"كحك البيت ما فيش أطعم منه"، "الكحك الجاهز أسرع وأسهل"، هكذا تباينت ردود أفعال مجموعة من السيدات قبل قدوم عيد الفطر عندما رصدت "اليوم السابع" الآراء حول قياس مدى إقبال ربات البيوت على الكعك المنزلى والخارجى الجاهز. تقول ليلى حمادة ربة منزل "أميل لصنع الكعك المنزلى لأنه يشعرنى بقدوم العيد، لمة سيدات العائلة حول الطاولة الصغيرة "الطبلية"، وكل منهن تقوم بمهمتها الخاصة، فهناك من تقوم بتجهيز العجين ومن تضع الحشو "العجمية"، ومن تتولى التقطيع والنقش، وغيرها تشرف على الخبز ومباشرة رص الكعك فى الصاجات، كل هذا يعكس أجواء الفرحة فى قلوب الصغار والكبار". تختلف معها فى الرأى فاطمة سالم معلمة ثانوى، وتقول "أصبح الوقت ضيقا ومزدحما للغاية، والكل مشغول فى عمله واهتماماته، فالسيدة العاملة تعود من العمل لتعد وجبة الإفطار، والأيام الأخيرة من رمضان تبدأ السيدات فى استعدادات ترتيب وتنظيم المنزل وإعداده للزائرين استعدادا لقدوم العيد، هذا بجانب التزام الطاعة والعبادات وصلاة التراويح وقيام الليل وقراءة القرآن، فكل هذا لم ولن يعطى فرصة للمرأة العاملة مع تخصيص وقت لصناعة الكعك"، ولذلك تعودت منذ سنوات على شراء الكعك من الخارج. وترى حسناء محمود عامر أن "الكعك لا يمكن وأن يطلق عليه كعك دون الخبز فى المنزل أو داخل الفرن "البلدى"، ولكن الشراء من محال الحلوى التى تعد الكعك مسبقا، ولا نعلم من أين جاءت به، ولا طبيعة الخامات المستخدمة فى صنعه، ولا نضمن جودة الكعك ولا المقادير التى يحتاج لها، أما فى حالة عمل الكعك منزليا فكل المكونات مضمونة، والفكرة ليس لها علاقة بالتوفير، فالشعب المصرى يعتاد على شراء الكعك، وباقى مستلزمات العيد كعادة مصرية قديمة من أيام الدولة الفرعونية والإخشيدية مرورا بالدولة الفاطمية، ويحرص الجميع على تخصيص ميزانية للكعك من أول شهر رمضان، تترك جانبا من أجل شراء الكعك فى الأوقات المناسبة". من جانبها تؤكد مروة فهمى أنه لا وقت لصناعة الكعك، فالشراء من الأفران الأفرنجية ومحال الحلويات أصبح هو البديل للكعك البيتى. بعض السيدات أخذت اتجاها مختلفا، وهو حمل المسلى ورائحة الكعك والسمسم والاتفاق مع الفرن لعمل الكعك الخاص بها، والاتفاق على المصنعية، وثمن الدقيق، وتقول السيدة نجاة محمد "الحل الوسط بين عمل الكعك البيتى وشراء الجاهز هذه الطريقة، وهى شراء الاحتياجات ودفع مصنعية العمال وثمن الدقيق، والتى حددتها الأفران هذا العام بعشر جنيهات، وهى تكلفة معقولة، والاتفاق على خبز الكعك بالكمية المطلوبة واستلامه فى الوقت المناسب والمتفق عليه، ويخرج الكعك مثل المصنع يدويا". يقول ناصر زكى "فران" بأحد مخابز حى مصر الجديدة إن ربات البيوت فى الوقت الحالى أصبحن يقمن بالمجهود الأكبر فى تنظيف المنزل وإعداده من أجل الزائرين، وهذا كله يأخذ من الوقت والمجهود، وليس لديهن الوقت الكافى لصنع الكعك، مع إيجاد حل وهو شراء الكعك الجاهز الذى أدى بدوره لتراجع إقبال السيدات على الكعك المنزلى، والذى أصبح "موضة قديمة" على حد قوله. البعض يفضل الذهاب للأفران والمخابز التقليدية، والبعض الآخر يقصد المحال صاحبة الأسماء الشهيرة اعتقادا منهم أنها الأفضل، لكن فى حقيقة الأمر سواء، فالفرن أو المحال الكبير نفس المحتويات والفرق فى "الصنعة" التى يحرص على الاهتمام بها كل العاملين بمجال خبز الكعك لأنه يبيع اسما ويشترى "زبون". ويكمل "زكى": "الظروف الاقتصادية التى يمر بها الشعب مع الاهتمام بالوضع السياسى والتفكير فى إعداد الدستور وغيره من المشاكل، أثر على حركة البيع والشراء، فلقد كان قديما فى مثل هذا الوقت يتردد مئات من الزبائن ينتظرون صوانى وصاجات الكعك وهى تخرج من الأفران مباشرة بأعداد كبيرة أمام المخبز، ولكن الحالة هذه الأيام تبدلت". وفى هذا العام أثر انقطاع الكهربا ء بشكل متكرر، والذى بدوره يجبر البائع على عدم المجازفة فى خبز كميات كبيرة من العجين، لأنها فى حال تركها داخل الماكينة دون خبز عند انقطاع التيار، سوف تفسد وتنتهى صلاحيتها، وإذا نجت من هذه الخطوة، فإننا نحتاج للكهرباء لإدارة الأفران وتشغيلها، إذن فأصحاب المخابز حاليا لا يخاطرن بخبز كميات كبيرة من العجين لأنه لا يضمن استمرار التيار وعدم انقطاع الكهرباء، لحين الانتهاء من الكمية المطلوبة. ويقول عم ناصر "المصرى بطبعه بيحب يشترى كل مستلزمات العيد، ولما يجى عليه وقت ما يشتريش لا كحك ولا بسكويت ولا لبس عيد يبقى عنده حالة يأس وإحباط، وجيبه فاضى".