قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية بعودة مجلس الشعب المنحل للانعقاد بعد مايقرب من شهر من قرار حله تنفيذا لحكم الدستورية العليا يفهم في ظاهره وباطنه أنه انقلاب على سيادة القانون والسلطة القضائية وتجاوز لقرارات واحكام المحكمة الدستورية.. ليس المهم الان التوصيف القانوني لما حدث لأنني بالاساس لست فقيها قانونيا ويترك أمر الجدل الفقهي لأهلة ولكن اللافت بالنسبة لي أن هناك مؤشرات قوية لبداية انقلاب شامل من الدكتور محمد مرسي على مجمل التعهدات التي قطعها على نفسه وعلى الملأ وبحضور رموز من الجبهة الوطنية وفي مقدمتهم الدكتور حسن نافعة والاعلامي الاستاذ حمدي قنديل والدكتور عبد الجليل مصطفي المنسق العام للجبهة الوطنية للتغيير – وقد شعرت بالأسى بعدما فرغت من قراءة مقال الاستاذ حمدي قنديل " هل هناك ازمة في قصر الرئاسة " ومقال الدكتور حسن نافعة " سكة الندامة " والمقالان منشوران بالمصري اليوم عدد الاثنين 9 يوليو وسبب الاسى أن الرجلين ولهما كل التقدير يسيطر عليهما شعور مؤلم بأن الدكتور محمد مرسي قد باع لهما " الترماي " وعند أول بلاطه سياسية باع الرجلان وبلع التعهدات السته التي تمسك بها علنا في مؤتمر صحفي نقلته مختلف وسائل الاعلام – الدكتور نافعة والاستاذ حمدي قنديل خزلهما الدكتور مرسي بتخليه الواضح عن تحقيق التوازن في تشكيل الجمعية التأسيسية الثانية التي ضمت لها نادر بكار وسبقتها الأولى التى تشرفت بضم نائب الطريق الزراعي على ونيس وتجاهلت الجمعيتان الفقيه الدستوري الكبير دكتور أحمد كمال أبو المجد الذي سمعته يقول متندرا لشريف عامر ولبنى عسل على قناة الحياه " يبدو أنني فقيه في علم الحشرات وليس القانون الدستوري " .. المهم نعود لصدمة نافعة وقنديل والشاطر – دكتور محمد مرسي الذي عبأ لهما الهواء السياسي في زجاجات إخوانية مثقوبة .. أما عن عهد الشراكة الوطنية والمشروع الوطني الجامع الذي قطعه الدكتور محمد مرسي على نفسه ويتأسى الاستاذان على تراجع الرئيس عن ما وعد به - فقد نسي الدكتور نافعه والاستاذ حمدي قنديل أن حزب الحرية والعدالة الذي ترشح عنه الدكتور مرسي للرئاسة وجماعة الاخوان المسلمين – المرجعية الدينية والسياسية للدكتور مرسي قد قفزا من سجن الحظر على ظهر ثورة 25 يناير ليس من أجل الشراكة الوطنية ولكن من اجل اقصاء كل الأطياف الوطنية والابقاء فقط على زملاء المعتقلات من أصحاب اللحى ليتحول مجلس الشعب الى كتاب كبير للأفكار الميته والرؤى المريضة الغارقة في بحيرات آسنة من الجمود وظلمة الأعماق .. وليس لي من مواساة للأستاذين حمدي قنديل وحسن نافعة إلا تعزية واجبة على وقفتكما باسم الجبهة الوطنية خلف مرشح الإخوان والبقاء لله في وفاة التعهدات السته التي ستدوس الأقدام الاخوانية ماتبقى منها في الأيام القادمة – وكنت أتمنى أن لايشبه الدكتور محمد مرسي الرئيس المخلوع حسني مبارك في أي شيء ولكن يبدو أنني لااختلف كثيرا عن الأستاذين حسن نافعه وحمدي قنديل في حسن النيه ، ومن شابه سلفه ماظلم – ولأول مرة وفور قرار الدكتور محمد مرسي بإعادة البرلمان المنحل وضرب القانون الذي أقسم الرئيس على احترامه بأقدم جزمة - أجد نفسي فعلا واحد أهبل من 85 مليون أهبل -كما وصف المرشد السابق مهدي عاكف الشعب المصري - أحسنوا الظن بدولة جديدة وعصر جديد وإذا بالدولة تتقزم إلى جماعة –وعاش الرئيس – محمد مرسي مبارك ..