بين ثنايا الوجوه، ورسمها على النهود تلك الرموش المتساقطة من شبح كان ينوى بعضاً من هروب، متعلقاً بها مازال، يعشقها، استوقفته، نهرته.. فتاة فى العشرينات من عمرها، ذكية تبدو على ملامحها مظاهر الأنوثة الخادعة !سخونة تتجاذبها أحلامها، لمن يمتلك تحقيقاً لها!! لا تعلم أنه ما زال يئن من البرود الذى يلف جسدها كلما حاول الاقتراب، كثيرة تلك الأوقات التى كانت تداعبه فيها بنظرة تحمل بين طياتها دفئاً ممزوجًا ببعض التلون الممزوج بخداع عبر عينين تبحث دوما عن طريق، يوصل بصاحبته لعنان وآمال وأمنيات، فهى دوما تتمنى اللحاق، ولا مانع من التخلى عن بعض ذلك الشىء المسمى أخلاق، ولكن صاحبنا لم يكن يملك ما يوصلها لأهدافها، يحبها وكفى! ما أربك صاحبنا، فضح الأحلام، تعارفا، تناجيا، ثم كان انسحابها، لم يكن كثيفا شعرها، ولا كان متناسقا كلامها، تبيح لزملائها بالضحكات، تلملم ما تبقى من حيائها أمام مرآة صغيرة تحتفظ بها داخل حقيبتها، المملوءة بسموم أفكار تنفذ منها ما يتسق وانهيار وجدان صاحبها الحالم، الذى اعتاد الهروب، لكنه هذه المرة لم يرتم إلا بقلب لم يعد قادرا إلا على أخذ ما تبقى من دفء سنوات مرت، كما مر من قبل سحاب، فمن يستطع منا اللحاق به ذلك السحاب الذى كان ممزوجا بالأحلام، بالسعادة التى كان يرسمها من قبل الفنان، ويتغنى بها الشعراء، زمن كان فيه الحب طاهراً، كان صاحبنا يمنى نفسه باللقاء، ولكن هيهات فهو لم يكن يدرى أن أحلام حبيبته أبعد من قبلة وأعمق من دفئها تلك الأحضان. نشيطة مازالت تمارس عقيدتها البلهاء تسيطر عليها أنوثة مفتعلة يغلفها ركام من الأحلام ونسق جديد يبيح لها الانغماس، لقد أصابها العطب وتحول جسدها لمرتع لمن أراد أن يصعد بها درجة فى سلم الترقى، خادعة، يائسة، لم تكن تدرى أنه ليس بالنهود وحدها ترتقى سلم المجد، مجد زائف، كم كان صوتها معبراً وهى ترقد منفردة تستدعى ذاكرتها، فهى لم تعد قادرة على الفعل، لم يعد جسدها ملكا لها، صار ملكاً لأحلامها، التى تساقطت حلما.. حلما، أسطورة كانت تملأ مكانها أنوثة، أصبحت تلعن أحلامها، انزوت بركن بعيد تستجدى، تخشى، كيف تسأل عن طبيب يعيد إليها بكارتها، من تسأل؟ لقد أجازوا لها الرتق!!! بمن إذن ستستعين؟ قالت لنفسها "هناك أحلام لم تتحقق بعد!!!!!"