"سبسى مصر" هكذا لقب التونسيون الفريق أحمد شفيق، بعد هزيمته فى جولة الإعادة للانتخابات المصرية فى مقارنة بينه وبين الباجى قائد السبسى رئيس الوزراء التونسى السابق، الذى حصل اليوم على ترخيص حزبه الجديد "نداء تونس". وقال رضا بلحاج المتحدث باسم الحزب "أصبحنا اليوم حزبا شرعيا مسجلا فى الجريدة الرسمية".، مشيرا إلى أنه قبل فتح باب الانضمام للحزب تم إحصاء 100 ألف متعاطف مع "نداء يونس" بقيادة ثانى رئيس حكومة بعد سقوط نظام زين العابدين بن على والذى أشرف على انتخابات أكتوبر. ويضم الحزب أعضاء سابقين فى التجمع الدستورى الديمقراطى للرئيس المخلوع زين العابدين بن على، المحل بقرار قضائى، وبالترخيص بصفة قانونية لحزب نداء تونس يفتح المجال أمام البجى قايد السبسى للعودة إلى الحياة السياسية التونسية فى وقت تواجه الحكومة انتقادات وتشهد المعارضة اليسارية انقسامات، حيث توصف عودة السبسى للسياسة بأنها عودة لفلول بن على، وهو ما يضع تونس فى وضع مشابه لمصر التى ظهر فلول مبارك فى واجهة الأحداث، خاصة الفريق أحمد شفيق الذى يرى الكثير من التونسيين أن وضع السبسى يشبه وضعه تماما، فرئيس وزراء تونس السابق يستعد لخوض الانتخابات القادمة، مما دفع التونسيون إلى عقد المقارنة بين الشخصيتين فكلاهما عمل كرئيس وزراء وبالرغم من أن السبسى لم يكن فى عهد بن على إلا أنه خلال الفترة التى تولى فيها رئاسة وزراء تونس ووجه بهجوم حاد وخرجت العديد من المظاهرات المطالبة بإقالته ومثله مثل شفيق وعد السبسى بعدم الدخول فى الحياة السياسية قائلا "بمجرد الوصول إلى انتخابات المجلس التأسيسى فى 23 أكتوبر ستكون مهمتى قد انتهت" إلا أنه عاد وأسس حركة "كلنا تونس". وهو ما قاله أيضا الفريق أحمد شفيق حينما سئل هل من الممكن أن تترشح لرئاسة مصر؟ فكان الرد "بأنه كبير فى السن ولا يمكنه ذلك"، كلاهما ألغى تصريحاته تماما كأنها لم تكن وتسلسل إلى الحياة السياسة مرة أخرى شفيق قرر خوض انتخابات الرئاسة وتمكن من دخول جولة الإعادة والسبسى عاد من خلال " كلنا تونس". أوجه التشابه ظهرت بقوة أيضا بين الشخصيتين فى التفاف أتباع النظامين بن على ومبارك حولهما وبقوة ففى مصر وجدنا الحزب الوطنى المنحل يدعم شفيق بكل ما أوتى من قوة فى انتخابات الرئاسة ممهدا له طريق الوصول. بالمثل كان الوضع فى تونس لتجد أعضاء التجمع الدستورى المنحل وهو حزب بن على يلتف حول السبسى ويطالبه بالترشح للانتخابات. وهو ما دفع السبسى إلى إطلاق حركة "كلنا تونس" التى قال إنها ستكون الحزب المواجه لهيمنة حركة النهضة الإسلامية فى تونس وهى نفس حجة ترشح شفيق للرئاسة ليحافظ على مدنية الدولة فى مواجهة التيار الإسلامى. وقانون العزل لم يطبق وبالتالى لم نتمكن من حماية الثورة المصرية من بقايا نظام مبارك وهو ما تقع فيه تونس حاليا، بعدم تمكنها حتى الآن من إصدار قانون العزل أو الإقصاء لكل أتباع نظام بن على وبالرغم من تقديم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية مشروع القانون إلا أن الأحزاب فى المجلس التأسيسى فشلت فى الاتفاق حتى الآن على صيغة نهائية وهو ما أعطى فرصة أكبر للسبسى للإعلان عن حركة كلنا تونس التى يسعى إلى تأسيسها كحزب سياسى يمثل بوابته فى خوض الانتخابات القادمة ليضطر على الشعب التونسى خوض معركة جديدة للقضاء على أتباع نظام تخيلوا أنهم أسقطوه بالفعل.