"الفول، الفلافل" أشهر الأطباق على المائدة المصرية خصوصا فى شهر رمضان الذى يعد موسما لتناول الفول يوميا، وبمجرد ثبوت هلال رمضان تجد الناس فى طابور طويل فى المطاعم لشراء الفول أهم وجبة توضع على مائدة السحور. علاء الدين أحمد صاحب مطعم فول وطعمية، خريج كلية سياحة وفنادق، يقول الأيام الأولى من رمضان يكون الطلب على هذه الأكلات ضعيفا بسبب الولائم التى ينظمها الأهل والأصدقاء لبعضهم لبعض، ويتزايد الطلب على تلك الأطعمة والفول تحديدا أكثر من الطعمية فى النصف الأخير من رمضان. ويضيف أحرص فى رمضان على زيادة كميات المخللات بأنواعها وخاصة الباذنجان المخلل، وأحضر كميات من الجبن القريش والزبادى والعيش لأن "الزبون" يفضل شراء تلك المنتجات من مكان واحد ومن ثم أوفر عليه التبضع من أكثر من محل، وهذا يحدث فقط فى الشهر الكريم توفيرا للوقت، وبعده يعود الزبون لشراء منتجان الألبان من السوبر ماركت والخبز من الفرن. وتعودت أن أغلق مطعمى فى وقفة عيدى الفطر والأضحى، لأن الناس بتستحى تشترى الفول والطعمية فى أيام الأعياد، و"اعمل 28 يوما فقط فى رمضان" ويشير الشيف علاء الدين إلى أنه هكذا "يؤمن نفسه" حيث إن هذا اليوم يكون اليوم الأخير فى المطعم ويليه ليلة الرؤية وقد لا يشترى أحد هذه المنتجات وتليها أيام العيد، حيث يعزف معظم الناس بل كلهم عن شراء الفول والطعمية والفلافل، وأيضا العمال فى المطعم يريدون السفر إلى محافظاتهم مما يجعلنى آخذ 3 أيام إجازة عيد الفطر وأحضر قدر الفول وعجين الطعمية مساء اليوم الثالث إيذانا بفتح المطعم صبيحة رابع يوم العيد، وإن حدث ذات مرة أن امتدت تلك الإجازة إلى 10 أيام كاملة، حيث لم يرجع العمال فى الموعد المحدد مما اضطرنى إلى إغلاق المطعم طوال تلك الفترة. السندوتشات تلقى رواجا كبيرا فى النصف الأخير من شهر رمضان، حيث إن معظم الناس ترغب فى تناول الطعام خارج المنزل من باب التغيير. مرت على الشيف علاء بعض المواقف المحرجة والغريبة يذكر منها أن بعض الأشخاص يغيرون نوعية الطعام الذى طلبوه إذا تعدى مبلغا معينا ويبحثون عن طعام بسعر أقل، خاصة إذا كان رب أسرة ويشترى لعدد 4 أو 5 من الأبناء، وهناك من يطلب طعاما بدون مقابل لأنه لا يملك ثمنه وهنا يكتب صاحب المطعم بون بقيمة السندوتشات التى يطلبها السائل والذى بدوره يطلب ما يشاء من مأكولات بنفس السعر المدون فى البون. وكثيرا من الناس اعتادت أن تأخذ نفس الأصناف حيث إنها "على قد الجيب" يعنى "المنيو عندها ثابت"، واحد فول + واحد طعمية + واحد بطاطس يساوى 3.5 جنيه، وإن كان هناك بعض الأشخاص وإن كانوا قليلين يطلبون أطباقا وسندوتشات مميزة مثل فول بالسمنة، فول بزيت الزيتون، طعمية بالعجة، سلطة إسكندرانى وهى عبارة عن سلطة خضراء تم تقطيع مكوناتها صغير جدا وتم وضعها فى الدقة والخل والثوم والليمون والشبت والبصل مع الملح والكمون. فى بعض الأحيان تعود الزبائن إلى المطعم لتعيد ما قد اشترته من منتجات بسبب أنها فاسدة ويتقبل صاحب المطعم هذا الأمر بصدر رحب، ويقول قد تكون غلطتى وفسدت الأطعمة من شدة الحرارة دون أن أتنبه، وقد تكون بسبب الزبون الذى اشترى المأكولات فى ساعة مبكرة ولم يتناولها إلا متأخرا وأيا كانت الأسباب فإنى أعوض الزبون عما حدث "وكفاية أنه بيشترى فول وطعمية يعنى إمكاناته بسيطة. "كويس إنى لقيتك، الفلوس المزيفة" أشهر أساليب النصب التى وقع فيها الشيف علاء فى بداية عمله بالمهنة، إلا أنه أصبح فطنا بتلك الحيل، وأضحى يكتشفها منذ اللحظات الأولى التى يردد فيها النصاب "كويس إنى لقيتك نسيت معاك بقية الخمسين جنيه إمبارح"، أو أن يأتيه شخصا بعملة مزيفة وغالبا ما تكون فئة 10 جنيهات. الكعك والشاى هى فطارى صبيحة يوم العيد، وفى الغذاء أتناول الرنجة مع أسرتى "تلك هى عادات علاء منذ سنوات مثله كبقية الشعب المصرى الذى بات يبحث عن الرنجة فى كل مكان لتكون وجبته الأساسية على مائدة الغذاء فى اليوم الأول لعيد الفطر المبارك، والذى ينسى الفول والطعمية لمدة 3 أو 4 أيام ليعود إليهم مع أول يوم عمل بعد انتهاء إجازة العيد.