرية أو العقلية هذا فقط ما يؤثر على تفاعلاتهم فى المجتمع.