سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شكاوى المواطنين من مظالم "الاتحادية".. أصحاب المطالب: الديوان عاجز عن حل مشاكلنا.. وموظفو الديوان يردون:" مهمتنا تقتصر على إرسال الشكاوى للجهات المعنية".. واستمرار التهديدات بالانتحار أمام القصر
بعدما عاد الأمل لأصحاب الشكاوى فى وجود منفذ رسمى لهم لتقديم مطالبهم ويصبح السبيل الوحيد لتنفيذها، وذلك عقب قرار الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، فور توليه مهام السلطة رسمياً مطلع الشهر الماضى، بتخصيص ثلاث مقرات لديوان المظالم بقصور الاتحادية وعابدين وكوبرى القبة، لتلقى شكاوى المواطنين، والعمل على حلها بسرعة، على أن يتم تقدم تقارير يومية بما تم إنجازه من تلك الشكاوى، تفاجئ المواطنين بعجز الديوان عن الايفاء بأحلامهم، وأنه ليس سوى سلسة طويلة من الروتين المصرى المستمر. وعلى الرغم من مطالبهم التى يصعب حلها بين يوم وليلة، والتى تتركز معظمها فى الأزمة التى أصبح يعانى منها فئة كبيرة من المجتمع، وهى "طلب وظيفة.. طلب مسكن.. طلب علاج"، إلا أنه يبدو أن أصحاب المظلمة قد ضاقوا مللاً من كثرة الانتظار، وأصبح ليس لديهم آية قدرة للصبر مجدداً على ديوان المظالم، الذى لم يتم شهره الثانى حتى الآن دون أى جدوى، الأمر الذى أدى إلى تصاعد حدة الغضب لدى المواطنين من قدرة الديوان على حل مشاكلهم. أجمع أصحاب المطالب على عجز ديوان مظالم الاتحادية عن حل مشاكل المواطنين، مؤكدين تقديمهم لأوراق مطالبهم أكثر من مرة إلى الديوان، وفى كل مرة يكتفى القائمون على الديوان بإعطائهم رقم الخط الساخن، أو مطالبتهم بكتابة شكواهم مرة أخرى للبحث عنها فى الكمبيوتر الخاص بالديوان، والذى لم يجد مرة واحدة أى من تلك الشكاوى، كما أبدوا استياءهم من تعلل أحد الموظفين خلال الأسبوع الماضى فى الرد على شكواهم، بتعطل جهاز الكمبيوتر الخاص بالديوان. وقال أحد أصحاب المطالب، ويدعى حسين إبراهيم والبالغ من العمر 52 عاماً، تقدمت بأوراق مطالبى أربع مرات للديوان، وفى كل مرة أحصل على رقم الخط الساخن، والذى اتصلت به أكثر من مرة ولم يجب عليا أحد، الأمر الذى يجعلنى اضطر للحضور للاستفسار عنها. وأضاف:" فى كل مرة أحضر للاستفسار عن شكواى، يطالبنى أحد الموظفين بتقديم شكوى جديدة أو الانتظار لدقائق قليلة تمتد إلى ساعات دون أى إجابة حول مصير الشكوى التى تقدمت بها من قبل. وأثارت الاتهامات الموجه لديوان المظالم بقصر الاتحادية، غضب القائمين عليه، الذين أكدوا بدورهم جدية التعامل مع شكاوى المواطنين، وبذلهم جهداً كبيراً فى توصيلها للجهات المعنية عقب التأكد من سلامة موقف أصحاب المطالب، وهو الأمر الذى أوضحه صلاح إبراهيم أحد العاملين بالديوان، قائلا:" إن الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية قرر فور توليه السلطة تحويل مكتب العلاقات العامة بالقصر إلى ديوان للمظالم لتلقى شكاوى المواطنين، مضيفا:" فور استلامنا للشكاوى نقوم بالتأكد منها، وإرسالها للجهات المعنية، والتى تستغرق وقتا لفحص الشكوى". وتابع:" فور وصول الرد من الجهة المعنية، نقوم بترقيم الشكوى، والاتصال بصاحبها ومطالبته بمقابلة الجهة التنفيذية لطلبه، مندهشاً من موقف المواطنين وإصرارهم على حل مشاكلهم فى الحال، على الرغم من انتظارهم طوال السنوات الماضية، لافتاً إلى أنه استلم حتى ظهر اليوم حوالى 100 شكوى". "عرفة كامل" المواطن البسيط من محافظة أسيوط، والذى أصبح بين ليلة وضحاها مثار حديث وسائل الإعلام، لإقدامه على الانتحار أمام قصر الاتحادية، لتجاهل ديوان المظالم لشكواه الخاص بفصله تعسفيا من شركة كهرباء مصر الوسطى، أصبح بمثابة البطل الشعبى لعدد من أصحاب المطالب الفئوية الذين هددوا بتكرار الانتحار أمام القصر، من أجل تسليط الضوء على مشاكلهم وحلها. "أنا بهدد بالانتحار بالسم أمام قصر الاتحادية" لافتة رفعها المواطن إبراهيم محمود عبد الرحمن والبالغ من العمر 46 سنة، للفت الأنظار إلى مشكلته، خاصة بعدما ضاقت به السبل لحلها، وقدم أكثر من شكوى إلى الديوان ووزارة الخارجية. وروى إبراهيم معاناته ل"اليوم السابع"، والتى بدأها بكلمات:" لم يتغير شىء، ومفيش حد عنده ضمير"، مضيفا:" معاناتى بدأت عام 2005 عندما تعرضت لحادث سير فى ولاية نيوجرسى بأمريكا، حيث كنت أعمل هناك، أصابتنى بعجز عن العمل، مما اضطرنى إلى رفع دعوى قضائية رقم 001829-07، للمطالبة بالتعويض عن عجزى عن العمل. وتابع:" رفضت السفارة الامريكية طلبى بالحصول على تأشيرة للسفر إلى أمريكا مرة أخرى، عقب طلب المحامى منى العودة لأمريكا مرة أخرى عام 2007، من أجل توقيع الكشف الطبى عليا والإجابة على أسئلة المحكمة".