دعا لورانس هاس، الخبير البارز بمركز السياسة الخارجية الأمريكية، إلى ضرورة أن تعيد واشنطن النظر فى استراتيجيتها الخاصة بتقديم المساعدات إلى مصر. وقال هاس، الذى عمل كمدير الاتصالات لنائب الرئيس الأمريكى الأسبق آل جور، إنه فى ظل تطور العالم وما يقدمه ذلك من تحديات جديدة للأمن القومى الأمريكى، فإن أنماط المساعدات الخارجية التى تقدمها الولاياتالمتحدة يجب أن تتطور بدورها. وأكثر ما ينطبق عليه ذلك هو مصر التى تحول نفسها بشكل تدريجى من بلد نظامها استبدادى علمانى يميل إلى الغرب إلى دولة إسلامية بشكل متزايد يديرها الإخوان المسلمون الذين هم معادون للغرب ولا سيما الولاياتالمتحدة. وتابع الكاتب فى مقاله على موقع "يو إس نيوز" الأمريكى اليوم قائلا: رغم أن حسنى مبارك لم يكن نموذجا للحرية ولا متبنيا للقواعد الديمقراطية، إلا أن واشنطن أمطرت مصر فى عهده بأكثر من مليار دولار من المساعدات السنوية لتأييده معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتى كان حصنا للسلام الإقليمى الذى ترعاه أمريكا. ويرى الكاتب أن على واشنطن أن تستخدم نفوذها، حيث إن المساعدات الأجنبية تستخدم للضغط من أجل تبنى نهج أكثر ودا للولايات المتحدة من جانب القاهرة سواء فى علاقتها الإقليمية أو سلوكها فى الداخل. ومصر فى هذا الوقت فى حاجة إلى أموال أمريكا وقيادتها المالية للعالم من أجل تجنب انهيار اقتصادى بما يمنح واشنطن نفوذا أكبر مما لديها. ويمضى هاس قائلا إنه لو كانت إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل فى كسب ود مرسى والحكومة التى يهيمن عليه الإخوان، من خلال قرارها إطلاق مساعدات لمصر وشطب مليار دولار من الديون المستحقة عليها، فإن القاهرة تبعث إشارات مقلقة بشكل متزايد إلى واشنطن بشأن ما إذا كانت مصر ستحافظ على السلام مع إسرائيل. وكان مرسى قد دعا من قبل إلى إلغاء المعاهدة وقال وزير خارجيته مؤخرا إن إسرائيل تنتهكها. وتحدث الكاتب عن الإجراءات التى رآها مثيرة للقلق فى مصر مثل محاولات فرض الشريعة وتقييد حرية الإعلام وتجاهل الهجمات المستمرة على الأقباط. ورأى أن هذا كله لا يجعل مصر بالنسبة للولايات المتحدة لا حليفة تدعم مصالحها ولا دولة تشاركها قيمها. ودعا هاس بلاده إلى ضرورة التوقف عن وضع عربة المساعدات الخارجية أما حصان المصلحة الذاتية، وطالب بضرورة التوضيح بأن المساعدات ليست مجانا وأنها لها عدة مرفقات مهمة. وأضاف يجب على واشنطن أن توضح للقاهرة أنها تسعى إلى شريك يساعد فى بناء منطقة أكثر أمنا تتخلى فيها إيران عن طموحاتها النووية، ولا يوجد بها دول ترعى الإرهاب ويعيش فيها المسلمون واليهود فى سلام. وشدد الكاتب على ضرورة أن تؤكد واشنطن للحكومة المصرية دعمها لوعود ميدان التحرير التى تسمح بمجتمع مدنى قوى وأحزاب معارضة وإعلام مستقل وانتخابات حرة سمحت بوصول الإخوان إلى السلطة لكن لا تضمن انتصارهم. وختم هاس مقاله قائلا إن المساعدات الخارجية الأمريكية هى أداة هامة لتعزيز مصالح الولاياتالمتحدة فى الخارج، ولا يجب على واشنطن أن تنسى أن استخدامها يكون بهذه الطريقة.