مدهشة هى مكتبة الراحل الكبير خيرى شلبى، مليئة بكافة مجال المعرفة، يقول نجله الكاتب زين العابدين خيرى عن والده "كان قارئًا جيدًا لكل ألوان المعرفة، فقد كان يقرأ فى العلوم الإنسانية كما يقرأ فى الأدب، وكان دارسًا لكل كتب التراث وأمهات الكتب العربية والعالمية، وحافظًا للسّير الشعبية وكتب التراث، ولم يكن قارئًا لها فقط، وربما كان لنشأته وقراءته لها مبكرًا دور كبير فى ذلك، فقد قرأ منذ وقت مبكر كل كتب الفقه والشريعة والتفسير والسيرة النبوية، ولهذا فتجد مكتبته تضم أيضًا كتبًا علمية متعددة فى كل المجالات بما فيها علوم الفضاء والمصريات والطبيعة والأحياء بجانب كتب الفن التشكيلى". يتذكر"زين" فيقول "تقريبًا كانت تصل إليه نسخ من جميع الكتب الأدبية التى تصدر فيقرأ ما يستحق منها أولا بأول، وكان يفرح كثيرًا بكل موهبة جديدة يلمح نبوغها مبكرًا، فلا يخجل من الكتابة عن أية موهبة مهما صغر سن صاحبها". أما عن الكتب التى كان يعيد قراءتها بين حين وآخر، فيقول "كان يعيد قراءة نجيب محفوظ، ويحيى حقى، ويوسف إدريس، والعقاد، وغيرهم باستمرار وهو ما كان يفعله كذلك مع كتاب فى ظلال القرآن لسيد قطب باعتباره مرجعًا مهماً فى تفسير القرآن الكريم، كذلك كان كلما أراد تذكر معلومة أو فقرة فى كتاب فكان يعيد قراءته بأكمله". أما عن أوقات القراءة، فيوضح زين "لم يكن له وقت مفضل للقراءة، وإن كانت فترة القراءة والكتابة عموما تبدأ من بعد العصر. وكان يقرأ لفترات طويلة جدا تمتد لساعات يومية ثم يكتب بعدها. وبالرغم من أنه الكاتب الكبير، إلا أنه – كما يقول زين - لم يكن يفضل أن يتدخل برأيه فى اختياراته أو إخوته سواءً فى القراءة أو فى غيرها، وإنما كان يكتفى بالإشارة لأهمية كتاب معين قرأه أو يبدى استمتاعه بهذا الكتاب أو ذاك، إلا أنه أشار له بأهمية كتب يوسف إدريس وكذلك طه حسين ويحيى حقى وتوفيق الحكيم وغيرهم.
