الأسوشيتدبرس: زيارة مرسى لإيران تعيد مصر لساحة السياسة الإقليمية.. والتطبيع بين القاهرة وطهران سيقوم على حسابات دقيقة.. ونائب المرشد: النظام القديم حول منافسيه إلى أشباح لن نبالغ فى الخوف من إيران

قالت وكالة الأسوشيتدبرس إن زيارة محمد مرسى إلى إيران، لحضور قمة عدم الانحياز، من شأنها أن تمثل علامة على تحسن العلاقات بين البلدين، بعد سنوات من العداء، لاسيما منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979 واندلاع الثورة التى سيطر على مكتسباتها الإسلاميون فى إيران.
فلقد ارتبطت مصر طوال عهد الرئيس السابق حسنى مبارك بعلاقات وثيقة مع المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول التى يهيمن عليها السنة محاولين عزل الجمهورية الإسلامية الشيعية.
وتؤكد الوكالة الأمريكية أنه من المبكر جدا تقييم الآثار المترتبة على الزيارة أو معرفة إلى أى مدى يمكن أن تطبع مصر العلاقات مع طهران، لكن محللين يعتقدون أنها ستعيد القاهرة مرة أخرى إلى الساحة السياسية الإقليمة، فالزيارة تتماشى مع المشاعر الشعبية السائدة، منذ رحيل مبارك، لصياغة سياسة خارجية مستقلة عن أجندة البلدان الغربية ودول النفط الخليجية.
وترى الوكالة أن أى تطبيع بين القاهرة وطهران سيكون مبنيا على حسابات دقيقة. فمصر، ذات الأغلبية السنية، لديها شكوكها الخاصة إزاء إيران سواء من الناحية الدينية أو السياسية. حيث إن السلفيين وغيرهم من المسلمين المعتدلين ينظرون إلى الشيعة باعتبارهم "زنادقة وأعداء"، على حد قول الصحيفة.
وفى عام 2006 تسبب مبارك فى إغضاب قادة الشيعة بقوله إن الشيعة عبر أنحاء الشرق الأوسط أكثر ولاء لإيران مما لبلدانهم. وقد شارك وجهات نظره قادة ومسئولو البلدان العربية الأخرى، بما فى ذلك ملك الأردن عبد الله الثانى الذى حذر من مشروع الهلال الشيعى فى المنطقة.
ولم يغب التوتر بين المصريين والشيعة فى إيران بعد الثورة، فخلال زيارة وفد من السياسيين والنشطاء الشباب لإيران العام الماضى، زعم رجال الدين فى طهران أن الثورات التى تجتاح العالم العربى جزءا من الصحوة الإسلامية، غير أن النائب البرلمانى السابق والناشط الديمقراطى مصطفى النجار، رد قائلا: "إن ثورة المصريين ضد مبارك ليست دينية ولكنها تطور بشرى".
وقال محمود عزت، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن النظام القديم حول منافسيه إلى أشباح. وأضاف: "لا نريد أن نفعل مثل مبارك ونبالغ فى الخوف من إيران".
ومن شأن فتح تفاهم جديد مع إيران أن يمثل تغييرا جذريا للمنطقة التى انقسمت بين معسكر طهران، ويضم كلا من سوريا وحزب الله فى لبنان والحركة الإسلامية المسلحة حماس المسيطرة على قطاع غزة، والمعسكر المدعوم من الولايات المتحدة وتقوده السعودية ودول الخليج الغنية بالنفط.
ولإضافة مستوى جديد من التعقيد، تقول الأسوشيتدبرس، فإن هناك حقيقة تقول إن حركة حماس، هى فرع من جماعة الإخوان المسلمين، التنظيم الذى أصبح القوة المهيمنة على الساحة السياسية المصرية منذ انتخاب الرئيس الإخوانى محمد مرسى.