توصل باحث بمعهد ماساشيست للتكنولوجيا بأمريكا لمشروب مغذى يساعد فى تحسن ذاكرة مرضى الزهايمر فى مراحله الأولى. ويبدأ المرضى فى فقد ذاكرتهم بتطور الزهايمر، بسبب عطب التشابكات التى تربط بين خلايا المخ. ويعمل المشروب الجديد الذى سمى ب Souvenaid على حث نمو تشابكات جديدة، كما يشير مخترع المشروب د. ريتشارد ورتمان. وتشير البيانات لإمكانية وجود شىء يمكن أن يحافظ على القدرة المعرفية لمرضى الزهايمر دون قلق من أعراض جانبية، كما يقول ورتمان. وقد أثبتت التجارب على حيوانات المعمل أن المحتويات الثلاثة للمشروب تعمل على زيادة إنتاج التشابكات بين خلايا المخ بما يحسن من وظائف المخ. فى هذه الدراسة تناول أفراد العينة (حوالى 260 مريضاً بالزهايمر فى أوروبا) مشروب Souvenaid أو مشروب وهمى بديل لفترة ستة أشهر. وأظهر المرضى من المجموعتين فى الثلاثة أشهر الأولى من الدراسة تحسن فى الذاكرة، و بعد ذلك بدأ المرضى الذين تناولوا المشروب البديل فى إظهار تراجع بالذاكرة. وعلى العكس استمر المرضى الذين تناولوا مشروب Souvenaid فى إظهار تحسن بالذاكرة من خلال الاختبارات التى استخدمت لتقييم مرضى الزهايمر. ولم يحسم العلماء بعد أن مشروب Souvenaid سوف يظهر تحسن فى علاج المرض، وهو قيد البحث من خلال دراسة تجرى لفترة أطول للوصول لإجابة شافية عن هذا السؤال. ويتكون هذا المشروب الصحى من ثلاث مكونات غذائية وهى الكولين choline وهو فيتامين B الذى نجده فى اللحوم والمكسرات والبيض، والمادة الثانية المكونة للمشروب هى الأحماض الدهنية أوميجا 3 والتى توجد فى السمك والبيض والحيوانات التى تتغذى على العشب، بينما المادة الثالثة فهى ال uridine التى ينتجها الكبد والكلى ونجدها فى بعض الأطعمة كجزء من حامض الريبونيكيك الذى يساعد فى بناء البروتين فى الجسم. وتلعب مثل تلك المواد المغذية وغيرها من البروتينات دوراً أساسياً فى بناء أغشية خلايا المخ التى تكون التشابكات، كى نصل لنتيجة مؤثرة يجب تناول تلك المكونات مجتمعة وهو ما عمله الباحث فى جمعها فى المشروب الجديد. وتقول الدراسة وفق" الرعبية .نت" التى نشرت مؤخراً فى النسخة الإلكترونية لجريدة مرض الزهايمر، إن جميع المرضى الذين تناولوا هذا المشروب لم يعانوا من أعراض جانبية خطيرة طوال فترة الدراسة. وقد خضع المشاركون لفحص فى المخ من خلال عمل رسم المخ الكهربائى، وتبين أن مخ الأشخاص الذين تناولوا المشروب الجديد قد تغير من نمط العته إلى النمط الطبيعي، وحيث إن رسم الدماغ الكهربائى يظهر نشاط التشابكات بالمخ، فإن هذه النتائج تبين أن وظائف التشابكات قد تزايدت مع العلاج. وقد أظهرت دراسة سابقة أن مرضى الزهايمر فى مراحل متأخرة لا يستفيدون من مشروب Souvenaid، ربما لأن خلايا المخ تكون قد تم فقدها بالفعل فى تلك المرحلة من المرض، وبهذا لا تنموا تشابكات جديدة بين الخلايا كما يقول الباحث. وسوف يخضع المشروب الجديد لمزيد من التجارب لمدة عامين قبل أن يتم طرحه بالأسواق كعلاج للزهايمر.
