كشف الدكتور عبد الناصر الجميل، عميد المعهد العالى للفنون المسرحية سابقًا، عن مفاجأة من العيار الثقيل، دفعته لتقديم استقالة مسببة من عمادة المعهد، بسبب التأخير فى إحالة عدد من المخالفات التى كشفها للنيابة الإدارية، تمثلت فى وجود حالات اختلاس مالية منسوبة لأحد أكبر أساتذة المعهد، ومخالفات إدارية قدم بشأنها مذكرة تفصيلية لرئيس الأكاديمية خاصة بوكيلة معهد الفنون المسرحية، تضمنت واقعة تزوير فى أوراق ترقية أحد الأساتذة بالمعهد. وأوضح "الجميل" فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" أن رئيس الأكاديمية كلفه بالتحقيق فى شكوى مقدمة ضد أحد الأساتذة فتوصلت التحقيقات لوجود مخالفة اختلاس مبالغ مالية من مستحقات عدد من أعضاء هيئة التدريس، من واقع شهادتهم المدونة فى محاضر التحقيق، حيث تم التلاعب فى استمارات الاستحقاقات والمكافآت الخاصة بأعضاء الهيئة، وبعض الإداريين، وأنه عندما طلب من "مهران" إحالة القضية للتحقيق للنيابة العامة أو الإدارية، باعتبارها الحق الأصيل فى استكمال التحقيقات، لم يتم إحالتها إلا عندما هاجم بعض أعضاء هيئة التدريس والطلاب "مهران"، وعلمت بأن الأوراق تحولت للتحقيق عقب اجتماع مجلس الأكاديمية مع الوزير. وأشار "الجميل" إلى أن الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، طلب من "مهران" خلال الاجتماع الذى حضره مجلس الأكاديمية "تهدئة الأوضاع لأن سياسية الدولة الآن هى التهدئة" وإلغاء هذا الملف من جدول أعمال الجلسة، وعدم النظر فى الاستقالة المسببة التى قدمتها، مضيفًا "وهو ما دفعنى للاعتراض والانسحاب من الجلسة". وقال "الجميل" بعد ذلك فوجئت بأن وزير الثقافة طلب من رئيس الأكاديمية عودة هذا الأستاذ فى أحد المناصب القيادية فى المعهد، فقلت ل"مهران" بالنص "خلى الوزير يطلع له قرار وزارى حتى لا تتحمل المخالفة المالية والقانونية وأنه لا مانع من عودته كأستاذ وليس كقيادة لحين الانتهاء من التحقيق"، إلا أن "مهران" أعاده لمنصبه وكأن شيئًا لم يكن. وأشار "الجميل" إلى أنه تقدم بمخالفات مالية وإدارية صدرت من الدكتورة نبيلة حسن، وكيلة المعهد العالى للفنون المسرحية، منذ شهر مايو تتلخص فى تمكين بعض الطلاب من التسجيل والدراسة لمدة ثلاثة أسابيع فقط، من عدد اثنى عشر أسبوعاً، ورفضها تأمين خزينة الامتحانات، وإعطاء مفتاحها لإداريين - على الباب الرابع – وعدم تطبيق وتنفيذ اللائحة الداخلية للمعهد، نتج عنها أن هناك بعض المواد لم تدرس حتى نهاية الفصل الدراسى. وأوضح "الجميل" أن من أهم مخالفات وكيلة المعهد أنها قامت باعتماد أعمال مقدمة لترقية الدكتور علاء قوقة، مستغلة سفره خارج البلاد، وتضمنت هذه الأوراق ما يفيد بأن "قوقة" لديه بحث مقبول للنشر، وقد ثبت أن هذا المستند "مزور"، لافتًا إلى أن الدكتور أحمد سخسوخ، العميد الأسبق للمعهد العالى للفنون المسرحية والأستاذ بأكاديمية الفنون، هو من قام بإصدار خطاب بصفته رئيس التحرير التنفيذى لمجلة المسرح التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، يفيد بأن "قوقة" لديه بحث بعنوان "تقنيات الأداء التمثيلى الكوميدى لشخصية الزوج فى مسرحية الرجال لهم رؤوس"، وأنه مقبول للنشر، موضحًا أنه حينما أراد أن يستعلم عن أحقية "سخسوخ" فى إصدار مثل هذه الخطابات، تبين أن "سخسوخ" لم يحصل على موافقة من الأكاديمية بالعمل فى أماكن أخرى، وهو ما يعد مخالفة للقانون، ليكتشف بعد ذلك مفاجأة تمثلت فى أمرين، أولهما أن الخطاب ممهور بختم إدارة السكرتارية، وليس بختم رئيس مجلس الإدارة كما هو معمول به، وهو ما دفعه للاستفسار من الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة، ليكتشف المفاجأة الثانية، وهى أن المجلة متوقفة منذ خمسة أعوام وغير محكمة. وأضاف "الجميل": أنه بناءً على هذا فقد عرض مذكرة كاملة تضمنت جميع المخالفات التى ارتكبتها وكيلة المعهد وتمت مناقشتها فى المجلس الذى أقر بضرورة تحويلها للتحقيق، وقمت برفعها إلى رئيس الأكاديمية لاتخاذ الإجراءات القانونية والتحقيق معها، ثلاث مرات، إلا أن البطء دفعنى لتقديم استقالة مسببة فى 9 أغسطس 2012، وقام "مهران" بالتأشير عليها للعرض على مجلس الأكاديمية، حيث استدعى وزير الثقافة لحضور الجلسة، فطلب "عرب" منى أمام جميع أعضاء مجلس الأكاديمية "التهدئة" وعدم إعلان أى مخالفة مالية أو إدارية بحجة "أن سياسية الدولة تطلب التهدئة فى الوقت الحالى"، فاعترضت قائلاً "إن سياسية الدولة عدم إخفاء أى فساد مالى أو إدارى، وأننى تقدمت باستقالة مسببة، ولم يتم التحقيق فى المخالفات منذ شهر فبراير 2012"، إلا أن "مهران" و"عرب" رفضا عرض الموضوع على مجلس الأكاديمية، وهو ما دفعنى للانسحاب من المجلس فورًا.