كنت لا أتمنى أن يحمل مقالى هذا العنوان "مصر فى خطر"، لكنها وبكل أسف الحقيقة التى لا بد أن يعيها الجميع، نعم مصر فى خطر ولن يزول هذ الخطر إلا إذا توحدنا من جديد وعادت إلينا روح ثورة يناير التى ألفت بين القلوب، فكنا إخوانا متحابين لا نرى أمام أعيننا سوى مصر، أين هذه الروح الجميلة التى طالما اشتقنا إليها؟ ولماذا ولت بعيدا؟ هل أصبحت مصر وليمة يريد الجميع أن ينال منها، إنَّ مصر لا تستحق ما يحدث لها لاسيما هذه الأيام، أفيقوا أيها المصريون الوطنيون المخلصون فمصر مستهدفة من الداخل والخارج، فلنقف جميعا كالبنيان ضد كل من يعبث بأمنها واستقرارها ومصائر شعبها، أسمع بأذناى مصر وهى تئن وتبكى على حال أبنائها، ودعونى أتحدث بمنتهى الصراحة أنه لا يوجد فى الوقت الراهن من قلبه يبكى ويتألم على الحالة المتردية التى وصلت إليها بلدنا الغالية "إلا من رحم ربى" فلم نعد نرى ونسمع أو نقرأ فى أغلب وسائل الإعلام (المرئية والمسموعة والمقروءة) سوى إشعال الفتن والتحريض والتخوين والدعوات المتعاقبة لمسيرات ووقفات واحتجاجات واعتصامات واتهامات متبادلة وبلاغات للنائب العام من هنا وهناك واعتراضات تسجل على كل شئ يحدث، وتصارع على السلطة والمناصب، والنفاق وإخفاء الحقائق وعدم الشفافية فى كل شىء يحدث حولنا، فالحقيقة ضائعة فى كل شىء، ولا ندرى كيف السبيل للخلاص من كل ما يدور حولنا، أين مصر من كل هذا وذاك، انشغل الجميع بالجزء وتركوا الكل، انشغلوا بالإخوان تارة والليبراليين تارة، والعلمانيين تارة، والسلفيين تارة، والمسيحيين تارة، ونسوا أن كل هؤلاء هم "جزء" صغير من "كل" هو (مصر) التى تحتضن الجميع وتحتويهم، فأين من كل هؤلاء من يحتويها، إن مصر كما قيل عنها ليست وطن نعيش فيه إنما هى وطن يعيش فينا، ألا نستحى من أنفسنا ونقدم لمصر كل الحب والرفق الذى تحتاجه فى هذه المرحلة الحرجة، أيها المصريون أعيدوا لمصر مجدها ومكانتها ولتعلموا أن ما ستقدمونه لمصر هو رد للجميل، حفظك الله يا مصر وحفظ شعبك العظيم.