فكرة قديمة وحديثة الإخوان على خطأ دائم إن أحسنوا على خطأ، وإن أساءوا على خطأ، فبمجرد أن تعلن أنك من الإخوان يتم الهجوم عليك بدون سبب وجريمتك الوحيدة أنك تنتمى إلى الإخوان، والغريب أن معظم المحللين السياسيين يتبارون فى الهجوم على الإخوان فى أى موقف يتخذه الإخوان بل أكاد أجزم أن هناك أحزابا سياسة قامت وأنشئت للهجوم على الإخوان فقط بل هناك من هو أسوأ من ذلك أن بعض التيارات السياسية يفضلون أن يفشل الإخوان وأن تسقط مصر أفضل من أن ينجح الإخوان وتتجاوز مصر أزماتها. والتهم جاهزة مسبقًا ويتم استخدامها دائمًا نفس التهم وعلى لسان جميع التيارات لدرجة أن المشاهد أو القارئ أصبح يعتقد أن جميع القوى السياسية تعلق فشلها على شماعة الإخوان. إن الإخوان عبارة عن مجموعة من السياسيين من أطباء ومهندسين ومحامين يمثلون جميع طوائف المجتمع يغلب عليهم التدين هم ليسوا علماء دين، ولكنهم سياسيون متدينون فهل هذا خلط بين الدين والسياسة؟ وهل المفترض أن يكون السياسيون بلا دين يا أخى انتقد أداءهم السياسى بعيدا عن معتقداتهم الدينية. ومن التهم أنهم ينجحون بالزيت والسكر وأنهم يستغلون فقر الناس وأتساءل هل الإخوان يحصدون كل أصواتهم بالزيت والسكر وأتساءل هل الأحزاب الأخرى عاجزة عن إعطاء الناس ما هو أكثر من الزيت والسكر، وهل الفقر وحده هو الذى يسيطر على الحياة السياسية، وهل الحياة الحزبية فى مصر نظيفة لدرجة أن جميع الأحزاب فى مصر تمتنع أن تعطى رشوة انتخابية، وأصبح الإخوان المسلمون هم الذين يمثلون الفساد السياسى فى مصر، لذلك هم الذين يحصدون الأصوات وهل أعضاء الحزب الوطنى المنحل قديما كانوا لا يملكون المال أمام زيت وسكر الإخوان أتمنى من القوى السياسية أن تبحث عن السبب الحقيقى وراء انتخاب الإخوان وأن ينزلوا إلى الشارع ويتواصلوا مع الناس بدلا من رمى تهم من وجه نظرى تزيد من قوة الإخوان لأنها ليست الحقيقة وتزيد من ثقه الناس فيهم. ومن التهم أيضًا أنهم يتاجرون بالدين مع أن فكرة التجارة ليست بعيدة عن الدين ولا بعيدة عن السياسة، فالتجارة هى تبادل المنفعة وهى عملية بيع ما يتم الاستغناء عنه مقابل شراء ما يتم احتياجه، فالمتدين يعمل ويجتهد فى الدنيا ليدخل الجنة فى الآخرة يعمل الخيرات مقابل حسنات والسياسة هى عمليات تبادل مصالح بين الدول وتجارة المهم أن تكون تجارة نظيفة وليس فيها غش أنا أعطيك ما تريد مقابل أن تعطينى ما وعدتنى. من إبداعات النخبة أن الإخوان يتم انتخابهم لأن الشعب المصرى جاهل وغير مثقف فلا يحسن الاختيار، وهل يتم انتخابه فى نقابات الأطباء والمحامين والمهندسين والمعلمين واتحادات الطلاب لأنهم غير مثقفين وجهلة، وإن كانت كل هذه النقابات جهلة فمن المثقفون فى مصر إذًا، وكيف ترمى الشعب وتتهمه بالجهل وتحقر من قدره وتريد منه أن ينتخبك؟! المشكلة أن بعض القوى السياسية تثق فى نفسها وتتخيل أنها المنقذ لهذا الشعب، وأن فكرهم هو الصحيح وأنهم هم النخبة والمثقفون والأفكار الأخرى على خطأ وأنهم يعتقدون أن مصر لن تتجاوز أزمتها بدون هذا الفكر أو ذاك مع أن مصر تحتاج لكل الأفكار وكل القوى السياسية كى تنهض فلا يستطيع حزب أو فصيل سياسى تحمل مسئولية بناء الوطن سواء كان الإخوان أو غيرهم فالحمل ثقيل والوطن مثقل بالهموم والفساد أصبح يضرب جميع مؤسساته. والتجربة أثبتت أن الإخوان المسلمين هم القوى السياسية الأقوى والأكبر فى مصر فالإخوان يتمنون ويتكلمون ويفعلون، ثم يكون لهم ما أرادوا أما الأحزاب الأخرى أو الفصائل الأخرى يتكلمون فقط، ومن هنا تكمن قوة الإخوان. وعلى الأحزاب والقوى السياسية الأخرى أن تضع يدها فى يد الإخوان لبناء مصر القوية لأن التناحر والتصادم والتنافر يؤدى إلى الهدم لا إلى البناء وليس من مصلحة مصر الإقصاء لأى فصيل سياسى، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، فالإقصاء أسوأ ما يشوب العملية السياسية من فساد، حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.