قال الرئيس التونسى منصف المرزوقى، إن تونس هونت من حجم التأثير السلبى لمجموعة صغيرة من الإسلاميين المتشددين على قدرة البلاد على اجتذاب المستثمرين وإصلاح الاقتصاد. وحضر المرزوقى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة، منذ أن جاءت به انتفاضة الربيع العربى إلى السلطة، وقال لرويترز أمس الخميس إنه يدعو لإرسال قوة سلام عربية إلى سوريا لإنهاء الحرب الأهلية هناك. وفى لقائه، الذى جاء بعد أسبوعين من مقتل محتجين واقتحام ونهب السفارة الأمريكية فى العاصمة التونسية فى احتجاجات فجرها سلفيون للتنديد بالفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم، تحدث المرزوقى مع مجموعة من المديرين التنفيذيين والمصرفيين فى نيويورك عن الإصلاحات السياسية والاقتصادية فى بلاده على أمل جذب استثمارات تحتاج إليها تونس. وقال المرزوقى بعد أن ألقى كلمة خلال مأدبة عشاء خاصة أقامها مجلس الأعمال للتفاهم الدولى "تقدر الشرطة التونسية وجود 3000 فقط من هؤلاء السلفيين فى دولة تعدادها عشرة ملايين". وأضاف "كان هناك نقص فى الإجراءات الأمنية.. لم نتوقع أن يكون هؤلاء الناس على هذا القدر من العنف.. الآن هذه إشارة أنه علينا أن نوقف هذه الظاهرة، وإلا سيضرون بصورة بلادنا"، وتابع "ظننا من قبل أنهم قلة وأن معهم عددا قليلا من الناس وأنهم ليسوا خطرين.. لكننا أدركنا الآن أنهم خطرون جدا جدا". وتطارد السلطات التونسية الزعيم السلفى سيف الله بن حسين زعيم جماعة أنصار الشريعة الإسلامية المتشددة فى تونس الذى يعتقد أنه كان وراء الهجوم على السفارة الأمريكية يوم 14 سبتمبر. واندلعت الاحتجاجات التونسية بعد ثلاثة أيام من مهاجمة محتجين القنصلية الأمريكية فى بنغازى فى حادث أسفر عن مقتل السفير الأمريكى لدى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين. وأدان المرزوقى الهجوم على مواقع دبلوماسية أمريكية، وقال إنها تشكل خطرا على علاقته بواشنطن، وهى حليف سياسى واقتصادى مهم. وبدأ الاقتصاد التونسى الذى يعتمد على السياحة بشدة ينتعش ببطء، وإن ظل أقل من نسبة 3.5% المستهدفة هذا العام فى نمو الناتج المحلى الإجمالى. وتحدث المرزوقى بشكل صريح عن الرئيس السورى بشار الأسد الذى يقول ناشطون إن قواته قتلت 30 ألفا خلال الانتفاضة المندلعة ضد حكمه منذ 18 شهرا. وقال "هذا كابوس يجب وقفه، والطريق الوحيد الذى أراه هو الضغط على أصدقاء النظام ليقولوا إن اللعبة انتهت وعليه أن يرحل". ويجتمع وزراء الخارجية وكبار الدبلوماسيين من مجموعة "أصدقاء سوريا" التى تضم الولاياتالمتحدة وفرنسا والسعودية وقطر فى نيويورك اليوم الجمعة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة.