تستضيف مدينة فانكوفر بكندا المؤتمر الدولى حول ذاكرة العالم فى العصر الرقمى: الترقيم والحفظ، والذى يعقد فى الفترة من 26 - 28 سبتمبر الجارى تحت رعاية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وجامعة كولومبيا البريطانية، وبالاشتراك مع الاتحاد الدولى لرابطة المكتبات وأمناء المكتبات، والمجلس الدولى للمحفوظات، والمجلس الدولى للمتاحف، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية(الويبو)، وشركتى جوجل ومايكروسوفت. ويهدف المؤتمر إلى استطلاع القضايا الرئيسية المتعلقة بحفظ التراث الوثائقى الرقمى وإعداد استراتيجيات تتيح تعزيز حماية المواد الرقمية، واستمرار المعلومات الرقمية بغية إعداد إستراتيجية لحماية جميع أنواع الوثائق وتحديد سياسات تنفيذية مستدامة يمكن توسيع نطاقها وتطبيقها على الصعيد العالمى ولاسيما فى البلدان النامية. ويعتبر التراث الوثائقى الرقمى مهما بالنسبة للبشرية لأن التكنولوجيات الرقمية أصبحت الوسيلة الرئيسية لإنتاج المعارف والتعبير عن الآراء والأفكار، وتصدر اليوم وثائق رقمية ترتبط بجميع مجالات الحياة وسيتعين بالتالى ضمان استقرار هذه الوثائق من الناحية التكنولوجية والحفاظ عليها لتتمكن الأجيال الحالية والقادمة من الانتفاع بها فى شكلها الأصلى. وإلى جانب الوثائق الجديدة التى يتم إنتاجها فى صيغة رقمية، فإن البدائل الرقمية للوثائق القديمة التى تعد لتمكين جميع الأشخاص من الانتفاع بالمعلومات والمعارف المخبأة فيها، أصبحت أيضا جزءا من التراث الرقمى يزداد حجمه يوما بعد يوم. ويستلزم حفظ الوثائق الرقمية اتخاذ تدابير محددة تختلف إلى حد كبير عن تدابير حفظ الوثائق المسجلة على وسائط تقليدية، ومع أن الوثائق والسجلات الرقمية أصبحت اليوم المصدر الرئيسى للمعارف، فإن استمراريتها وأصالتها وهويتها وصحتها معرضة للخطر باستمرار، وقد أقدم عدد قليل من البلدان على اعتماد سياسة وطنية لحفظ المعلومات الرقمية، كما أن معظم صانعى القرارات يجهلون خطر زوال الوسائل التى تستخدم عادة لنقل المعلومات الرقمية وحفظها ومنها البريد الإلكترونى وقواعد البيانات ومواقع الإنترنت، والآثار المترتبة على تنفيذ مشروعات خاصة بالترقيم وعلى إنشاء مستودعات رقمية، وحجم الموارد اللازمة لحفظ المعلومات الرقمية الأصلية وضمان الانتفاع الدائم بها.