على هامش مهرجان الشوارع الخلفية المقام بمدينة الإسكندرية فى الفترة من 23 : 30 سبتمبر خصص المهرجان حلقة نقاشية حول "المشاكل والصعوبات التى تواجه المسرحيين فى تقديم المسرح فى الشارع "وأدارت الحلقة النقاشية الفنانة المسرحية الأردنية سيرين حليلة وشارك فى الحلقة النقاشية الناقدة المسرحية الدكتورة نهاد صليحة والناقد المسرحى والشاعر جرجس شكرى والدكتور محمود أبو دومة المخرج المسرحى المعروف ومدير المهرجان والفنان السويدى فاكس أحمد والفنانة الإيطالية أنا أمندولوجين ومارجو جورجى منسق التدريب والحوار وعدد آخر من فنانى مسرح الشارع المصريين والأجانب. بدأت الحلقة النقاشية بتعريف المشاركين ثم تقديم كل مشارك لحكاية أوموقف تعرض له فى الشارع وغلب على الحكايات الكوميديا والطرافة ثم بدأت الدكتورة نهاد صليحة فى تعريف مصطلح الفضاء المسرحى والفرق بينه وبين المساحة والمكان ثم تحدثت عن أهمية تقديم المسرح بالشارع فكثير من الأماكن تتغير معالمها وتفسد بحكم عمليات البناء والهدد والمسرح هنا عندما يقدم فى الشارع نجده يحفظ هذا المكان ويجعل منه ذكرى فالمسرح مهم لأنه يخلق عوالم جديدة وبديلة للمكان ويجعلنا نشعر بآدميتنا عندما يبدأهدم المكان وإفساد معالمه. الناقد المسرحى جرجس شكرى تحدث عن المكان بوصفه منتجا للمسرح وبوصفه مستقبلا له فالمكان يصفه جرجس برحم العملية المسرحية الذى تنمو فيه الحكايات وتكبر فاى عملية مسرحية مشروطة بطبيعة المكان وتاريخ المسرح يشهد انه نشا فى الحضارات التى عرفت المدينة بمعناها الاجتماعى وفشلت الحضارات التى عرفت المدينة بمعناها الدينى فى إنتاج المسرح وقارن جرجس للحضور بين المدينة "المكان" عند الإغريق وبين مدينة الفراعنة وفيما بعد مدينة الرومان وأيضا العرب والصحراء فكل ذلك يؤكد لنا أن المسرح مرتبط بالمكان وأن المدينة تنتج مسرحا فى حالة ازدهار وحينما يصاب المكان بالاضمحلال يختفى المسرح. ودلل جرجس أيضا بمنطقة مسرح الأزبكية التى كانت فيما قبل منطقة المسرح فى مصر التى ازدهر فيها المسرح وخرجت كبار الأعمال إلا أنها حاليا منطقة بها ثلاثة مسارح لكنها طاردة للنجوم وللجمهور لصعوبة المكان بما يحتويه من باعة وزحمة وعشوائية. الدكتور محمود أبو دومة مدير المهرجان أكد أن فساد المكان هو جزء مما أصاب المصريين بالعنف الأخلاقى والاعتداء على ذكريات الناس المرتبطة بالمكان فالكورنيش القديم رغم ضيقه كان يحمل ذكريات جميلة وكان أجمل ويتعجب أبو دومة من أن الهدف من عمليات تطوير الكورنيش بتوسعته كان الهدف منها منع الزحام لكنه برغم ذلك مازال موجودا. وتحدث أبو دومة عن المشاكل والصعوبات التى واجهته فى توفير أماكن مفتوحة فى الشوارع. وطرحت الدكتورة هبة شريف رئيس مكتب بروهلفتسيا القاهرة "المؤسسة الثقافية السويسرية "عدة تساؤلات حول إشكالية وصول المسرح للناس وقالت: أعتقد أن المسرح لا يحتاج لشرح ومسرح الشارع لا يجب أن يقول العاملين فيه إننا نبحث عن توسيع قاعدة جماهيرية لأنه يجب أن يترك الناس هى التى تتوجه وترغب فى مشاهدته بما يقدمه من فن مختلف. كما تحدث على صبحى وهانى طاهر أعضاء فرقة المتحولون التى تقدم عروضها فى الشارع عن الصعوبات والمشاكل التى تواجههم وعن تجربتهما فى مسرح الشارع. واختتمت الحلقة النقاشية بعدد من التوصيات دونتها الفنانة سيرين حليلة وأكدت أن الذى يرغب فى تقديم المسرح سيجد الحلول لأنه سيظل يبحث عن الحرية فلا يوجد ما يسمى بالحرية الكاملة وقالت إن المسرحيين محمد وأحمد ملص منعا من تقديم المسرح فى الشارع فحولا غرفتهما فى منزلهما لمسرح وعندما قبض عليهما وحبسا قدما المسرح فى السجن.