أكد خمسة من معتقلى جوانتانامو متهمين بالتواطؤ فى اعتداءات الحادى عشر من سبتمبر 2001 أن الاتهامات الموجهة لهم تشكل "وسام شرف"، وأن قتل أمريكيين هو هبة إلى الله، حسب وثيقة قضائية كشفت أمس الثلاثاء. وكتب المعتقلون فى الوثيقة التى نشرها قاض فى المحكمة العسكرية أن ما تنسبه لهم السلطات الأمريكية "ليس اتهامات بل أوسمة شرف نحملها بفخر"، مؤكدين "نحن إرهابيون حتى العظام والحمد لله". وقال هؤلاء المعتقلون وبينهم خالد شيخ محمد الذى يعتقد أنه مدبر اعتداءات 11 سبتمبر إنهم خططوا لهذه الهجمات ويريدون الاعتراف بتهم ارتكاب جرائم حرب الموجهة إليهم.وعند مثوله أمام القضاة وفى رسائل وجهها إلى السلطات الأمريكية، وصف شيخ محمد نفسه بأنه مهندس الهجمات التى وقعت فى نيويورك وواشنطن فى 2001 وأسفرت عن سقوط حوالى ثلاثة آلاف قتيل. لكن الوثيقة التى تملكها السلطات العسكرية تشكل الرد الأكثر تفصيلا الذى قدمه المعتقلون الخمسة فى قاعدة جوانتانامو الأمريكية فى كوبا. وقال هؤلاء المعتقلون إنهم تحركات أملاها عليهم إيمانهم بالله، مؤكدين أن الولاياتالمتحدة لا تملك حق اتهام آخرين باستهداف مدنيين. وأضافوا إن "قتلكم ومقاتلتكم وتدميركم وترهيبكم والرد على هجماتكم أعمال تعتبر واجبا شرعيا كبيرا فى ديننا"، موضحين أن "هذه الأعمال نقدمها إلى الله". وحملت الوثيقة توقيعات خالد شيخ محمد وعلى عبد العزيز على ووليد بن عطاش ورمزى بن الشيبة ومصطفى الحوساوي، باسم "مجلس شورى الحادى عشر من سبتمبر". وهؤلاء متهمون بارتكاب جرائم حرب ويواجهون عقوبة الإعدام. كما رد المتهمون فى الوثيقة المؤلفة من ست صفحات وتحمل عنوان "الرد الإسلامى على اتهامات الحكومة التسعة"، على التهم الموجهة إليهم، مؤكدين أن أفعالهم كانت "دفاعا عن بلدنا وديانتنا وأرضنا".ويقولون "نحاربكم دفاعا عن المسلمين وأرضهم ومقدساتهم وديانتهم بأكملها". وهم ينفون تهمة التآمر موضحين أنه من الطبيعى تدبير الهجمات بسرية، كما أنه أمر مثير للضحك. "هل كنتم تتوقعون منا أن نبلغكم بخططنا السرية لمهاجمتكم". وقال المتهمون بشأن الاتهامات العديدة بقتل مدنيين، إن هجماتهم كانت ردا على استهداف الولاياتالمتحدة لمدنيين وكذلك على استهداف إسرائيل مدنيين فى لبنان وفلسطين. من جهتها قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن المتهمين يحاولون بذلك إثارة اهتمام وسائل الإعلام. وقال الكومندان جيفرى جوردن "يبدو أنها محاولة جديدة لهؤلاء المعتقلين للقيام بدعاية". واتهمت المنظمة الأمريكية للدفاع عن الحريات المدنية رئيس المحكمة العسكرية ستيفن هنلى بتجاوز أمر الرئيس باراك أوباما بوقف الإجراءات القضائية فى المعتقل و"بالانتقائية" عبر كشف وثائق تخدم مصالح الادعاء.