أفتخر دوما بأننى لم أنضم يوما للحزب الوطنى المنحل، ولم أحصل على مغنم من تلك الدولة أو نظامها، سوى الحرمان من العمل بالجامعة، رغم تفوقى، لأننى ببساطة لم يكن لى سند أو كوسة تدفعنى وسط الجامعات المصرية الوراثية التعيين، كما أفخر بأننى حشدت الأصوات لمرسى فى الإعادة ضد شفيق إعمالا بمبدأ رفض النظام السابق ورموز فسادة ومنتفعيه، رغم عدم تصويتى لصالح مرسى فى الجولة الأولى مثل ملايين المصريين، ولكنى اليوم أشعر بالندم على عدم إبطال صوتى لأنى تأكدت مع إعلان الوزارة الجديدة، وزارة سى قنديل أننى انتخبت مرسى على الورق فقط، ولكن واقعيا انتخبت الفريق شفيق أو رجل من النظام السابق الحالى الذى أسقطنا رمزه الكبير والعتيق مبارك فقط، إذا اختلفت معى، وهذا حق لك، فقل لى هل تعيين أحمد زكى عابدين اللواء فى موقع وزير تنمية مصر لا يذكرك بالمتهم المدان حسنى مبارك؟ فهل عقمت مصر على أن تلد رجلا خبيرا فى التنمية أو عالما فى الإدارة والتنمية سوى اللواء عابدين! ولكن السيد الرئيس الذى يتعامل معه قطاعات من الشعب وليس الإخوان فقط على أنه الرجل المتدين المصلى الصوام القوام الطيب، فعل كما كان يفعل مبارك، ولكن لأنه رجل متدين أو مولانا الرئيس، لا يمكن انتقاده، بل الدفاع الذكى أحيانا عن قراراته والدفاع الأحمق كثيرا عن أخطائه!! هم لا يخدمون الرجل الذى احترمه لشخصه ولرمزية منصبه كحاكم لمصر المحروسة، بل يسيئون إليه، ولا ينصرونه كما أوصانا النبى بأن ننصر أخانا ظالما بمنعه عن ظلمه، وهل هناك ظلم أكبر من عودة الوطنى المنحل ليحكمنا بأمر الرئيس وقنديله؟ هل الدفع بالعامرى فاروق مرشح الوطنى فى آخر انتخابات برلمانية مزورة من "عز" قبيل الثورة وأحمد زكى عابدين وعبد القوى خليفة وغيرهم من رجال الوطنى المنحل إلا ظلم بين؟ هل اعتقد السيد الرئيس أن الشعب سيقنع بسذاجة بتلك الحكومة التى طالما انتقد رئيسها السابق الجنزورى على الهواء فى الفضائيات قبل تشريفه بحكم مصر، ثم نجده يعينه مستشارا له؟ هل اعتقد السيد الرئيس أننا كشعب يحب دينه، ويبكى لسماع آيات ربنا، ويقدر المتدينين، سيقنع بهذا الاختيارالصادم المحبط لأشد الناس تفاؤلا؟ هل اعتقد أن تسليط الضوء عليه، وهو يصلى بالجلباب القيام، سيمرر ويبرر أى خطأ جسيم يصيب شعبا يعانى من عدم تلبية حاجياته الأساسية اليومية بالكاد وبستر المولى؟ هلى كتب على هذا الشعب أن يحكمه منتفعو لجنة سياسات مبارك حتى بعد أن دفع أثمانا باهظة، وما زال يدفع ثمن ثورته؟ خلطة عجيبة من رجل إعلام إخوانى لتبرير القرارات ورجال جمال مبارك والمشير والبقية لا نعرف لها عملا إبداعيا أو إنجازا يستحق تولى مسئولية مصر. هل يدركون معنى كلمة مصر كدولة محورية قوامها 90 مليون مواطن نصفهم تحت خط الفقر، ثم نجد نفس الوجوه التى ساعدت بطرس غالى فى ضياع مقدرات الوطن وطحن الفقراء وإفقار الطبقة الوسطى، عفوا سيادة الرئيس المنتخب لأربع سنوات، لا نريد رئيسا يكون مولانا ظاهريا بسمته وطيبة ملامحه وتدينه المفروض على كل مسلم ومسلمة، لا تمن علينا بتدينك الفرائضى، لا يحق لك إلا أن تنشر العدل وتحقق المساواة، وتختار أهل الخبرة والكفاءة والعلم، وليس أهل الثقة، نريد منك عدل عمر ورجاحة عقل عثمان وعلى وسماحة أبى بكر الصديق، وشفافية عمر بن عبدالعزيز، وليس ضبابية مبارك ورجاله الذين أحييتهم بعد أن أهيل عليهم التراب، وإن أردت مثالا معاصرا يحتذى به فعندك أردوغان، وعندك لولا دى سيلفا فى البرازيل، ولكن ليس رجال بطرس غالى وعز وجمال مبارك ليحكمونا من جديد، أقسمت بألا تخون اللّه فينا، فلتأت لنا بمن يعيد للفقير كرامته وسبل عيشه، وللضعيف حقه، وليس من سلبوه هذا وذاك لعقود كثيرة، نريد الرئيس العادل وليس مولانا الرئيس.