قالت صحيفة لوموند الفرنسية، اليوم الاثنين، إن السلطات الفرنسية، شرعت فى تشييد قرية أطلقت عليها اسم "قرية الغجر"، وهى عبارة عن منازل خشبية صغيرة فى منطقة قريبة من باريس العاصمة لمساعدة عائلات الغجر الإيطالية حاملى الجنسية الفرنسية على الاندماج وتحسين ظروف معيشتهم بدلاً من ترحليهم. وقالت الصحيفة الفرنسية، إن هذه التجربة "فريدة من نوعها"، فبعد أن طردت عشرات العائلات من أكواخها بضواحى باريس ومرسيليا، فاجأ وزير الداخلية الفرنسى مانويل فالس، هذه الأقلية التى ترفض الاندماج مع الفرنسيين، بقرار إنشاء قرية لهم بمنطقة قريبة من العاصمة باريس. ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن قرار إنشاء بناء هذه " القرية" التى تبلغ تكلفة تشييد المرحلة الأولى منها 1,4 مليون يورو، مقيد بشرط إقتناع العائلات بإراسل أبنائها إلى المدارس وتطعيمهم وإلزام النساء الغجريات بالخضوع إلى الرعاية الصحية. ذكرت الصحيفة أن تلك العائلات يبلغ عدد أفرادها حوالى 75 شخصاً، كانت تعيش قبل عاما فى أحياء غير صحية، واختارها مجلس نواب المحافظة وبلدية أورلى من بين متطوعين ووفروا لها الأراضى مقابل التزامها بالاندماج مع التقاليد الفرنسية والقانون السائد فى البلاد. وأضافت لوموند، أن تلك العائلات بنت بنفسها على تلك الأراضى الواقعة قرب السكك الحديدية، منازل خشبية قابلة للتفكيك تتكون من غرفتين صغيرتين أو ثلاث مجهزة بالكهرباء والماء. واعلن الوزير الاشتراكى فى 25 يوليو ان "كثافة" بعض المخيمات التى اقيمت فى الاحياء الشعبية بضواحى كبرى المدن تشكل مصدر توتر مع سكان تلك الاحياء ما اضطر السلطات المحلية الى "اتخاذ قرارات تفكيكها". ورغم انهم مواطنون اوروبيون لا يحصل غجر الروما على وظائف بسبب "تدابير موقتة" تطبقها على المواطنين البلغار والرومانيين حوالى عشرة دول من الاتحاد الاوروبى بما فيها فرنسا، حتى نهاية 2013. ومن جانبه، أكد مانويل فالس وزير الداخلية أنه ليس متاكداً أن المشكلة ستحل فقط بفضل حل مشكلة السكن والتوظيف"، موضحاً أنها مسالة ليست سهلة، لكن أبدى رغبته على حلها بهدوء، كى لا تتعثر المفاوضات وتعود إلى الطريقة التى طرح بها الملف قبل سنتين. كان الرئيس اليمينى السابق نيكولا ساركوزى ألقى خطاباً سياسياً شديد اللهجة، بعد أعمال عنف تورط فيها عدد من غجر روما من جنسية فرنسية، وأعلن فى نفس الخطاب "الحرب" على المجرمين والمهربين و"المشاغبين" الغجر، قرر بعدها ترحيل غجر روما من فرنسا.