أثار قرار وزير الأوقاف محمود حمدى زقزوق بتوحيد الأذان فى القاهرة عام 2004، جدلاً شديداً بين صفوف المصريين، وعلى رأسهم المؤذنين، واهتمت صحيفة نيويورك تايمز برصد تأثير هذا القرار على المؤذنين من خلال مسرحية "راديو المؤذنين"، التى قام بأدائها أربعة مؤذنين من مصر، فإلى نص التقرير: اعتلى خشبة مسرح "هاو زويى" فى برلين خلال الأمسيات القليلة الماضية، أربعة مؤذنين من القاهرة، وقدموا مسرحية "راديو المؤذنين"، التى تحدثوا من خلالها عن حياتهم ووظيفتهم التى يكنون لها الكثير من الاحترام. ووقفوا حفاة الأقدام، كما لو كانوا فى مسجد، وعرضوا لقطات لعائلاتهم وصورا للأحياء التى يعيشون فيها داخل القاهرة، وشرحوا للجمهور الذى يشاهدهم كيفية الوضوء، والصلاة وفقاً للطقوس الإسلامية. وتبنى هذه الرؤية المسرحية، المخرج السويسرى، ستيفان كايجى، وهى مسرحية من فصل واحد، وثائقية وتعرض باللغة العربية، (بمصاحبة الترجمة)، وتناقش قرار توحيد الأذان الذى أصدره وزير الأوقاف المصرى، محمود حامد زقزوق، عام 2004. أعلن الوزير حينها أن الضوضاء التى يتسبب فى إحداثها مئات المؤذنين فى القاهرة عند النداء للصلاة اليومية، فى أوقات مختلفة من اليوم، مستخدمين مكبرات الصوت، لم يعد السكان قادرين على تحملها وفاض بهم الكيل.. ووفقاً لهذا القرار، تختار الوزارة أفضل 30 مؤذنا، ليتناوبوا على بث نداء الصلاة مباشرة من خلال إذاعة راديو مخصصة لذلك، وينقل من خلال الراديو إلى الألف مسجد الذين تديرهم الحكومة حول القاهرة. أما عن هؤلاء الذين لا تختارهم الحكومة، فيتعين عليهم البدء فى رحلة لاصطياد عمل آخر. وبالطبع انتشرت الشائعات فى ذلك الوقت أن هذا القرار تدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية حتى تسيطر على المساجد وتضيق الخناق على المتطرفين فى المساجد المنتشرة حول المدينة. ولكن هذه الخطة لم تفعٌل حتى الآن، ومن المقرر تطبيقها العام القادم. ومن ناحية أخرى، ترثى هذه المسرحية تأثير هذا القرار على حياة المؤذنين العاديين، الذين يمثلهم المؤدون فى المسرحية، وتأثيره على الناس التى لم تعد تسمع النداء. وتم عرض هذه المسرحية فى ديسمبر الماضى أمام شريحة مختارة من الجمهور المصرى، ولكنها كانت على قدر كبير من الحساسية السياسية حتى تعرض على الملأ، لذا قامت الحكومة الفيدرالية الألمانية ومكتب عمدة برلين بدفع مقابل هذا العرض، وليس المصريون. ومن الجائز قول إن "راديو المؤذنين"، مسرحية تؤكد على أن ألمانيا روجت لأصوات متنوعة عملت مصر على إسكاتها، وهذا ليس بالضرورة معناه أن ألمانيا لا توجد بها مشاكل طائفية ودينية. ويعيش فى برلين وحدها أكثر من 220 ألف مسلم، ومع ذلك، فُتح أول مسجد فى نصف المدينة الشيوعية سابقاً، العام الماضى وذلك بسبب اندلاع المظاهرات التى تندد ببناء المساجد فى ألمانيا. ومن المعروف، أنه لا يسمح بالنداء إلى الصلاة فى شوارع ألمانيا، وفى معظم دول أوروبا الغربية. ولقد نظر بعض المخرجين الأوروبيين الانتهازيين، الذين فكروا فى نشر هذه المسرحية، فى جعل المؤذنين ينشدون الأذان، فقط لإثارة فضيحة وجذب وسائل الإعلام. وعلى الرغم من ذلك، نالت هذه المسرحية استحسان الجمهور الألمانى، الذى تأثر بها كثيراً. ولما لا؟ فالمؤذنون الأربعة، حسين جودة حسين بدوى، وعبد المعطى عبد السميع على هنداوى، ومنصور عبد السلام منصور ناموس، ومحمد على محمود فرج، استطاعوا بجدارة التأثير على جمهور يعرف بأنه صعب الإرضاء. ويتميز المؤذنون الأربعة بجمال الصوت، مع اختلاف طبقاته، ومنذ بدء المسرحية حتى آخرها تعلق أصواتهم الشجية فى آذان الجمهور الذى أثنى كثيراً على أدائهم الراقى، الذى يبعد كل البعد عن "الضوضاء"، عن طريق التصفيق الحاد. ولقد أكد أحد المؤذنين الأربعة أن القاهرة تخسر الكثير عندما لا تستمتع بأصوات المؤذنين المتنوعة داخل أحيائها، والتى تحظى بعدد كبير منهم.