ناقش الدكتور محمد بريرى والدكتور مدحت الجيار والشاعر محمد فريد أبو سعدة والشاعر فتحى عبدالله ديوان الشاعر جرجس شكرى "تفاحة لا تفهم شيئا" بأتيليه القاهرة، وحضر المناقشة عدد كبير من الشعراء والنقاد، بالإضافة للمخرج عصام السيد الذى عبر عن إعجابه بالديوان، خاصة أنه يحمل صورا مسرحية كثيرة جدا. فى البداية تحدث الدكتور مدحت الجيار قائلا: يقوم هذا الديوان على فكرة مصرية ولغة عربية مصرية وأعنى بذلك أن الشاعر يحتضن فى جوفه الشعرى كل الحضارات المصرية التى نهضت على أرض مصر، كما أنه يستخدم اللغة العربية الميسرة قريبة الفهم لدى المصريين ولا يخلو من إيقاع عام للديوان مجازا يتدخل فى كل سطر حتى ولو أوهمك الشاعر بأنه يستخدم لغة الحياة اليومية. كما أنه يختزن فى هذا الديوان خبرة عميقة فى النصوص الشعرية القديمة من التراث العربى وأيضا الشعر الحديث ونحن أمام ديوان متميز دون شك. أما الدكتور محمد بريرى فيرى أن الديوان فى أول قصائده يكشف عن الطريقة المثلى فى كتابة الشعر فنجد اللغة كائن حى لكنها تتحول عن طريق مستخدميها إلى أداة للغش وبذلك تنتهى فاعليتها ويدلل بريرى من القصيدة بعبارة "تكره الدولة وتحب الموسيقى" فيرى بريرى أن هذه العبارة تستحق وقفة خاصة فلماذا يقترن حب اللغة للموسيقى بكراهيتها للدولة ولماذا يقيم النص تضادا بين الموسيقى والدولة فالدولة تقترن بفكرة السلطة والتسلط وحلم الحرية وكبت حلم الإنسان بالحرية وهى لذلك عكس الموسيقى أكثر الفنون تجريدا وتحررا فى الحواجز الإيديولوجية. وإذا كان الشعر يكره الدولة فإنه يحب الوطن، بل إن حلمه الوحيد أن يمتلك وطنا حرا حتى لو كان مستعملا مثلما قال الشاعر جرجس شكرى: "فهل تبيعنا وطنا يا عم ولو مستعملا؟ وكان الشاعر قد قال: نملك كل ما من شأنه أن يجعل المكان الذى نعيش فيه وطنا فنحن نملك بيوتا وشوارع وشرطة ورئيسا وبشرا وحيوانات بل وحبال غسيل فنحن نملك مفردات الوطن لكننا لا نملك وطنا نحن رعايا فى دولة فماذا يفعل الشاعر إزاء هذه المعضلة لا يملك إلا حلمه أو أسطورته فيقول: "أحلم أننى أخبز دولة وأمنحها للمساكين" فالشاعر لديه رؤية لشكل الدولة يحلم بها. يذكر أن الشاعر جرجس شكرى له أربع مجموعات شعرية منها: بلا مقابل، أسقط أسفل حذائى، ورجل طيب يكلّم نفسه، وترجمت أشعاره إلى الألمانية والإنجليزية والفرنسية والسويدية والهولندية ولديه أيضاً كتاب "تمارين الحرية" وهو دراسة عن المسرح المستقل وهو إحدى منشورات مكتبة الإسكندرية.